يبدو أنّ تأجيل امتحان ختم المرحلة الابتدائية «السيزيام» الذي كان من المقرّر اعتماده في موفّى الموسم الدراسي الجاري إلى السنة الدراسية القادمة 2015 – 2016 لاقى استحسان عدد كبير من الأولياء وأثار خيبة عند عدد آخر على خلفية أنّ إصلاح التعليم يحتاج الى عمق أكبر من أجل تحسين مستوى التلاميذ. «التونسية» رصدت مواقف الاولياء والمعلمين من تاجيل هذا الامتحان الوطني وعادت بالريبورتاج التالي: آمنة «ولية» أوضحت أنّ خبر تأجيل مناظرة «السيزيام» هو خبر سار جدا لأنّ واقع التلاميذ لا يبشر بخير ومستواهم يتسم بالضعف خاصة على مستوى اللغات والتواصل الشفوي. وأشارت الى أنه لو تمّ اعتماده هذه السنة فإنّ 20 بالمائة فقط من التلاميذ يستحقون النجاح. وأشارت الى ضعف المناهج التعليمية في تونس التي تعتمد على الكم على حساب الكيف، كما أوضحت ان التلاميذ تعودوا على النجاح الآلي ولم يستعدوا نفسيا للامتحان الذي كان من المفروض الاعداد له منذ السنوات الاولى من التعليم الأساسي. وأكدت ان المستوى التعليمي لآلاف التلاميذ المهددين بالرسوب لا يسمح لهم باجتياز المناظرة الوطنية التي لم يتم الاعداد لها طيلة السنوات الماضية . «إلغاء السيزيام... نقطة إيجابية» من جهتها أوضحت اميرة بن علي «معلمة» ان إلغاء «السيزيام» يعد نقطة ايجابية لان التلاميذ غير مستعدين لاجتياز هذا الامتحان . واضافت انها ليست ضدّ «السيزيام» بل ضد اعتمادها وبشكل إجباري خلال هذه السنة ذلك أن التلاميذ غير مستعدين لها فمستواهم التعليمي لا يتلاءم مع مناظرة وطنية ومن الضروري أن يتم إعدادهم لذلك بصفة مسبقّة وأفادت أنه إذا ما تم الإصرار على تطبيق إجبارية «السيزيام» هذه السنة فسيؤدي ذلك إلى استفحال ظاهرة الدروس الخصوصية وستتضاعف الأسعار. مؤكدة على ضرورة تغيير البرامج البيداغوجية واصلاح المنظومة التعليمية .و اشارت الى ان اعادة هذه المناظرة كان قرارا متسرّعا وغير مدروس مما يمكن ان يدخل الارتباك والحيرة في صفوف الاولياء . اما صلاح الدين العمدوني (ولي) اوضح ان مناظرة «السيزيام» تعد مطلبا اساسيا للأولياء والمربين وللإطار التربوي لضمان مستوى التعليم في تونس واشار الى ان اكبر خطإ تم ارتكابه هو الغاء هذا الامتحان بما أعطى صورة سلبية على النظام التعليمي. وشدد على ضرورة إعادة اعتماد هذا الامتحان الذي يعتبر محطة ضرورية لمعرفة حقيقة مكتسبات التلميذ بعد ست سنوات من الدراسة . واضاف ان معضلة المنظومة التربوية تكمن في الحشو وكثرة الساعات الدراسية. مؤكدا أنّ اعتماد الاسلوب التلقيني زاد في تدهور المستوى التعليمي للتلاميذ . «غربال باش يصفّي» من جانبه عبّر احمد الزواري «مدير مدرسة» عن رفضه لتطبيق هذا الامتحان بمعزل عن إصلاح جوهري للتعليم ككل مؤكدا على رغبته في عودة السيزيام لأنها تُعدّ محطة تقييمية هامة للتلميذ وحافزا للتلميذ والمدرّس على حد السواء على بذل أكبر ما يمكن من مجهود واشار الى انه لا يمكن ان تكون انطلاقة الإصلاح من الحلقة الأخيرة فلا بد أن يكون الاصلاح من السنة الأولى ويكون «السيزيام» تتويجا للإصلاح أي بعد 6 سنوات واكد انه ينبغي ان يتم الاعداد جيدا لهذه المرحلة التقييمية من البداية. وأضاف انه لا ذنب للتلاميذ الذين كانوا يمرّون آليا من سنة الى اخرى بتقييمات غير واضحة .و اشار الى ضرورة اعادة النظر في المنظومة التعليمية. مشدّدا على ضرورة إعادة هذا الامتحان ووصفه «بالغربال الي يصفي». «لازم التصفية» أما فتحي العياري «ولي» أكد أن إلغاء «السيزيام» ساهم في تراجع مستوى التلاميذ الذين يمرون بشكل آلي الى المرحلة الاعدادية وشدد على ضرورة اجتياز اختبار وطني يحدد مستوى التلاميذ ويؤهلهم للمراحل الدراسية القادمة. ودعا الى ضرورة التركيز على دور التفقد البيداغوجي الذي يعتبر مهما جدا في اصلاح منظومة التعليم وفي متابعة البرامج التربوية. معبّرا عن حسرته من تدهور التعليم في تونس قائلا «شنوة ذنبهم التلامذة» . أما حسين الطرابلسي «ولي» فقد شدد على ضرورة اعادة مناظرة السيزيام وان يتم اعتماد اصلاحات جوهرية للمنظومة التربوية ككل واضاف انه في صورة اعادة هذا الامتحان سيكون هناك عديد التلاميذ الذين لم يتم انصافهم من حيث الامكانيات وهذا ما يؤثر سلبا على مردودهم . كما شدد على ضرورة اصلاح المناهج التعليمية .و اضاف ان العودة الإجبارية ل«السيزيام» دون الاعداد لها منذ السنوات الاولى للتعليم الابتدائي من شأنها إحالة عدد كبير من التلاميذ الى الشارع سنويا في صورة فشلهم في اجتياز هذا الامتحان وهو ما يجعل من هذا الاجراء قرارا متسرعا وعشوائيا ستكون نتائجه جدّ سلبية. «نحط في قلبي وننجح» فارس تلميذ في السنة السادسة عبّر عن سعادته بخصوص إلغاء هذا الامتحان في هذه السنة الدراسية قائلا «فرحان خاطر امتحان صعيب» وعبر عن خشيته من مسألة الرهبة والتاثر عند اقتراب هذا الامتحان الوطني. وأشار الى انه في صورة عودة هذا الامتحان سيحرز معدلا جيدا للغاية «نحط في قلبي وننجح». وأكد أنّ زملاءه سيفرحون كثيرا بهذا الخبر « السعيد». مروى الساحلي