التونسية (تونس) يفترض أن يكون وزير النقل محمود بن رمضان قد تسلم تقرير ختم أعمال اللجنة الفنية لسلامة وأمن المطارات التي أنهت الخميس الفارط معايناتها الميدانية للمطارات الليبية تمهيدا لإعادة تشغيل الربط الجوّي بين البلدين. وعلمت «التونسية أنّ اللجنة المذكورة التي تضم ممثلين عن وزارتي الداخلية والنقل والخطوط التونسية قد عاينت خمسة مطارات هي الأبرق وطبرق في الشرق الليبي وكلاّ من مصراتة ومعيتيقة وزوارة في الناحية الغربية. وقد حصلت اللجنة على «صك على بياض» من الجانب الليبي مكنها من زيارة كل الفضاءات التي رغبت في الاطلاع عليها سواء في ساعات النهار أو الليل. كما طوع الجانب الليبي طائرة خاصة مملوكة للمؤسّسة الوطنية للنفط لنقل أفراد اللجنة التونسية من مطار معيتيقة في طرابلس إلى كل من مطاري مصراطة وزوارة الواقع على بعد 60كلم من المعبر الحدودي راس جدير. مكتب خاص وأكدت مصادر مطلعة أن الجانب الليبي قد تعهّد بتنفيذ مختلف توصيات اللجنة الفنية التونسية وتقديم كل التسهيلات للخطوط التونسية بما في ذلك توفير مكتب تجاري لها في مطار معيتيقة. كما أعرب الجانب الليبي عن رغبته في إرساء تعاون وثيق مع الناقلة الوطنية الخطوط التونسية في موسم الحج والعمرة فضلا عن دعم التدفّق السياحي الليبي نحو تونس. ورجحت ذات المصادر أن تبدأ اليوم الاثنين مناقشة تقرير لجنة السلامة وأمن المطارات في مستويات عليا صلب الحكومة تمهيدا لقرار محتمل بعودة الناقلة الوطنية للاشتغال على الوجهة الليبية التي كانت تمثل نحو ٪20 من رقم معاملاتها الإجمالي على مستوى نقل المسافرين. دور أكبر وترى ذات المصادر أنّ عودة «الطائرة» التونسية إلى ليبيا ستكون مسألة حاسمة في توجه تونسي متنامي نحو لعب دور أكبر في حلحلة الأزمة الليبية ينسجم مع الروابط الوثيقة بين البلدين على الأصعدة الاجتماعية والاقتصادية والتجارية كما ينطلق من الوعي بأن تدعيم الحضور التونسي في ليبيا سواء الاقتصادي أو الرسمي أو المدني سيسهم في دعم معطى الاستقرار في البلدين ويقلص من حجم المخاطر الأمنية الجسيمة التي تطرحها الأوضاع المعقدة في ليبيا على الشعبين التونسي والليبي والتي تلقي بمسؤولية ثقيلة على كاهل المؤسّستين العسكرية والأمنية في تونس. وتلاحظ ذات المصادر أن الشعب الليبي سينظر إلى عودة الطائرة التونسية على أنها مساهمة من العيار الثقيل في رفع الحصار المفروض عليه والذي لم يعد خافيا أنه أداة ارتكاز لتعميق الخراب في هذا البلد واستنزاف قدراته في إطار أجندا الشرق الأوسط القديم الجديد.