يتواصل غدا لليوم الثاني اضراب كافة أعوان الصحة بكامل تراب الجمهورية وذلك في اطار الاضراب الذي دعت اليه الجامعة العامة للصحة لمدة 3 أيام،على خلفية تعطل الاتفاقيات المبرمة سابقا بين الجامعة وسلطة الاشراف. وقد احتشد صباح أمس مئات من أعوان الصحة قبالة مقر وزارة الصحة بساحة باب سعدون بتونس العاصمة، رافعين عدة مطالب تنادي بضرورة الاستجابة لمطالب الممرضين والعملة في مختلف مستشفيات الجمهورية. كما طالب المحتجون المضربون سلطة الاشراف بمراجعة عدة مشاكل يعاني منها القطاع الصحي بتونس مع الترفيع في ميزانية الصحة والإمكانيات الضروروية للعملة حتى يوفروا أفضل الظروف لاستقبال المرضى ومعالجتهم. وفي تصريح خص به «التونسية» قال عثمان جلولي كاتب عام جامعة الصحة، ان هذا الاضراب هو الثاني الذي ينفذه أعوان الصحة بقرار صادر عن الهيئة الادارية بتاريخ 6 ماي 2015 على خلفية انسداد أفق التفاوض وعدم التوصل الى اتفاق مرضي لأعوان الصحة. واعتبر الجلولي ان هذا الاضراب يتنزل كذلك في اطار الدفاع عن المستشفيات العمومية في كامل تراب الجمهورية والتي قال انها تنهار يوما بعد يوم بسبب فقدان كل المقومات التي تجعل من المستشفى مؤسسة عمومية تقدم الخدمة الجيدة للمواطن. وبين الجلولي انه من بين مطالب اعوان الصحة الترفيع في ميزانية وزارة الصحة مع توفير اطباء الاختصاص قصد تقليص الضغط على المؤسسات وايقاف النشاط الطبي التكميلي الخاص مع ايقاف التكوين الشبه الطبي معتبرا ان هذا الاخير يقوم بتدمير منظومة التكوين. واضاف كاتب عام الجامعة التونسية للصحة ان اضراب اعوان الصحة يتنزل ايضا في اطار المطالبة بتطبيق محاضر الاتفاق المبرمة سابقا بين الجامعة والوزارة وخاصة النقطة 2 التي وصفها الجلولي بالمفصلية المتفق عليها منذ 3 سنوات والتي لم تفعل الى حد اللحظة، اضافة الى الدعوة لمراجعة كل الترقيات التي قال كاتب عام جامعة الصحة انها مظلمة تاريخية سلطت على أعوان الصحة وأنه آن الاوان لمراجعتها رفعا لكل مظلمة سلطة على الأعوان، اما بخصوص المستحقات المالية فقد قال الجلولي ان الاعوان يطالبون باقرار منحة المهنة المرهقة المنصوص عليها منذ سنة 1978 والتي لم تفعّل الى الآن، والمطالبة بالإنتهاء من التفاوض وإصدار النصوص المتعلقة ببقية مطالب الأعوان المتعلقة بتأجير أيام الآحاد والأعياد الوطنية والدينية ومنحة التنقل ومجانية العلاج وإعادة توظيف الأعوان وفق شهائدهم وتصنيف حاملي الإجازة وشهادة الفني سامي ضمن أ2 عوض أ3 وتعميم العمل الإجتماعي وكافة النقاط الواردة بلوائحهم وآخرها لائحة 18 /12 /2014. وفي تعليقه على امتعاض المواطنين من تعطل مصالحهم خصوصا ان من بينهم من هو في حالة استعجالية، اوضح عثمان الجلولي أن الأعوان بدورهم ضحايا للمنظومة الصحية ويعانون مثلما يعاني المواطن بل واكثر على حد تعبيره، مشيرا الى انه رغم الاضراب فقد تقرر تامين الاستمرار في اقسام الاستعجالي والانعاش والتخدير واقسام القلب والشرايين، داعيا الحكومة ووزارة الصحة الى ضرورة التعاطي الايجابي مع ملفات اعوان المهنة حتى لا يتحمل المواطن مزيدا من المشقة وتعطل مصالحه الاستشفائية. وعن تجاوب الوزارة مع الاضراب وتفاعلها مع مطالب الأعوان قال الجلولي ان جامعة الصحة عقدت جلستين تفاوضتين مع الوزير قبل الدخول في الاضراب فشلتا فشلا ذريعا على حد تعبيره، ملمحا الى ان الهيئة الادارية ستعقد اجتماعا ثانيا لتفعيل كل اشكال النضال للدفاع عن مطالب الاعوان، وتابع قائلا:«نحن منفتحون على الحوار على قاعدة جدية وواضحة ومتوازنة». وكانت الجامعة قد أصدرت بيانا أعلنت فيه عن وجود خطة لتفكيك ممنهجة وتدريجية لقطاع الصحة وتم التأكيد على أن سياسات الخصخصة وصلت الى درجات متقدمة أدّت إلى تدنّي الخدمات الصحية العمومية بكافة الجهات إلى درجة تنذر بكارثة حقيقية حيث ضعف الموارد المالية ونقص الإطار وخاصة أطباء الإختصاص ونقص الأدوية، واهتراء البنية التحتية وتدني ظروف العمل... كما كشفت الجامعة العامة للصحة عن تعرض العاملين بالقطاع للأمراض وللعدوى إضافة إلى الإعتداءات اليومية وإلى تردي أوضاعهم المادية والمعنوية فيما ينفق المال العام لتمويل الخدمات الصحية الخاصة ونبهت الجامعة من خطورة تواصل عهد «تدشين المصحات» وتحويل المستشفيات العمومية الى «سوق» وفي ظل تشكل مجموعات غريبة أصبحت «تتكسب» داخل المستشفى وخارجه. أحمد فضلي