ينتظر أن ينطلق موسم الحصاد في الأسبوع الأول من شهر جوان والشروع في فتح مراكز التجميع، و حسب الميزان الاقتصادي للفلاحة والصيد البحري لسنة 2015 والذي تحصلت «التونسية» على نسخة منه، يقدر إنتاج الحبوب لموسم 2014 / 2015 بحوالي 18.5 مليون قنطار منها 57 بالمائة قمح صلب (10.1 مليون قنطار) و13 بالمائة قمح لين (2.4 مليون قنطار) و 29 بالمائة شعير ( 5.4 مليون قنطار). ويتوزع هذا الإنتاج حسب المناطق على 82 بالمائة في الشمال و 18 بالمائة في الوسط والجنوب. ووفق المعطيات المتوفرة فإن أسباب التراجع الملحوظ في صابة الحبوب لهذا الموسم تعود بالأساس إلى العوامل المناخية من خلال انحباس كلي للأمطار في كامل شهر افريل والأسبوعين الأوّلين من ماي الجاري حيث لم تكن ملائمة في فترات جد حساسة لنمو الحبوب والسنابل الأمر الذي اثر على حالة المزارع وجعل الوضع صعبا. وكانت الهياكل الفلاحية من أصحاب المهنة والإدارة قد علّقت آمالا كبيرة على موسم الحبوب لا سيما ان البوادر الأولى من الموسم الفلاحي كانت مشجعة من خلال تساقط كميات كبيرة من الأمطار في شهري فيفري ومارس، غير ان انحباس الأمطار في فترة جوهرية اسقط العديد من الحسابات في الماء من خلال التعويل على حصول صابة في نفس مستوى الموسم الفارط (23.4 مليون قنطار). وقال بعض المختصين إن انحباس الأمطار وحالة الجفاف التي مست الحقول تزامنا مع فترات جد مهمة من نمو الحبوب من ذلك الإزهار والتخصيب وامتلاء الحبات موضّحين ان نزول المطار في شهري افريل وماي مهم لتأمين مرحلة امتلاء الحبات ونموها بالشكل المطلوب. وأكدوا أنه سينتج عن هذه الوضعية حبات صغيرة الحجم بما من شانه ان ينعكس على الوزن النوعي للحبوب وبالتالي التعيير إلى جانب تواضع العائدات المالية للفلاحين عند تقديم المحصول إلى مراكز التجميع. وتوقعت مصادر فلاحية تسجيل نقص في صابة الحبوب لموسم 2014 / 2015 ما بين 30 و 40 بالمائة مقارنة بالمستوى الذي كان منتظرا قبل انحباس الأمطار بداية من شهر افريل وتسجيل حالات جفاف. ومن المتوقع أن تبلغ المساحات المتوقع حصادها في حدود 900 ألف هكتار من جملة مساحة تم بذرها بنحو مليون و 154 ألف هكتار موزعة على 200 ألف هكتار في جهات الوسط والجنوب و أكثر من 890 ألف هكتار في ولايات الشمال. كما أن النقص المسجل في مزارع الحبوب قد يتراوح بين 10 و 15 بالمائة في المناطق شبه الرطبة المتواجدة في جهات باجة الشمالية وبنزرت وفي حدود 50 بالمائة في المناطق شبه الجافة المتواجدة في جهات زغوان وسليانة والكاف لا سيما وأن اكبر مساحات الحبوب في هذه المناطق. ورأت ذات المصادر أن النقص المنتظر في صابة الحبوب لهذا الموسم سينعكس على حجم الواردات من الحبوب لا سيما ان الاحتياجات الوطنية من الحبوب تقدر بنحو 30 مليون قنطار سنويا (10 ملايين قنطار قمح لين و 10 ملايين أخرى قمح صلب ومثلها شعير). وحسب الميزان الاقتصادي للفلاحة والصيد البحري فقد بلغت كميات الحبوب التي تم توريدها إلى حدود شهر أوت من العام الماضي 13.9 مليون قنطار مسجلة بذلك انخفاضا بنسبة 18 بالمائة مقارنة بنفس الفترة من 2013 (16.4 مليون قنطار). أما قيمة الواردات فقد بلغت زهاء 714.7 مليون دينار مسجلة بذلك تراجعا بنسبة 19 بالمائة في الفترة ذاتها من 2013 (886.9 م د) ويعود هذا الانخفاض أساسا إلى التقلص في الكميات الموردة (بعد تسجيل صابة قياسية في 2014) وكذلك تراجع الأسعار العالمية للقمح اللين والشعير العام المنصرم.