ملعب مصطفى بن جنات بالمنستير تشكيلتا المنتخبين: المنتخب التونسي: أيمن المثلوثي – حمزة المثلوثي – المعلول – عبد النور – اليعقوبي – بن يوسف – ناطر – الراقد – الخزري (ساسي) – المساكني (خليفة) – فخر الدين بن يوسف (يونس). المنتخب السينغالي: كاندول – درامي (الفراد) – بادجي – مبودجي – دجيلابودجي (ندوي) – توري – مبيغي – ادريسا – كولي – دمبا (دمبا با)– ماني. تحكيم: الموريسي سيشورن الانذارات: وهبي الخزري الأهداف: الفرجاني ساسي ( دق 90 + 4) اقترب المنتخب الوطني بشكل كبير من ضمان تأهله إلى نهائيات كأس إفريقيا المغرب 2015 وذلك بعد توفقه في خطف فوز مثير على ضيفه منتخب السينغال بهدف الفرجاني ساسي في الدقيقة الرابعة والتسعين.فوز وإن غابت عنه جمالية الأداء فإنه أكد نجاح تكتيك البلجيكي جورج ليكنز الذي خانته الجرأة والمجازفة والتي كادت تكلفنا خسارة نقاط المباراة بما أن منتخب السينغال كان الأفضل ولكن الواقعية رجحت كفتنا في انتظار نقطة المرور الفعلي في المواجهة القادمة ضد بوتسوانا. تغيير وحيد على عكس ما كان متوقعا وعلى الرغم من تواجد المنتخب الوطني على ميدانه وأمام جماهيره فضل المدرب جورج ليكنز الحفاظ على نفس الرسم التكتيكي (3 - 5– 2 ) الذي انتهجه في مباراة الذهاب في داكار وأدخل تغييرا وحيدا فرضه غياب ياسين الشيخاوي بسبب الإنذار الثاني الذي عوضه يوسف المساكني محترف لخويا القطري.توجه تكتيكي يعكس تخوف الإطار الفني للنسور من المنتخب السينغالي ورغبته في تفادي الهزيمة رغم الدعوات المتكررة بالتخلي عن الدفاع والحذر المبالغ فيهما وتقديم كرة هجومية تستجيب لرغبات الجماهير العاشقة للنسور. بداية متميزة صحيح أن البلجيكي دخل المباراة بنفس الخطة التكتيكية وبنفس الأسماء تقريبا التي خاضت مباراة داكار مع تغيير الشيخاوي بالمساكني ولكن مع تعليمات لكل من حمزة المثلوثي وعلي المعلول بالتقدم والاقتراب أكثر من لاعبي الوسط والصعود المستمر في الحالات الهجومية الأمر الذي مكن منتخبنا الوطني من دخول المواجهة بشكل جيد مع سيطرة نسبية لزملاء «الروج» الذي كان وراء أول فرصة للنسور ولكن تسديدته الرأسية لم تشكل خطرا كبيرا على الحارس كاندول.المد الهجومي للمنتخب الوطني تواصل وكان المساكني وراء كل العمليات الهجومية الأخيرة حيث قاد في الدقيقة السابعة هجمة معاكسة انهاها بتسديدة أرضية تصدى لها الحارس السينغالي «النمس» عاد في الدقيقة العاشرة لتهديد دفاع المنافس ولكن تباطؤه حرم بن يوسف من فرصة محققة للتسجيل. في المقابل عمل أبناء الفرنسي ألان جيراس على امتصاص ضغط زملاء الخزري وتجاوز عاصفة البدايات والانطلاق في تهديد مرمى المثلوثي التي كادت تهتز في الدقيقة 28 بعد تسديدة ماني القوية التي مرت محاذية لمرمى المنتخب. مع تقدم الوقت هدأ نسق المباراة وانحصر اللعب في منطقة وسط الميدان مع اعتماد المنتخبين على الهجمات المعاكسة التي كان أخطرها في الدقيقة 34 لفائدة المنتخب الوطني بعد أن وضع علي المعلول زميله وهبي الخزري وجها لوجه مع الحارس كاندول الذي تألق في التصدي على الرغم من أن كرة محترف بوردو لم تكن بالدقة والقوة اللازمتين.رد السينغالين لم يتأخر كثيرا حيث تألق الحارس أيمن المثلوثي في الدقيقة 42 في التصدي لرأسية درامي بعد مخالفة محكمة التنفيذ من ماني ساديو.فرصة انتهت بعدها الفترة الأولى على نتيجة التعادل السلبي.فترة أولى متوسطة من حيث المستوى والنسق وطغت عليها الحسابات التكتيكية بين المدربين جورج ليكنز وألان جيراس. توازن مفقود قلنا إن المنتخب التونسي قدم شوطا أولا محترما وصنع الخطر على مرمى منافسه في أكثر من مناسبة ولكن تركيز النسور على الجهة اليسرى وبناء كل العمليات الهجومية على علي المعلول وغياب الجهة اليمنى عن العمل الهجومي مع العزلة التي عانى منها فخر الدين بن يوسف في أغلب ردهات الشوط قللت من فاعلية الخط الأمامي للمنتخب الوطني وسهلت مهمة الدفاع السينغالي الذي لم يختبر كثيرا في الفترة الأولى التي عرفت تميز حسين ناطر وعلي المعلول. بداية سيئة على شاكلة مباراة داكار لم يحسن المنتخب الوطني دخول الفترة الثانية وترك الأفضلية والأسبقية للمنتخب السينغالي الذي ضغط عاليا وسيطر بالطول والعرض على منافسه وكان قريبا في كل مرة من أخذ الأسبقية لولا براعة الحارس أيمن البلبولي الذي كان رجل الشوط الثاني دون منازع.أبناء جيراس استغلوا كما يجب التراجع غير المبرر لعناصرنا الوطنية والارتباك الكبير في محور الدفاع وفرضوا ضغطا رهيبا على زملاء عبد النور انطلق منذ الدقيقة الثانية عندما توغل الخطير ماني ومرر دون أن تجد كرته المتابعة اللازمة من بقية زملائه.نفس اللاعب عاد بعد خمس دقائق وسدد مخالفة مباشرة تألق البلبولي في صدها وإبعادها عن مرماه.المنتخب التونسي واصل قبول الضغط وترك الفرصة مجددا لماني في الدقيقة 55 ليختلي بحارس النجم الذي واصل عزفه المنفرد وأنقذ مرماه من هدف محقق ومستحق لمنتخب أسود التيرنقا الذين فعلوا كل شيء ولم ينقصهم الا التسجيل والنجاعة. تغييرات وتحسن نسبي مع تواصل هيجان المنتخب السينغالي ومع ارتفاع صيحات الاستهجان من الجماهير الحاضرة والتي كانت مثالية في تشجيعها كان على المدرب جورج ليكنز التدخل لتعديل الأوتار وتخفيض الضغط على محور الدفاع فكان دخول ساسي مكان الخزري ويونس مكان بن يوسف وخليفة مكان المساكني.تغييرات وإن لم تغير الكثير على مستوى الأداء الهجومي للمنتخب فإنها في المقابل قللت من ضغط السينغاليين الذي تراجع أداؤهم مع مرور الوقت ومع تحسن أداء خط وسط الميدان الذي استعاد بعضا من حيويته بدخول الفرجاني ساسي.نهاية المباراة كانت حذرة للغاية ولاح من خلالها بحث المنتخبين على نقطة التعادل التي تبقيهما على رأس المجموعة وعلى بعد نقطتين من العائد بقوة المنتخب المصري الذي سيكون أمام فرصة كبيرة للإقتراب من التأهل عندما يستضيف في الجولة القادمة منتخب السينغال. هدف قاتل في الوقت الذي كانت تسير فيه المباراة إلى النهاية على نتيجة التعادل السلبي تمكن الفرجاني ساسي في الدقيقة 94 من تسجيل هدف الانتصار للمنتخب الوطني بعد متابعته لركنية نفذها علي المعلول.هدف غال وضع النسور على رأس المجموعة السابعة وقربنا من التأهل إلى «كان» المغرب وأنهى مباراة اختنق فيها المنتخب قبل أن يأتي ب«فرجانية» الفرجاني. في حين تعقدت وضعية السينغال أكثر خاصة وانه سيتحول في الجولة القادمة إلى مصر لمواجهة منتخب الفراعنة. لقطة غريبة قلنا أن الجماهير التي تابعت المباراة من الملعب كانت مثالية للغاية حيث شجعت المنتخب في كنف الروح الرياضية ولكن فئة قليلة منها أبت إلا أن تعزف النشاز حيث تعاملت بشكل غير لائق مع يوسف المساكني عند تغييره بزميله خليفة. مردود الحكم الحكم الموريسي سيشورن أحسن إدارة المباراة وكانت صافرته عادلة لكلا المنتخبين.سيشورن كان قريبا من كل العمليات وتميز بشخصية قوية سهلت عليها المهمة إضافة إلى التناغم الكبير مع مساعديه. نجم المباراة لقب نجم المباراة يمكن منحه مناصفة للاعب الارتكاز حسين الراقد وللحارس أيمن البلبولي فالأول كان رائعا في منطقة الوسط وكان وراء قطع عديد الكرات إضافة إلى مشاركته المستمرة في محاولات بناء الهجمات التي لم تكن كثيرة للأمانة.أما الثاني فقد تألق بشكل لافت وحرم مهاجمي المنتخب السينغالي من التسجيل في أكثر من مناسبة. قال: الفرجاني ساسي «الحمد لله حققنا المهم ونجحنا في التغلب على منتخب السينغال وقطعنا خطوة كبيرة على درب التأهل إلى النهائيات الإفريقية.أنا سعيد جدا بالروح القتالية التي أظهرها كل اللاعبون وسعيد أكثر بالهدف الثمين الذي سجلته والذي أسعد جماهيرنا التي تحتاج إلى هذه الفرحة.» «الخزري» يغيب عن مباراة بوتسوانا لن يكون بإمكان الإطار الفني للنسور التعويل على متوسط ميدان بوردو وهبي الخزري في مباراة الجولة الخامسة من التصفيات ضد منتخب بوتسوانا والمبرمجة ليوم 14 نوفمبر وذلك بعد حصوله في مباراة الأمس على الإنذار الثاني. خالد الطرابلسي
