لئن لم يفلح النادي الرياضي الصفاقسي في اقتلاع نقاط الفوز في مباراته الاخيرة امام الترجي الرياضي التونسي الا انه وللامانة قدم مردودا طيبا في المجمل وتفوق في اللعب على منافسه خاصة في منطقة وسط الميدان وكان من شأن نتيجة المباراة ان تكون في صالحه لو كان الرصيد البشري افضل مما هو موجود على ذمة الاطار الفني الحالي، ولكن و بالعودة الى مردود النادي الرياضي الصفاقسي في الجولات الاخيرة فانه يمكن الجزم بان الامور قد تغيرت كثيرا رغم وجود العديد من الاخطاء التي تجب معالجتها حيث كان الفريق في السابق بالكاد يقوم بفرصة هجومية طيلة 90 دقيقة من اللعب بل اكثر من ذلك حيث مرت بعض المباريات التي لم نشاهد فيها أية عملية هجومية مركزة مثل مباريات نادي حمام الانف والشبيبة والاتحاد المنستيري ولكن بالمردود الذي ما انفك اللاعبون يقدمونه خاصة في مباراتي العلمة والترجي فان المستقبل يمكن له ان يحمل بعض المؤشرات الايجابية في خصوص مستقبل الفريق المرهون اولا وقبل كل شيء في استقرار الادارة والقيام بتضحيات مادية كبيرة للتعاقد مع بعض اللاعبين لسد الشغور الحاصل على مستوى الرصيد البشري. رصيد بشري محدود قلنا في مفتتح مقالنا إن احد ابرز العوائق امام النادي الرياضي الصفاقسي هي مسألة محدودية الرصيد البشري ففي مباراة العلمة على سبيل المثال قد استعمل المدرب باولو دوارتي اللاعب زياد الزيادي كجناح ايمن نظرا لغياب الحلول ونفس الشيء في مباراة الترجي والتي شغل فيها بوراوي مركز جناح ايسر اضافة الى عدم إيجاد معوض للخنيسي الذي يعاني من اصابة حيث يتمثل الحل الوحيد في اللاعب المغربي ابراهيم البحري لان ماريوس و سانتامو بقيا خارج حسابات المدرب بسبب عدم نجاحهما في فرض نفسيهما مع الفريق و بالتالي فانه ومنذ الآن يجب الاشتغال على هذا الموضوع جيدا وذلك باقتناص بعض العصافير التي يمكن ان تصنع ربيع الفريق في المستقبل والتي تكون اضافتها مضمونة وعملية انتدابها مدروسة جيدا. إعادة النظر في ملف الأجانب يعتبر النادي الرياضي الصفاقسي في العادة فريقا مثاليا في اصطياد اللاعبين الاجانب الذين يستقدمهم خاصة من القارة السمراء باثمان بخسة ثم يصقل مواهبهم وينتفع من مردودهم ثم يسوقهم بملايين الدينارات ولكن الامر في واقع الفريق لهذه السنة مخالف تماما حيث يعاني النادي من محدودية مردود اللاعبين الذين استقدمهم في الميركاتو الشتوي الفارط وبالاساس ماريوس وسانتامو الذين فشلا كليا في فرض امكانياتهما على الاطار الفني وخاصة بالنسبة للثاني الذي اخر عودته الى عاصمة الجنوب لحوالي ثلاثة اشهر الى حين نيله لمستحقاته المالية ولكن يبدو ان الفريق لن يجني من ورائه الا الاتعاب المادية بسبب شخصيته المعزولة عن زملائه وايضا بسبب محدودية امكانياته وبالتالي فانه وفي اعتقادنا يجب فتح ملف الاجانب مليا وذلك اولا بالقيام ببعض التعاقدات المدروسة المبنية على معاينات للاعبين ليس عبر اشرطة الفيديو التي يفلح السماسرة في حبكها او بمعاينته لمباراة واحدة وانما يجب ان تكون المعاينة لعديد المباريات لان الفريق لم يجن شيئا من الانتدابات الرعوانية ومن ناحية اخرى فانه يجب تسويق اللاعبين الحاليين للفريق وذلك حتى يضمن النادي بعض المداخيل رغم انه لم يدفع اموالا طائلة في تعاقداته الاخيرة وبالتالي يمكن القول بانه داخل في الربح وخارج من الخسارة فهل يفهم القائمون على الفريق دقة هذه النقطة ويعطوها اهميتها المطلوبة؟ «زياد الزيادي» الاستثناء كما قلنا فقد استقدم النادي الرياضي الصفاقسي في الميركاتو الفارط العديد من اللاعبين الذين فشل اغلبهم في تشريف الوان الفريق في مقابل نجاح بعض الصفقات ومنها صفقة ياسين مرياح الذي ما انفك يتحسن من مباراة الى اخرى ولكن يبقى الامتياز للاعب زياد الزيادي الذي احسنت الادارة بالتعاقد معه والذي جاءت مشاركته مع الفريق متأخرة نسبيا حيث لم يقع التعويل على خدماته الا نادرا قبل مجيء دوارتي و لكن هذا الاخير آمن بامكانياته واعطاه المجال للتصرف بحرية فوق المستطيل الاخضر نظرا لامكانيات الفتى البدنية والفنية الكبيرة وقد قدم الزيادي مردودا ممتازا في المباريات التي شارك فيها وهي مباراتي العلمة والترجي حيث اعتمد على اللمسات القصيرة مع زملائه و تحكم في وسط الميدان يمنة ويسرة ومرر كرات حاسمة مثل كرة الحناشي التي سجل منها هدف العلمة كما استطاع الزيادي ان يغطي نسبيا الفراغ الذي تركه الفرجاني ساسي في الربط بين الدفاع والهجوم وذلك بالصعود السليم بالكرة باعتماد اللمسات القصيرة وليس الكرات الفضائية التي لا تسمن ولا تغني من جوع وفي اعتقادنا وفي ظل وجود الزيادي وعودة وسيم كمون الى سالف مستواه في المباراتين الفارطتين وفي ظل وجود لاعب بصلابة حمزة حدة في الفريق فان منطقة ام المعارك سوف تشهد استقرارا من هنا فصاعدا مع ضرورة انتداب لاعب آخر في مستوى الموجودين للاطمئنان نهائيا على الموضوع. روح رياضية عالية بين الفريقين لا يخفى على أحد ان المباريات السابقة بين النادي الرياضي الصفاقسي والترجي دائما ما تشهد العديد من التشنجات مما يؤثر على الاجواء العامة للمقابلات بينهما بل وحتى على العلاقة المباشرة بين اللاعبين والمسيرين ولكن و في المباراة الاخيرة بين الناديين يمكن القول بان الاجواء فوق المستطيل الاخضر كانت اخوية باتم معنى الكلمة حيث برزت الروح الرياضية في ابهى صورها وهو ما لم نعهده في ملاعبنا وفي مباريات الكلاسيكو رغم قيمة الرهان خاصة بالنسبة للفريق الضيف وهو ما يجب التنويه به ولكن النقطتين السلبيتين الوحيدتين في هذه المباراة هما مردود الحكم ومراقبي الخط الذين ارتكبوا عدة اخطاء في حق النادي الصفاقسي خاصة وايضا اللاعب الغاني للترجي هاريسون افول الذي اعتدى بالضرب على ماهر الحناشي في حركة مجانية لم يتفطن اليها طاقم التحكيم وقد سببت استياء كل من شاهدها وابرزهم المتخلق حسين الراقد الذي وبخ زميله على صنيعه.