حقق الترجي الرياضي أمس بمناسبة استقباله ترجي الجنوب بالعاصمة سادس انتصار له في هذا الشطر الثاني من الموسم الشيء الذي مكّنه من اعتلاء سلّم الترتيب تدريجيا وتقليص الفارق عن منافسيه المباشرين والإلتحاق لأول مرة في هذا الموسم بالإفريقي وهذا دليل على أن فريق باب سويقة عائد بقوة واقترب أكثر من أي وقت مضى من اللقب وأصبح اليوم منافسا جديا على اللقب... هذه النتائج الإيجابية المنتظمة رافقها تطوّر كبير وملحوظ في المردود الجماعي للفريق وفي الأداء الفردي للعديد من اللاعبين ولم تكن هذه العودة القوية بالتالي وليدة الصدفة أو الحظ بل إن عوامل مضبوطة ومحددة ساهمت في هذه الصحوة وأعطت وجها مغايرا لمرحلة الذهاب لصاحب اللقب. بصمة «دي مورايس» التشكيلة الأساسية التي قدمها جوزي دي مورايس في مباراة أول أمس تعد في الوقت الحاضر المثلى بالنسبة للترجي الرياضي في انتظار استعادة الدراجي لكامل مؤهلاته البدنية وهو شرط لا يزال يتطلب بعض الوقت حسب ما رأيناه في مواجهة الترجي الجرجيسي، يعني أن البرتغالي وفّق في هذا الإختيار الذي توصل إليه بعد جملة من التعديلات وتجربة العديد من الحلول وإعطاء الفرصة لعديد اللاعبين أثناء مقابلات متتالية فكانت النتيجة ان أقحم هذه المرة من يستحقون فعلا الآن أن يكونوا في التركيبة الأساسية ولذلك كان الأداء طيبا حيث قدم فريق باب سويقة بالمناسبة أفضل مردود له في هذا الموسم وظهر بمستوى عال من عدة نواحي سواء البدنية أو الفنية وكذلك التكتيكية... الثابت والأكيد إذن أن البرتغالي يعمل بجدية ويتعرف على مجموعته بالشكل المطلوب مستفيدا من اللقاءات السابقة سواء من سلبياتها ونقائصها أو ايضا من إيجابياتها ومحسنا بالتالي توظيف ما يملكه من زاد بشري ونقاط قوة وهذا هو العامل الذي يطمئن الترجيين على مستقبلهم القريب في المنعرج الأخير من البطولة وفي بقية مشوار رابطة الأبطال... في كلمة فإن بصمة دي مورايس بدأت تتضح بل أنها تتأكد بمرور اللقاءات وتؤثر بشكل كبير على أداء الفريق ككل وهذا ما يحسب فعلا للبرتغالي الذي أكد أنه في الطريق الصحيح وبصدد القيام بعمل إيجابي انطلق في إعطاء أكله وثماره. إضافة بعض اللاعبين حين يكون الإطار الفني يعمل ويسير في الطريق الصحيح فإن أسس نجاح أي فريق موجودة ومضمونة وهذا هو العامل الأهم والأساسي بالنسبة للترجي الرياضي الآن، لتأتي بعد ذلك ردود فعل اللاعبين على الميدان، وفي هذا الصدد فإن بعض عناصر فريق باب سويقة بصدد تقديم إضافة كبيرة وإنجاح تصورات واختيارات المدرب على المستطيل الأخضر... بداية، الإضافة تأتي من الحارس المتألق والمتخلق معز بن شريفية الذي يبهرنا في كل مباراة بتصديات رائعة وحاسمة ساهمت في النتائج الإيجابية التي يجنيها الأحمر والأصفر في هذا الشطر الثاني من الموسم، هو القائد المثالي أداء وسلوكا ولا يشكل المستوى الممتاز والمنتظم الذي يقدمه أي مفاجأة بل هو نتاج طبيعي جدا لإمكانيات هذا الحارس الكبير... الإضافة المرجوة جاءت أيضا من النيجيري ساموال إيدوك الذي غيّر وجه هجوم الفريق سواء على مستوى التمريرات الحاسمة التي مهدت للعكايشي على وجه الخصوص طريق الشباك أو على مستوى الأهداف الحاسمة التي صنع بها انتصارات الأحمر والأصفر. إيدوك يمثل دون منازع الإنتداب الرابح للترجيين وأفضل الأجانب الموجودين حاليا في المجموعة. الإضافة تأتي كذلك من الثنائي حسين الراقد وغيلان الشعلالي اللّذان يشكلان ثنائي متناغما ومتفاهما يجمع بين الخبرة والتجربة من جهة والطموح والإندفاع من جهة أخرى ليمثل بالتالي اللاّعبان قوة خط الوسط والعمود الفقري الذي يعطي التوازن للفريق ككل، ولئن يؤكد الراقد بمرور المقابلات قيمته صلب المجموعة الترجية فإن الشعلالي يعتبر دون منازع المفاجأة السارة رقم واحد لأبناء باب سويقة في هذا الموسم. «العكايشي» حاسم رغم الهفوات الرباعي الذي ذكرناه يمثل نقطة قوة الترجي الرياضي اليوم ولا يمكن الإستغناء عنه بتاتا لأن غياب أي منه مؤثر بشكل كبير على مستوى الفريق ، لكن هناك ايضا لاعبون حاسمون في فريق باب سويقة رغم بعض الهفوات وخاصة عدم الإنتظام في الأداء ، ومن بين هؤلاء أحمد العكايشي هداف الأحمر والأصفر الذي سجل أهدافا حاسمة وكان من بين صانعي النتائج الإيجابية التي يحققها الفريق في هذه الفترة... العكايشي كان بإمكانه أن يدخل إلى صف أصحاب الإضافة الكاملة لولا إهداره في كل لقاء أهدافا محققة وسهلة بسبب بعض التردد في القرارات عند اللمسة الأخيرة على وجه التحديد... من إيجابيات هذا اللاعب كذلك انسجامه الكبير مع إيدوك رغم قلة المقابلات التي لعباها جنبا إلى جنب وتحسّنه الواضح في الكرات العالية واللعب بالرأس وهو ما يجعله مهاجما أساسيا في التشكيلة ومن العناصر التي لا يمكن لدي مورايس الإستغناء عنها خصوصا وأنه استعاد الثقة في نفسه بعد تجربته مع المنتخب التي شكلت المنعرج الحاسم في مسيرته اليوم وإحدى أسباب تألقه مع الترجي الرياضي في الشطر الثاني من الموسم. «كروز» يتحسن ... نبقى مع الجانب الهجومي للترجي الرياضي لنتطرق إلى دور صانع الألعاب الذي يتكفل به اليوم البرازيلي مانيو كروز الذي يمكن القول إن أداءه تحسن مقارنة مع أول ظهوره باللونين الأحمر والأصفر رغم أنه لم يرتق بعد إلى أفضل مستوياته البدنية، الهدف الذي سجله أول أمس قد يمنحه الثقة والراحة وبالتالي استغلال فنياته أكثر فأكثر في قادم المباريات... من جهة أخرى لا ننسى أسامة الدراجي الذي يعد دون منازع صانع الألعاب رقم واحد في الترجي الرياضي والذي سيغيّر العديد من الأشياء حين يصل إلى الجاهزية البدنية المطلوبة، والذي يستفيد حاليا وبشكل كبير من الفترات التي يشارك خلالها في اللقاءات الرسمية وستكون إضافته أكبر مستقبلا دون أدنى شك وهي الميزة التي يمكن أن تصنع الفارق لفائدة فريق باب سويقة خلال المنعرج الأخير من البطولة. المدافعون ... على الأفضل قادرون مقابل كل هذه الإيجابيات التي صنعت استفاقة وعودة الترجي الرياضي في المنافسة على لقب بطولة هذا الموسم فإن المشكل الذي يعاني منه الأحمر والأصفر اليوم هو دفاعي بالأساس ، فمردود لاعبي هذا الخط لم يرتق بعد إلى المستوى الذي يليق بنادي باب سويقة من جهة وبالمؤهلات الحقيقية للأسماء التي تؤثث دفاع الفريق... صحيح أن مردود سامح الدربالي تحسن مقارنة بمرحلة الذهاب لكن الإنتظام في الأداء لا يزال ينقص هذا الظهير الأيمن رقم واحد في المجموعة الترجية ، نفس الشيء بالنسبة للظهير الأيسر حاتم البجاوي الذي ينتظر أن يتحسن مستواه بعد كل مباراة بتأقلمه أكثر فأكثر مع الفريق وبكسبه الثقة كذلك... في المحور فإن لاعبين مثل اليعقوبي الذي أكد سعة إمكانياته مع الإفريقي والمنتخب والذوادي الذي كان فعالا ومنتظما عند بداياته مع الترجي الرياضي والعربي جابر صاحب الخبرة والتجربة قادرون على الأفضل وعلى تأمين الدور في الخط الخلفي على أحسن وجه ممكن وهذا ما ينتظره الترجيون منهم في المستقبل حتى يعم التوازن كل الخطوط ويرتقي الأداء الجماعي إلى طموحات العائلة الترجية الموسعة.