شدد مساء اليوم الحبيب الصيد رئيس الحكومة على صعوبة الوضع الذي تمرّ به البلاد وخاصة في المجالين الامني والاقتصادي، وأوضح أن الوضع الامني مازال هشّا في ظل التهديدات الارهابية المتواصلة ورغم النجاحات الامنية التي حققتها الوحدات الامنية والعسكرية في الآونة الاخيرة ومنها احباط وتفكيك مخططات وخلايا ارهابية خطيرة. وفي تطرقه للملف الاقتصادي ابرز رئيس الحكومة في كلمة توجه بها للشعب أن الاقتصاد التونسي تراجع بحوالي 21 بالمائة مقارنة ب 2014 و32 بالمائة مقارنة بسنة 2010 وان عجز الميزانية بلغ 7400 مليون دينار مقارنة ب3200 مليون دينار في 2010. اما عن عجز المؤسسات العمومية فقد قال رئيس الحكومة انها سجلت عجزا ناهز 3500 مليون دينار فيما بلغ عجز الصناديق الاجتماعية 1100 مليون دينار في حين تواصل التضخم تقابله تراجع نسبة النمو. وبخصوص الوضع الاجتماعي بيّن رئيس الحكومة ان البطالة تفاقمت خاصة في اوساط حاملي الشهائد العليا مشيرا الى أنها بلغت 31 بالمائة، ملاحظا ان الملف الاجتماعي سجل ترديا في وضعية عملة الحضائر وعدم تفعيل 17 اتفاقية في القطاع العام تقدر ب200 مليون دينار، مؤكدا أن هذا العجز والتراجع الاقتصادي افضى الى تعطل عدة مشاريع تنموية كبرى على غرار الطريق السريعة وادي الزرقاء-بوسالم وصفاقس-الصخيرة وقابس-مدنين ومدنين-راس جدير. وارجع رئيس الحكومة تفاقم هذه المشاكل وتردي الاوضاع الى غياب خطة ومنوال واضح وتابع قائلا :"الحكومة الحالية رصدت جملة من التدخلات العاجلة كما جهزت خطة إنقاذ عاجلة وذلك بعد زيارات عدة أدّاها الوزراء الى مختلف ولايات الجمهورية .." واضاف رئيس الحكومة أنه لتدارك الوضع الامني لابدّ من اعادة بناء الثقة مع ضبط خطة امنية جديدة للتنسيق بين المؤسستين الامنية والعسكرية مع دعمها بالمعدات اللازمة للتدخل السريع ودعم المواطنين لهما، الى جانب تعزيز التواجد الامني والعسكري على الحدود مع ليبيا مستشهدا بعدد الايقافات في مجال الارهاب والتي بلغت 387 متهما وادت الى القضاء على عناصر اخرى اضافة الى الكشف عن مخازن أسلحة. اما على المستوى الاقتصادي والاجتماعي فدعا رئيس الحكومة الى تعزيز السلم الاجتماعي وتفعيل الاتفاقيات المبرمة سابقا مع اتحاد الشغل والشروع في المفاوضات الاجتماعية بالقطاع العام والاعداد لمفاوضات اجتماعية تمتد على سنتين أو ثلاث، مع وضع منوال للتنمية يرتكز على القيمة المضافة ويستند الى الاقتصاد الرقمي والاخضر والتضامني مع العمل على القيام باصلاحات جوهرية تطال قطاعات عدة على غرار التعليم والصحة وصندوق الدعم . وختم رئيس الحكومة كلمته المقتضبة بالاشارة الى انه قبل مهمة رئاسة الحكومة وكله وعي بالوضع الصعب الذي تمر به البلاد وتابع قائلا :"كلي يقين اننا سننجح في الخروج من هذا الوضع ومتفاءل ومقر العزم على كسب الرهان..وهذا لا يتحقق الا بتكافل الجهود من قبل الاحزاب والمنظمات الوطنية ومكونات المجتمع المدني والمواطنين ..مثلما نجحنا في الانتقال الديمقراطي.".