تمخّض الجبل فأنجب فأرا، هذا أقل ما يمكن أن نقوله بعد اجتماع المكتب الجامعي ليوم الثلاثاء وفي حقيقة الأمر لم يكن أمام الأعضاء خيارات أخرى; فواقع الكرة التونسية حاليا لم يكن ليؤسس للبناء بل للترقيع فقط فقد تم وضع الجامعة أمام الأمر المقضي فمرّة يقع تأجيل جولة لدواع أمنية ومرّة أخرى لإضراب الفرق وثالثة بطلب من بعض الأندية ورابعة للا أدري لماذا حيث تعددت الأسباب والبطولة تتمطّط من أسبوع لآخر وحتى أكبر علماء الإعلامية لن يقدروا على وضع برنامج واضح المعالم. إنه لمن المخجل أن يقع تدارس نهاية الموسم في شهر أفريل والحال أنه في بلدان أخرى نعرف متى ينطلق الموسم القادم ومتى ينتهي أما عن كأس العالم بروسيا فحدث ولا حرج. يقولون أنه لا يجب مقارنة ما لا يمكن مقارنته فهل يعني ذلك أننا سنواصل برمجة مسابقاتنا بالرؤية ؟ من المخجل أيضا ألا يقع التعرف على موعد الدور نصف النهائي والنهائي وقد تقع برمجته للموسم بعد القادم ولنا سابقة في ذلك. أما ما يثير الاستغراب فعلا فهو عدم التعرض لانطلاق بطولة الموسم القادم فستبقى في المجهول وكأنّ الأمر بسيط لا يستحق التفكير فيه، والأغرب أنه لا نعرف هل ستكون بطولة الموسم القادم بمجموعتين أو ب 14 فريقا وقد جاء في بلاغ الجامعة أنه سيقع الاجتماع برؤساء الأندية لبحث المسألة. ولمزيد التثبت في المسألة اتصلنا بالأستاذ نبيل الدبوسي الناطق الرسمي للجامعة لتوضيح المسألة فأفادنا أنه سيقع التشاور مع رؤساء الأندية حول التقليص في عدد أندية الرابطة 1 إلى 14 فريقا في الموسم بعد القادم وبذلك يقع اتباع نظام المجموعتين في الموسم القادم واعتماد البلاي أوف والبلاي آوت وتنزل 4 فرق للرابطة 2 ولا يصعد إلا فريقين من الرابطة 2 للرابطة 1 والفرضية الثانية هي الحفاظ على 16 فريقا بالرابطة 1 مع اعتماد نظام المجموعتين في البطولة للتقليص في عدد المباريات وهو ما من شأنه أن يقلّص الضغط على الفرق المشاركة في الكؤوس الإفريقية. ولكن هذا التوجّه تجاهل فرق الرابطة 2 التي قد لا ترضى بصعود فريقين فقط كما أنه لم يقع التعرّض لنظام بطولة الرابطة 2 الحالي البالي والذي نزل بالمستوى الفني لهذه البطولة إلى الحضيض وما سيفرزه الاجتماع مع رؤساء الأندية سيقع عرضه على الجلسة العامة للأندية المحترفة وبما أن المكتب الجامعي أتحفنا منذ جويلية الماضي بعرض مسألة بطولة الرابطة 2 على أندية هذه البطولة فحسب فإن هذه الأندية لن يحق لها التصويت على النظام الجديد لبطولة الرابطة 1 وذريعة أن ما يهم البطولة المحترفة لا تناقشه إلا الأندية المحترفة هو حق يراد به باطلا فالتقسيم يجب أن توافق عليه الجلسة العامة العادية لكرة القدم وليس جلسة خاصة بكرة القدم المحترفة كما أنه من المفروض ألا تناقش الأندية نظام البطولة بل الإدارة الفنية هي من يسطّر برنامج البطولة وعدد الأقسام وعدد الأندية بكل قسم غير أن إدارتنا الفنية « لا تبل لا تعل » وكلمتها ليست مسموعة ووجودها صوري ولم يتقدم بمستوى الكرة التونسية قيد أنملة فأعضاؤها موظفون ليس إلا ومن يقول العكس ينافق نفسه. أي موعد للجلسة العامة ؟ منذ شهر سبتمبر 2013 لم تعقد الجامعة التونسية لكرة القدم جلسة عامة عادية والتي من المفروض أن تنعقد كل سنة حسب ما ينص عليه الفصل 18 من القانون الأساسي للجامعة في فقرته الثانية والفصل الثامن من القانون الداخلي للجامعة، ويبدو أن المكتب الجامعي لم يقرّر بعد هل يدعو لانعقادها أم لا وقد توجّهنا بالسؤال في هذا الموضوع للأستاذ الدبوسي فصرّح لنا أنه لم يقع التعرّض لهذه المسألة ولكن قد يكون ذلك خلال الاجتماع القادم الذي قد يتم التعرّض خلاله لبطولة الرابطة 2 بعد تتالي التذمر من نظامها الحالي. وما هو أكيد هو ضرورة عقد هذه الجلسة حتى يمكن طرح مسألة تقسيم مختلف البطولات فصراحة ما يحصل حاليا هو مهزلة بكل المقاييس فما معنى أن تركن بطولة محترفة إلى الراحة منذ شهر مارس وأن نجد بطولة جهوية ب18 و19 فريقا برابطة ما وب 7 فرق في بطولة أخرى ففي رابطة القيروان صعد فريق حاجب العيون للرابطة 3 بعد خوض 12 مقابلة في حين يخوض فريق من رابطة المنستير 18 مقابلة وينهي الموسم في المرتبة الأولى في مجموعته فيواجه الثاني من المجموعة الثانية وإذا انهزم لا يصعد منافسه فنظام الحوافز يحتّم إعطاء فرصة أخرى لصاحب المرتبة الأولى. نقاط عديدة تستحق المراجعة سواء تعلّق الأمر بالنواحي التأديبية أو الرياضية وعلى المكتب الجامعي أن يفكّر جديا في عقد جلسته العامة . Le beurre et l'argent du beurre إن ما يستفزّني حقا هو ما تردّده بعض الأندية من كونها عندما تشارك في المسابقات الإفريقية فهي تمثّل الكرة التونسية وهو خطأ فهي تمثّل نفسها فقد اختارت المشاركة ولم يفوّضها أحد لتمثيل الكرة التونسية ومن يريد المشاركة إقليميا ودوليا عليه بتحمل تبعات اختياراته من استعدادات على جميع النواحي فليس من المنطقي أن نوقف نشاط 12 فريقا بدعوى السماح للأندية المشاركة في الكؤوس الإفريقية بالتحضير الجيّد فمثلنا الشعبي يقول : « اللي يحب طاحونة يعمللها دندان» فكفانا مغالطات ومن لا يقدر على المنافسات الخارجية عليه بالاكتفاء بالمنافسات الداخلية فمن العيب أن تطلب بعض الفرق ممهدات النجاح قاريا بالاستقواء على بقية الفرق المحلية بحجة تمثيل تونس. إن المشاركة قاريا هو حافز إضافي لتلك الفرق للإشعاع ولكن ليس على حساب الآخرين وعلى كل المشاركين تحمل تبعات مشاركاتهم وإثبات أنهم في حجم تلك المسؤولية أما أن يقع العمل بالمثل الفرنسي المذكور أعلاه فهو غير مقبول.