الطموحات الكبيرة للترجي الرياضي في كأس رابطة الأبطال الإفريقية تجعل اجتيازه للدور الأول من هذه المسابقة إنجازا عاديا جدا بل وضروريا بالنظر إلى الأهداف المسطرة لهذه التظاهرة. صحيح أن فريق باب سويقة هزم الفريق الكاميروني ذهابا وإيابا ومرّ إلى الدور الثاني بالعلامة الكاملة وصحيح أيضا أنه حقق المطلوب منه لكن الثابت والأكيد كذلك أنه أظهر من النقائص والهفوات ما يجعله مطالبا بإصلاح أموره قبل مواجهة منافسين أصعب انطلاقا من الدور المقبل الذي سيكون خلاله على موعد مع المريخ السوداني من أجل مقعد في دور المجموعات. الخط الخلفي : إلى أين ؟ النقطة السلبية الأولى والأساسية في أداء فريق باب سويقة اليوم تكمن في خطه الخلفي الذي لم تتوقف هفواته القاتلة وبالتالي قبوله أهداف في جل مقابلاته، إذ نادرا ما يخرج الأحمر والأصفر من لقاءاته بشباك عذراء وحين يحصل ذلك فإن الفضل يعود فيه للحارس معز بن شريفية... وما يزيد في تفاقم هذا المشكل أن المدافعين لم يستوعبوا بعد الدروس العديدة والمختلفة التي تلقوها في كل مبارياتهم تقريبا والتي كلفتهم غاليا من خلال حرمانهم من انتصارات كانت ستجعلهم اليوم في صدارة ترتيب البطولة فإلى أين يسير الخط الخلفي بهذه الغلطات البدائية والخطيرة التي لا تليق بالمرة بلاعبين في فريق كبير مطالب بالفوز في كل لقاءاته ؟ هو بحق نزيف وجب إيقافه إذا ما أراد الترجيون البقاء في المنافسة الجدية على اللقب المحلي من جهة والذهاب بعيدا في مغامرتهم القارية من جهة أخرى. ودون شك ستشمل التعزيزات المقبلة خلال ميركاتو الصيف خط الدفاع وبالخصوص محوره. لكن اليوم يكمن الحل في تحمل المدافعين الحاليين مسؤوليتهم كما يجب وتحسين مستواهم والقضاء على هفواتهم وبالتالي القيام بمهامهم على الوجه الأكمل لأن الفريق دخل في منعرج حاسم ستكون فيه كل نقطة غالية ولا يمكن التعويض بالمرة سواء في لقاءات البطولة أو في مواجهتي المريخ السوداني خلال الدور القادم من رابطة الأبطال الإفريقية. ضرورة التوازن بين الدفاع والهجوم في خط الوسط المشكل الثاني الذي تجلى بوضوح خلال اللقاء الأخير ضد الفريق الكاميروني يكمن في خط وسط الميدان، فبقدر ما كانت الأمور الدفاعية في هذا الخط على أحسن ما يرام فإن عملية البناء الهجومي عرفت نقائص عديدة جدا أثرت على العمليات الهجومية الجماعية المنظمة التي يمكن أن تضفي الإقناع على الأداء وعلى الإنتصار... هذا الفشل يفسر نجاح الترجيين في التهديف أمام الكامرونيين بضربتي جزاء ثم بعمل فردي رائع من الشعلالي. صحيح أن غياب كروز من جهة وعدم استعادة الدراجي جاهزيته الكاملة كان لهما دور كبير في هذه النقطة لكن هذا لا يبرر بالمرة العجز والفشل في فريق كبير من المفروض أن لا تعوزه الحلول بالمرة... إذن فإن التوازن بين الناحيتين الدفاعية والهجومية مفقود بوضوح في خط الوسط وهو ما يؤثر سلبا على مستوى الأداء وعلى انتظام المردود ومسائل التحكم في الكرة والسيطرة المجدية على المنافس أي التي تخلق فرصا حقيقية للتهديف وتربك خطه الخلفي باستمرار وبشكل كبير... في الدور القادم لكأس رابطة الأبطال الإفريقية والذي سيقابل فيه الترجي الرياضي فريقا محترما جدا سيكون الدور الهجومي في خط الوسط خاصة في اللقاء الذي سيدور في تونس حاسما لترجيح كفة الأحمر والأصفر وهو العنصر الذي يجب أن يقرأ له الإطار الفني ألف حساب ويعد العدة من أجل إنجاحه لأن التأهل ستحسمه بعض النقاط من بينها المستوى الهجومي ككل للفريق. التعزيزات ضرورية في الميركاتو ... في انتظار التعزيزات الهامة التي ستكون ضرورية خلال ميركاتو الصيف والتي بدأت الهيئة المديرة تخطط لها من منذ الآن فإن الترجي الرياضي مطالب بالتتويج بالبطولة وباجتياز عقبة المريخ السوداني بنجاح والتأهل إلى الدور ربع النهائي بمجموعته الحالية وما تحتويه من نقائص وسلبيات وهذا هو المشكل الذي يؤرق أبناء باب سويقة كثيرا ... فكل هذه الإلتزامات سيخوضها فريق باب سويقة بدفاعه الذي لا يطمئن بالمرة وكذلك بنقائص واضحة على مستوى البناء الهجومي وأيضا على مستوى اللمسة الأخيرة أمام المرمى وهذا ما يجب على الإطار الفني أولا وقبل كل شيء التركيز عليه خلال كل الحصص التدريبية للتقليص من وقع الهفوات الفادحة في الخط الخلفي في المقام الأول ولوضع رسم هجومي يضمن النجاح في نسج العمليات ويعطي صبغة خاصة تحدث الفارق وتكون سببا في تحقيق الإنتصارات والنتائج التي تضمن بلوغ الأهداف المرسومة... من جهة أخرى على اللاعبين الذين يمثلون اليوم نقطة ضعف في الترجي الرياضي أن يراجعوا حساباتهم وأن يسعوا إلى تطوير أدائهم الفردي خصوصا وأنهم قادرون على تقديم الأفضل ولا تعوزهم الإمكانيات للظهور بوجه أفضل... هذا ما يحتاجه الترجي الرياضي اليوم لبلوغ شاطئ الأمان سواء في البطولة للمحافظة على لقبه أو في رابطة الأبطال لاجتياز الدور الثاني وضمان مقعد في دور المجموعات ثم سيكون لكل حادث حديث في الصائفة القادمة التي من المنتظر أن يكون الميركاتو فيها من الطراز الرفيع بالنسبة للترجيين بالنظر إلى ما ترنو له الهيئة المديرة الجديدة.