في غمرة الحديث والجدل عن حالة التراجع وإهدار النقاط التي مرّ بها النجم الرياضي الساحلي في الجولات الثلاث الأخيرة ولا سيما في لقاءي النادي الصفاقسي والملعب القابسي ومارافق تلك الفترة من انتقادات وصلت حدّ التشكيك في امكانات بعض اللاعبين كتبنا على أعمدة «التونسية» بأن « الحمرا» أقوى دوما بعد العثرات... ولم نكن وقتها «ننفخ في الجمر الطافي» بقدر ما أتاح لنا إلمامنا بواقع النجم الساحلي من الداخل بأنه ليس الفريق الذي تؤثر فيه النتائج السلبية وليس من تقاليده أن يرمي المنديل بسهولة ولا صلة له بكل معاني اليأس... فالنجم قوي بتاريخه وحاضره ومكوناته من لاعبين وإطار فني ومسيّر وجمهور يملك ثقافة التعاطي السليم مع العثرات.. هذه الحقائق الدافعة أكدها فريق جوهرة الساحل أمس الأول على ميدان أولمبي رادس عنما قدّم مباراة كبيرة على جميع المستويات أمام صاحب الطليعة النادي الافريقي وفرض عليه الهزيمة ذهابا وإيابا بإرادة لا تقهر خاصة عندما لعب النجم نصف المباراة بنقص عددي بعد إقصاء المدافع رامي البدوي.. وقتها ظهر النجم الساحلي في نسخته الحقيقية وعوّض خسارته لأحد أهم لاعبيه بمردود عانق الروعة في الإندفاع والفوز بالحوارات الثنائية وايقاف خطر الإفريقي بكثير من الدهاء التكتيكي للجنرال الذي شحن لاعبيه كما لم يشحنهم من قبل ونجح في تحويلهم إلى « محاربين» أقنعوا الجميع بأنهم أجدر بالانتصار فقط لأنهم كانوا مؤمنين بأحقيتهم به على امتداد أسبوع الإعداد للمباراة متحدين ومتحدّين لتكذيب كل شك فيهم اعتبرهم خارج سباق المراهنة على اللقب ولكن بالتعب والمثابرة والإيمان بالقدرات جمع زملاء أيمن البلبولي بين الاقناع والابداع والامتاع ولم يسرقوا انتصارهم الذي كان مستحقا وعن جدارة ليعيدوا عدّاد البطولة إلى ما يسمح لهم بمزيد الاقتراب من كرسي الصدارة. «بونجاح» ... غير عادي بالمرة! هداف النجم الساحلي والبطولة الوطنية الجزائري بغداد بونجاح الذي صام عن التهديف طيلة الجولات الثلاث الأخيرة كان عرضة لعديد الإنتقادات وخاصة من بعض حماهير النجم (... وظلم ذوي القربى...) ولكن حين يكون هناك مدرب بمواصفات فوزي البنزرتي لا مجال للخوف على بونجاح وعلى أي لاعب حيث لم يتصرف الجنرال مثلما يفعل بعضهم بإحالة اللاعب الذي يمر بفترة فراغ على مقعد الاحتياط بل استمر في تشريك بونجاح والنتيجة كانت مفحمة لكل المشككين عندما أجاب بغداد بثنائية الفوز على النادي الافريقي وبهدفين لا يمكن لأي لاعب عادي أن يسجلهما .. فعلا بونجاح لاعب غير عادي ...أحيانا تراه يضيع فرصا سهلة وفي وضعيات أخرى يسجّل أصعب الأهداف وبطريقة لا يعرف سرّها إلاّ هو .. حصيلة بونجاح إلى حد الآن 10 أهداف وفي بقية مشوار البطولة 12 مباراة بإستطاعته أن يحقق فيها ضعف ما سجّل. «عمّار» في نسخة ستاد القاهرة غاب الغزال فحضر الجمل ...هكذا علّق المذيع المصري يوم 9 نوفمبر 2007 في ستاد القاهرة في إياب نهائي رابطة الأبطال الافريقية بين الأهلي المصري والنجم الساحلي يومها كان عمّار الجمل في خطواته الأولى مع الأكابر وقدّم مباراة بطولية وأوقف أهم أدوات الأهلي من أبوتريكة إلى فلافيو وصولا إلى بركات وشعب وساهم في الفوز التاريخي بثلاثية لا تمحي من الذاكرة ... عمّار الذي راوح مكانه بين التشكيلة الأساسية ومقعد الإحتياط ولدى عودته إلى النجم الساحلي قدّم أمس الأول أمام النادي الافريقي واحدة من أكبر مقابلاته فقد شغل الجهة اليسرى للدفاع بكثير من الاتقان .. وغيّب الخطير عبد المؤمن جابو ولعب دورا فاعلا بعد إقصاء رامي البدوي في إعطاء التوازن المطلوب لمحور دفاع النجم حيث كان متكاملا مع حمدي النقاز وزياد بوغطاس وأكد لكل من تساءل عن رجوعه في هذا التوقيت من مشواره إلى النجم الساحلي بأنه جاء ليحقق الإضافة وليس للضيافة .. بإختصار ما قدمه عمّار أمس الأول أقام الدليل على أن اللاعب الكبير ذلك الذي تجده يوم تحتاجه في المقابلات الكبيرة ... فلا تقولوا بعد يوم الأحد ماذا يفعل عمّار الجمل في النجم! منحة بخمسة آلاف دينار مهر الفوز الباهر الذي عاد به النجم الرياضي الساحلي من رادس قابلته الهيئة المديرة بمنحة مالية معتبرة حيث سيتحصل كل لاعب ساهم في الانتصار على النادي الافريقي على مبلغ 5 آلاف دينار حيث كان دخول رئيس الجمعية الدكتور رضا شرف الدين إلى حجرة الملابس لتحية اللاعبين وتهنئتهم بالانتصار ومناسبة لإعلامهم بأنه رصد لهم منحة بقيمة ثلاثة آلاف دينار مضاعفا المبلغ المتفق عليه في سلّم المنح قبل أن يضيف لهم المدير التنفيذي حسين جنيح منحة أخرى بقيمة آلفي دينار ليكون المجموع 5 آلاف دينار لكل لاعب وهو مبلغ مستحق لزملاء علية البريقي لقاء ما بذلوه من مجهود وما أظهروه من روح انتصارية عالية وما قدموه من مردود غزير. للمرة الثانية «رامي » ينتصر للنجم في الموسم قبل الفارط إبان مرحلة البلاي أوف وقع إقصاء مدافع النجم رامي البدوي أمام النادي الافريقي في لقطة مشابهة بتلك التي حدثت أمس الأول مع صابر خليفة وفي كلا الحالتين إنتصر رامي البدوي لمصلحة النجم الساحلي وضحّى بخروجه بالورقة الحمراء حتى يفوز النجم لأنّ سيناريو انفراد خليفة بالبلبولي كان سيضع الافريقي موضع الأسبقية في النتيجة ما قد يعسّر المهمة ولكن رامي البدوي اختار الاقصاء ليبقي فريقه في المباراة .. من جهة أخرى تجدر الإشارة إلى أن البدوي تعرّض إلى إصابة عضلية في بداية عملية متابعته لصابر خليفة وقد خضع صباح أمس الاثنين إلى فحص طبي بالرنين المغناطيسي لتحديد مدى خطورة الإصابة علما وأن البدوي سيغيب عن مقابلتين مدّة عقوبة إقصائه . الإنذار الثالث ل«بوغطاس» محور الدفاع في النجم الساحلي سيتغيّر بالكامل في لقاء الغد ضد قوافل قفصة فإلى جانب غياب رامي البدوي المعاقب والمصاب سيحتجب زميله في المحور زياد بوغطاس الذي تحصّل في لقاء أمس الأول ضد النادي الافريقي على انذاره الثالث.. ومن ثمّة فإنّ عمّار الجمل العائد بقوة سيكون في المحور ربما بمعيّة إما حمدي النقاز أو صدام بن عزيزة وفي مثل هذه الوضعيات تظهر أهمية ثراء الرصيد البشري وتنوعه بما يتيح للجهاز الفني أن يجد الحلول بسرعة خاصة في ظل تتالي المباريات وفق النسق الماراطوني الذي دخله النجم الساحلي. «سعادة» و«بانقورا» بخير بعد أن غادرا الميدان في مقابلة أمس الأول ضد النادي الإفريقي بسبب الإصابة أثبتت الفحوصات الطبية الأولية بأن مهدي سعادة والخليل بانقورا بخير وفرضية مشاركتهما في مباراة الغد ضد قوافل قفصة ليست مستبعدة بما يعزز حظوظ فريق جوهرة الساحل في الخروج بالنقاط الثلاث. بنفيكا الأنغولي يوم 14 مارس تعرّف أول أمس النجم الساحلي على منافسه في الدور التمهيدي الثاني من تصفيات كأس الاتحاد الافريقي حيث سيلاقي أبناء المدرب فوزي البنزتي يوم 14 مارس في أولمبي سوسة في جولة الذهاب فريق بنفيكا الأنغولي المترشح على حساب ممثل البورندي.