عقد المدرب الوطني لمنتخب الأكابر، البلجيكي جورج ليكنز صباح اليوم بمقر الجامعة التونسية لكرة القدم ندوة صحفية كان مصحوبا فيها ببقية أعضاء الإطار الفني إضافة إلى المدير الفني للجامعة كمال القلصي، وعكس الإنتظارات الكثيرة للجمهور التونسي وممثلي الإعلام الرياضي فقد كانت الندوة شكلية حيث تعمد «ليكنز» الحديث في دائرة مفرغة حول المشاركة الأخيرة للنسور في كأس امم إفريقيا بغينيا الاستوائية دون تفسير أسباب الضعف الكبير في الأداء خلال المباريات الأربع فضلا عن سوء الاختيارات الفنية في أكثر من مناسبة سواء تعلق الامر بالخطط التكتيكية أو بالتغييرات المتأخرة في كل مباراة وغيرها من النقاط التي يدركها القاصي والداني من متابعي المنتخب الوطني خلال نهائيات ال«كان». «من كل شي شوية» ؟؟؟ لامبالاة البلجيكي الواضحة بالمشاركة الهزيلة والخروج من النهائيات القارية دون تقديم مردود متميز كان جليا في تركيزه منذ بداية لقائه بممثلي وسائل الإعلام حيث انطلق في ممارسة طقوس العادة بشكر كل عناصر الإطار الفني والجمهور الذي وقف في صف المنتخب خلال مرحلة التصفيات، وقد اعتمد البلجيكي على خطاب خشبي مطوّل استفز كثيرا الإعلاميين حيث قفز في أكثر من مناسبة من الإشارة إلى تحسن الأداء في تصفيات الكان واحتلال الصدارة إلى التنظيم السيء والنقائص العديدة التي لاقاها منتخبنا في النهائيات، إلى معدل الأعمار المحمود لعناصر المنتخب والتألق اللافت لأيمن المثلوثي أفضل حراس النهائيات إلى جانب انهاء «العكايشي» المشاركة في صدارة الهدافين فضلا عن اللحمة والتعاون والثقة المتبادلة بين اللاعبين. تهرّب من الاسئلة! بكل تأكيد كل ما أتى البلجيكي على ذكره لم يكن اجابات لتساؤلات جمهور المنتخب الذي لم يقتنع البتة بالأداء الذي قدمته عناصرنا الوطنية والخروج على يد منتخب لا يقارن على كل المستويات بمنتخبنا التونسي حتى لو كان الخروج من ركلة جزاء ظالمة.. كل الحاضرين اجمعوا على أسلوب التلاعب بالكلمات والهروب من الإجابات من «ليكنز» الذي نال النصيب الأكبر من الوقت في الحديث عن مستقبله مع المنتخب التونسي وكيفية تطويره وإصلاحه دون أن يلقي بالا للنقائص الكثيرة والضعف الكبير التكتيكي في تعامله مع إمكانيات لاعبينا الذين لم يرتقوا بعد إلى مستوى الانتظارات. ضمان المدرب لتمديد إقامته على رأس المنتخب حتى نهاية عقده في جوان 2016 الذي تم اقراره في الاجتماع الدوري للمكتب الجامعي مساء الاثنين جعل الحديث مقتصرا على الإيجابيات التي تحققت خلال أحد عشر شهر قضاها بيننا دون أية إشارة إلى النقائص الكبيرة التي يحتاج منتخبنا إلى تلافيها مستقبلا ما يعني أن الاتفاق حاصل والإجماع قائم على أن المدرب قام بالواجب وأكثر وهو أمر غير معقول وغير مقبول . بناء منتخب قوي والاستفادة من الأولمبيين عن مستقبله مع المنتخب التونسي أكد المدرب البلجيكي أن «النسور» تسير في الطريق الصحيحة والخروج من ربع نهائي ال«كان» ليس النهاية بل سيكون البداية لبناء منتخب قوي في المستقبل مع تحديد برنامج العمل في الفترة المقبلة وتحديد الأهداف التي سيكون أولها التحضير للتأهل إلى نهائيات مونديال روسيا 2018 مع تجاوز النقائص على مستوى التكوين القاعدي للاعبين في إشارة إلى ارتباط عمل منتخب الأكابر بالمنتخب الأولمبي الذي تنتظره تصفيات أولمبياد «ريو دي جانيرو» في البرازيل والذي سيكون لاعبوه ضمن الأكابر في المستقبل القريب. «الكنزاري» «لا يلوي العصا» في سؤال عن مدى صحة الاخبار التي تتحدّث عن توتّر العلاقة بين المدرب البلجيكي ومساعده التونسي ماهر الكنزاري نفى الأخير وجود أية خلافات صلب الاطار الفني حيث أكد أن الاختيار عليه للعمل كمساعد تمت بموافقته وبموافقة المدرب بالتالي فاختلاف وجهات النظر حسب رأي «الكنزاري» دائما لا تعني توتر العلاقة بين الرجلين رغم وجود تأكيدات سابقة أشارت إلى أن المساعد الجديد امتعض في أكثر من مرة من عدم اكتراث المدرب الأول لرأيه في بعض النقاط الفنية وخاصة التغييرات التي كثيرا ما كانت متأخرة وبلا جدوى.. من جهته أشار «ليكنز» الى أنه يعرف ما يريد ويتشاور مع كل مساعديه وقال إن «الكنزاري» يعرف عقلية اللاعب التونسي ودوره أكثر من مهم ضمن الإطار الفني الذي شكره في مناسبات عديدة على العمل الذي يقوم به على غرار الإطارين الطبي والإداري. إقرار... في حديثنا الى المدير الفني للجامعة كمال القلصي حول تقييم المشاركة الأخيرة في النهائيات القارية أكد القلصي أن التقييم كان علميا وعرّج على مختلف النقائص والإيجابيات مشيرا إلى أنه لا يوجد منتخب متكامل فالنقائص موجودة ويجب تلافيها مستقبلا أما الإيجابيات فيجب البناء عليها، وقال إن الحديث إلى المدرب تطرق إلى هذه الأمور وبخاصة إلى الأداء في مباراة ربع النهائي أمام غينيا الاستوائية الذي كان بعيدا عن المستوى المطلوب مشيرا إلى أن المنتخب وحتى إن فاز في تلك المباراة فاداؤه وطريقة لعبه لم تكونا في مستوى المنتخب التونسي.. خلاصة كل التدخلات في هذا اللقاء الإعلامي أن المكتب الجامعي والجهاز الفني للمنتخب تجاوزا بسرعة البرق كل موجات الغضب التي رافقت مشاركة المنتخب في النهائيات الافريقية الاخيرة في انتظار ما سيقدم عليه المكتب الجامعي والمدرب البلجيكي في الفترة المقبلة التي لا يعرف بعد مصير المنتخب التونسي فيها خاصة مع إصرار الاتحاد الإفريقي على فرض كلمته وإخراج منتخبات شمال إفريقيا من الباب الصغير في ظلّ كراهية الكاميروني «حياتو» للكرة التونسية وتعنّت رئيس الجامعة الذي يرفض الرضوخ الى املاءات الرجل الاوّل في الكرة الافريقية.