مع اقتراب موعد عملية القرعة لدور المجموعات لكأس رابطة الأبطال الإفريقية يوما بعد يوم إذ نعلم جميعا أن الترجي الرياضي سيتعرف على الثلاثي الذي سيكوّن معه المجموعة التي يترأسها الثلاثاء القادم ، وبعد الإطمئنان بصفة تكاد تكون كلية على لقب البطولة الذي يعد الهدف المحلي رقم واحد ينكب اهتمام أبناء باب سويقة وتركيزهم هذه الأيام على المسابقة المحلية وبالتحديد على الجولات الثلاث الأولى للدور ربع النهائي التي تدور خلال النصف الثاني من شهر ماي والأسبوع الأول من شهر جوان وستكون حاسمة ويمكن أن تؤثر بشكل كبير ومباشر على حظوظ كل فريق في المرور إلى المربع الذهبي... إذن هناك حرص وتفكير وتخطيط على إنجاح مرحلة ذهاب دور المجموعات من خلال تمهيد وتحضير كل الظروف الملائمة لتحقيق نتائج إيجابية وبداية موفقة في هذا الدور الهام والمتقدم لأغلى لقب قاري على مستوى الأندية. الأسئلة التي تفرض نفسها قبل ثلاثة أسابيع من أول موعد رسمي في الربع النهائي عديدة ومختلفة وكلها تصب في خانة واحدة وهي الحرص والغاية على نجاح الأحمر والأصفر في هذه التظاهرة ... الأسئلة تتعلق بالمجموعة المؤهلة لخوض مقابلات هذا الدور، هل هي قادرة على التألق وتحدي كل العراقيل الموجودة والمعروفة في هذه المرحلة؟ ... هل أن إضافة الأجانب مضمونة بالدرجة التي تفرضها الغاية من مثل هذه الإنتدابات والتعزيزات من خارج تونس؟ ... هل إن نقائص وسلبيات الفريق يمكن أن تعيق مسيرته في دور حاسم وأمام منافسين مستواهم أفضل من الذين واجههم في الدورين السابقين؟ كل هذه الأسئلة وغيرها مفيدة وهامة وتفرض نفسها على الترجيين ومثلما قلنا تصب في خانة التخوف من الفشل والحرص على تألق شيخ الأندية التونسية في أبرز وأكبر تظاهرة إفريقية تتنافس على تاجها نوادي قارتنا السمراء. أجنبي وحيد «اللاعبون الأجانب»... هذا هو الموضوع الذي نبدأ به قراءتنا لاستعدادات أو بالأحرى لحظوظ الترجي الرياضي في الشطر الأول من دور المجموعات وقدرته على التألق في هذا الدور واجتيازه بنجاح ... نبدأ بموضوع الأجانب نظرا لأهميته من جهة ولأنه من جهة أخرى أحد أبرز النقاط السلبية التي يعاني منها الترجي الرياضي في هذه الفترة... لنبدأ من النهاية ودون أن نطيل على قرائنا الكرام لنقول ونؤكد ونستخلص أن فريق باب سويقة سيدخل غمار دور المجموعات لكأس رابطة الأبطال الإفريقية بلاعب أجنبي واحد ذي قيمة ثابتة ومتمرس وبالتالي قادر على تقديم وإضافة شيء ما للمجموعة وهذا اللاعب هو يانيك نجانغ... أجل هذه هي الخلاصة المهمة والنهائية والإستنتاج الكبير في هذا الموضوع في ظل كل المعطيات الموجودة في هذا الصدد وواقع الأمور على مستوى اللاعبين الأجانب في فريق باب سويقة. قد يتفاجأ الكثير من هذا الكلام لكن هذه هي الحقيقة وهذا هو واقع المجموعة الترجية وسنأتي عليه بكل تفاصيله. أولا سيكون الغاني آفول – وهو الأجنبي الثاني القادر مع نجانغ على إفادة الفريق – متغيبا عن المقابلات الثلاث الأولى لدور المجموعات وربما عن بقية اللقاءات كذلك بسبب العقوبة بالنسبة للجولة الأولى بما أنه جمع إلى حد الآن إنذارين في رصيده بعد مقابلات الدورين الأول والثاني وبسبب التزاماته مع منتخب غانا المتأهل إلى كأس العالم بالبرازيل بالنسبة للجولتين الثانية والثالثة... إذن سيكون الترجي الرياضي محروما من خدمات أحد أفضل وأبرز لاعبيه الأجانب على الإطلاق صحبة يانيك نجانغ وهذا ما تؤكده وتثبته النتائج والأرقام والإنجازات على الميدان. بالنسبة لبقية الأجانب المرسمين بالقائمة الإفريقية وهم أمينو بوبا وتيري ماكون ويوسف البلايلي وكامارا دوادا فلا شيء يثبت مشاركتهم في قادم لقاءات الأحمر والأصفر الإفريقية لأسباب مختلفة ، الأول والثاني لم يقنعا المدرب كرول بعد ولم ينجحا في افتكاك مكانهما في التركيبة الأساسية ولم يقدما الإضافة المطلوبة... بالنسبة للجزائري فإن مصيره غير واضح بالمرة وقد يرحل عن حديقة الرياضة «ب» وهنا لا نشكك قط في قيمة هذا اللاعب وقدرته على إفادة الترجي الرياضي هجوميا... أما كامارا داودا فنحن نتساءل عن وجوده في القائمة الإفريقية وعن المقاييس التي اتخذت لترسيمه بها وعما قدمه لفريق باب سويقة. إذن هناك مشكل كبير اسمه اللاعبون الأجانب في الترجي الرياضي وهو مشكل يحتاج إلى مراجعة كاملة تصل إلى حد تغيير الإختيارات والبحث عن الإنتدابات والتعزيزات التي تفيد فعلا مجموعة كرول وتقدم الإضافة المطلوبة وتقضي على النقائص الموجودة. في حاجة إلى المراجعة إلى جانب غياب الإضافة من اللاعبين الأجانب وعدم اقتناع كرول بالعديد منهم فقد كثر الحديث في الآونة الأخيرة وبمناسبة اللقاءات القليلة الفارطة للأحمر والأصفر عن مستوى الدفاع ومردوده في الترجي الرياضي وهنا لا ننكر هذه النقائص والسلبيات على هذا المستوى لكن يجب توضيح شيء هام وهو أن المشكل لا يعني الخط الخلفي وعناصر الدفاع فحسب وإنما كامل المنظومة الدفاعية للفريق بداية من عناصر الخط الأمامي مرورا بلاعبي وسط الميدان لأن الإرتباك الدفاعي سببه عدم قيام بعض لاعبي الهجوم والوسط بدورهم من هذه الناحية الشيء الذي أحدث عدم توازن في المردود وخلف هفوات فادحة لا يتحمل مسؤولياتها المدافعون فقط... هي منظومة دفاعية كاملة تبدأ من يانيك نجانغ بوصفه أول من يجب أن يبدأ بالعمل الدفاعي وتصل إلى حارس المرمى معز بن شريفية وإن أخل طرف في مهمته فإن الفشل يكون كبيرا ولا يمكن لعناصر الخط الخلفي تداركه وحدهم وهذا ما يجب أن يراجعه ويعدله الإطار الفني بسرعة وقبل دخول غمار دور المجموعات لأن بقاء الحال على ما هي عليه الآن سيلعب دورا سلبيا للفريق وسيمنع الترجيين من تحقيق النتائج المأمولة وسيعاني أبناء باب سويقة أمام كل خطوط هجوم منافسيهم. الحلول الكفيلة بتمهيد كل ظروف النجاح للترجي الرياضي في بقية مغامرته القارية واضحة ولا بد من توفيرها بسرعة حتى ينجح الفريق في تحقيق هدفه الأول والأساسي هذا العام.