بما أنّه لم يعد من الممكن الحديث عن صناعة أبطال رياضيين بمعزل عن وجود شريك فاعل يرعى حلم البطولة ويستحيل حقيقة تترجم على أرض الواقع بإرادة يمتزج فيها المال بعرق الأبطال فيكون العنوان مجدا متجدّدا... كان الحدث اليوم استثنائيا بكلّ المقاييس حيث وقّعت البطلة الاولمبية في رياضة ألعاب القوى العدّاءة حبيبة الغريبي والتي رفعت راية تونس عاليا في كبرى التظاهرات الرياضية العالمية عقد شراكة مع «سيتيروان» التي أخذت على عاتقها رعاية البطلة الاولمبية على أمل ان يتجدّد الانجاز في أولمبياد ريو دي جينيرو 2016 ويعلو صوت النشيد الرسمي التونسي من جديد من فوق بوديوم العمالقة... الزمان في تمام الساعة الرابعة والنصف والعنوان ندوة صحفية في «دار سيتيروان» بحضور المدير العام بسام الوكيل ومراد الوكيل والبطلة الاولمبية حبيبة الغريبي إضافة الى شاكر بلحاج مدير أعمال الغريبي وبعض الوجوه الرياضية المعروفة على غرار يونس الشتالي وممثلين عن وزارة الشباب والرياضة واللجنة الاولمبية وثلّة كبيرة من الصحفيين الذين حرصوا على تأمين نقل وقائع هذه الندوة الصحفية التي كانت مميّزة تنظيميا و لوجيستيا تماما كدوافع تنظيمها. الندوة انطلقت بكلمة من بسام الوكيل الذي رحّب بالحضور قبل ان يعرّج على وجاهة الاختيار على حبيبة الغريبي حيث أكّد ان ما يجمع بين «سيتيروان» وحبيبة الغريبي هو التحدّي الرياضي حيث اعتبر الوكيل أنّ «سيتيروان» لم تبحث من خلال هذه الشراكة عن الربح المادي بقدر بحثها عن شريك حقيقي يشغله حلم المجد وتسلّق سلّم العالمية... بسام الوكيل شدّد على ان الاختيار على البطلة الأولمبية لم يكن بمحض الصدفة بل كان نتاج تفكير عميق وتوجّه مدروس يعكس حرص الشركة على الدفاع عن القيم والمبادئ والروح الرياضية موضّحا أنّ «سيتيروان» لم تفكّر في الجانب التجاري لأنه لو كان الأمر كذلك لاختارت الشركة رياضة جماعية تحظى بشعبية كبيرة لكن الغرض من عقد الرعاية هو جملة المواصفات التي وجدها القائمون على الشركة في شخص حبيبة الغريبي التي تعتبر نموذجا فريدا من نوعه للرياضيين التونسيين تسعى الشركة لتعميمه واستنساخه حتى يكون هناك أبطال جدد يشغلهم نفس الوازع وتستهويهم أدوار البطولة... وأوضح الوكيل أنّ البطلة الأولمبية حرمت من الميدالية الذهبية في أولمبياد بيكين بسبب خرق واضح للمواثيق الرياضية بما أنّه ثبت أنّ صاحبة الميدالية الذهبية تناولت المنشطات وبالتالي سيعود الذهب الى أصحابه...مضيفا أنّ مواصفات الغريبي شجعت القائمين على شركة «سيتيروان» على اختيارها لتكون شريكا فاعلا على أمل معانقة الذهب من جديد في الالعاب الاولمبية المقبلة كما شدّد الوكيل على أنّ «سيتيروان» لن تقف عند عتبة الغريبي بل ستبحث عن أبطال تونسيين في مختلف الاختصاصات الرياضية لرعايتهم ودعمهم ماديا ومعنويا. من جانبها أكّدت البطلة الاولمبية حبيبة الغريبي انها سعيدة بهذه الشراكة لانها تؤمن في سريرتها بأنّ أيّ رياضي مهما كان اختصاصه لا يمكن له الصمود بمفرده وان طريق التتويج يمرّ حتما عبر توفّر جملة من العوامل والظروف التي تساهم في صقل موهبته وتحفيزه لبلوغ مصاف العالمية مضيفة انها وجدت صعوبات كبيرة خلال مسيرتها الاحترافية في مضمار ألعاب القوى كما انه قدمت تنازلات وتضحيات كبيرة حتى تصل الى المكانة التي تحظى بها الآن ولم تفوّت الغريبي الفرصة دون ان توجه الشكر لكل من ساندها ووقف الى جانبها خاصة عائلتها والعائلة الرياضية ككل من وزارة ولجنة أولمبية وجامعة معتبرة أنّ الطريق أمامها لازالت طويلة وان حلمها الآن هو التألق في بطولة العالم ببيكين وخاصة الميدالية الذهبية في الالعاب الاولمبية ووجهّت البطلة الاولمبية نداء الى سلطة الاشراف وكل الاطراف الفاعلة في تونس من أجل ايلاء مزيد من العناية للرياضات الفردية التي تزخر على طاقات بشرية وفنية كبيرة والتي لا تحظى بالمكانة التي تستحقها إلى حدّ الان رغم تألقها وتشريفها للراية التونسية في كل المحافل الرياضية منذ ملحمة «القمودي» وصولا الى صولات «الملولي»... وختمت البطلة العالمية كلامها بأنّ قبولها الشراكة مع «سيتيروان» نابع من ايمانها بأنّ الحلم جائز وعلى مرمى حجر وأنّ هذه الخطوة تعتبر تحدّيا خاصا لها لردّ الدين لكل من ساندها ووقف إلى جانبها. العربي الوسلاتي