مستجدات وتطورات هامة سيشهدها ملف اغتيال الشهيد شكري بلعيد خلال الأيام القليلة المقبلة على خلفية عدم تقدم الأبحاث القضائية في كشف حقيقة من دبّر ومن أمر ومن موّل ومن أعطى القرار السياسي لتصفية مؤسس «الجبهة الشعبية» والأمين العام السابق لحزب الوطنيين الديمقراطيين الموحد في 6 فيفري 2013. و لم تستبعد هيئة الدفاع عن الشهيد وعائلته إمكانية إعفاء أو استبعاد قاضي التحقيق المتعهد بقضية الاغتيال بتعلّة عدم «حياديته» و«مماطلته» في كشف حقيقة هذه الجريمة وفق ما أفادت به هيئة الدفاع عن الشهيد. و حسب نفس الجهة، فإن ملف الشهيد لم يتقدم قيد أنملة من حيث الاستجابة إلى مطالب هيئة الدفاع عن بلعيد وعائلته بالاستماع إلى وزير الداخلية السابق علي العريض وكذلك الوزير الأسبق لطفي بن جدو، إضافة إلى إطارات عليا بوزارة الداخلية كمتهمين في ملف الاغتيال، وذلك رغم قبول جميع مطالب الاستماع إلى الأسماء الآنف ذكرها التي كانت قدمتها الهيئة للجهات القضائية وتم قبولها ابتدائيا واستئنافيا وتعقيبيا. حاسوب الإرهابي أحمد الرويسي كما أفادت ذات الجهة أن هيئة الدفاع عن الشهيد شكري بلعيد تقدمت بطلبات لتوجيه اتهامات وتنفيذ استماعات جديدة وكذلك لإجراء اختبارات متعلقة بالقضية. إلى جانب المطالبة بتمكينها من القرص الصلب للحاسوب الخاص بالإرهابي أحمد الرويسي المتهم في قضية الاغتيال. مؤشرات كشف قتلة بلعيد «ما تفرّحش» وفي هذا الإطار، قال شقيق الشهيد، عبد المجيد بلعيد ل« التونسية» إن استبعاد قاضي التحقيق المتعهد بالملف وارد لأن كل المؤشرات القضائية تصب في خانة تجميد القضية لمزيد ربح الوقت مؤكدا أن الوعود التي أطلقها الحكام الجدد لكشف كل الحقيقة في اغتيال الشهيد لم تكن سوى وعود انتخابية «فارغة» على حدّ تعبيره مشددا على أن كل البوادر «ما تفرّحش» لمعرفة قتلة شقيقه وشدّد عبد المجيد بلعيد على أن هيئة الدفاع عن الشهيد شكري بلعيد وعائلته مصّرتان على الاستماع إلى العريض وبن جدو، إضافة إلى عدد من الإطارات الأمنية بوزارة الداخلية كمتهمين في جريمة الاغتيال. وأعقب في سياق متصل أنه لم يتم تفعيل قرار محكمة التعقيب بالاستماع إلى هؤلاء إلى حد الآن مؤكدا أن عدم تعاطي القضاء بصفة جدية مع ملف الاغتيال يعود أساسا إلى عدم وجود إرادة سياسية من طرف الحكومة الحالية لكشف كل الجهات المتورطة في الجريمة. و ختم محدثنا كلامه بأن الأيام القليلة المقبلة ستعرف تحركات هامة من قبل هيئة الدفاع عن الشهيد وعائلته، وذلك على خلفية ما يشهده ملف الاغتيال من محاولات نحو طمس الحقيقة. بسمة الخلفاوي تهدد بالاعتصام أمام الداخلية من جهتها هددت أرملة شكري بلعيد بسمة الخلفاوي بالدخول في اعتصام أمام وزارة الداخلية مع ابنتيها في حال عدم تحرك السلطات القضائية لكشف الحقيقة في اغتيال زوجها. واتهمت الخلفاوي في تصريحات إعلامية قاضي التحقيق بالتباطؤ والتواطؤ في كشف الجهات المتورطة في اغتيال الشهيد. و أوضحت الخلفاوي أن «تعيين لطفي بن جدو مؤخرا كمدع عام بمحكمة التعقيب أضر بالملف وجعله رهين المماطلة والتسويف على حدّ تعبيرها». وأشارت الخلفاوي إلى أن قضية اغتيال شكري بلعيد تشهد تعتيما بغاية طمس الحقيقة أمام صمت رئاستي الحكومة والجمهورية اللتين قالت إنهما لم تحركا ساكنا إزاء ذلك، مشيرة إلى أن ذلك يخالف الالتزامات والوعود التي تم التعهد بها خلال الحملة الانتخابية وفق تقديرها.