يوم أول أمس لم يكن بكل المقاييس يوما عاديا لجماهير الإفريقي التي استيقظت باكرا على أمل التتويج بلقب البطولة الحادية عشرة في رصيد ناديها منذ الاستقلال لتنام على فرحة هستيرية انطلقت شرارتها الأولى من جرجيس لتمتد إلى كامل ربوع الجمهورية وتختم «بتصبيحة» في الحديقة «أ» أثثها آلاف من الجماهير التي احتفلت مع اللاعبين والمسؤولين الذين وفقوا في النهاية في التتويج باللقب الذي غاب عن خزائن النادي منذ سنة 2008. رفاق صابر خليفة تفوّقوا في المباراة النهائية على الترجي الجرجيسي الذي اختاره القدر مجددا ليكون طالع خير على فريق باب الجديد بما أن آخر تتويجات الأحمر والأبيض كانت ضد نفس الفريق مع اختلاف بسيط في التاريخ والزمان والمكان. فرحة كبيرة واحتفالات تاريخية عكست تعطش «شعب» الإفريقي للقب البطولة وأكدت مجددا مدى ضخامة القاعدة الجماهيرية للفريق. فرحة الأفارقة بالتتويج المستحق انطلقت من جرجيس وامتدت للعاصمة وكالعادة كانت «التونسية» في الموعد وواكبت لحظة بلحظة تفاعل جماهير القلعة الحمراء ولاعبيها مع التتويج الجديد. من جرجيس كانت البداية صحيح أن النادي الإفريقي خاض مباراة الجولة الأخيرة خارج قواعده وتحديدا في قلب الجنوب التونسي وفي ملعب جرجيس المعشب ولكن رفاق المتألق صابر خليفة لم يشعروا بالغربة هناك بما أن جماهيرهم الوفية كانت في انتظارهم وبأعداد غفيرة. جماهير لم يثنها بعد المسافات وعناء السفر وتكاليفه الباهظة عن مناصرة فريقها ودعم لاعبيها الذين كانوا في مستوى الحدث ووفقوا في إسعاد أنصارهم بمنحهم اللقب الغالي بعد فوز صعب وهيتشكوكي على الترجي الجرجيسي بهدفين لهدف. صافرة الحكم وسيم بن صالح أطلقت العنان لفرحة هيستيرية تقاسمتها الجماهير التي قبعت خارج أسوار الملعب مع اللاعبين والإطار الفني والمسؤولين قبل أن تتحول تدريجيا إلى كامل مناطق الجمهورية ليكون مسك الختام في العاصمة في مشهد تاريخي جسد عراقة النادي والوفاء الكبير الذي يحمله عشاقه للونين الأحمر والأبيض. «كرنفال» في المطار جماهير الفريق غزت مباشرة بعد نهاية المباراة شوارع العاصمة وتدفقت من كل حدب وصوب على مركب المرحوم منير القبايلي الذي شهد احتفالات كبيرة كانت وللأمانة في حجم الانجاز المحقق. «شعب» الإفريقي زحف بعد غزوة «الحديقة» على مطار تونسقرطاج الدولي وانتظر لساعات طويلة وصول بعثة فريقه التي حلت بالمطار في حدود الساعة الحادية عشرة والربع ليلا. وقد تزامن خروج اللاعبين مع احتفالات كبيرة وأجواء رائعة زادتها الألعاب النارية والشماريخ حلاوة على حلاوة.أبطال موسم 2014 – 2015 لم يمكثوا طويلا في المطار وتحولوا سريعا عبر حافلة الفريق إلى المركب للتواصل الأفراح هناك حتى الساعات الأولى من صباح الأمس. استقبال ملكي ل«الرياحي» سليم الرياحي رئيس الفريق كان أول من غادر المطار وقد استقبلته جماهير الفريق بالأهازيج والشماريخ وتغنت باسمه مطولا وهو ما دفعه إلى مغادرة الحافلة والترجل لتحية الجماهير والتقاط الصور التذكارية مع الأحباء الذين نجحوا في الإفلات من الرقابة الأمنية المشددة التي فرضتها قوات الأمن حوله. الرياحي كان منبهرا بحرارة الاستقبال الملكي الذي خصته به جماهير فريقه وقد كان في قمة السعادة وأكد بأن «شعب» الإفريقي يستحق أن يفرح كل سنة ووعد بأن تصبح التتويجات عادة سنوية. «المنياوي» على الأعناق صحيح أن الجماهير استقبلت بحرارة كبيرة كامل أفراد البعثة ولكنها خصت مهاجمها وصاحب الهدف الأول في مباراة أول أمس عماد المنياوي بحفاوة خاصة حيث رُفع اللاعب على الأعناق وسط ترديد أغنيته الخاصة «عنا عماد عنا عنا عماد عنا المنياوي». دموع اللاعب السابق لنجم المتلوي كانت حاضرة حيث لم يتمالك اللاعب نفسه في ظل الحب الكبير الذي وجده من الجماهير الحاضرة. «الوحيشي» آخر المغادرين منتصر الوحيشي المدير الرياضي للنادي الإفريقي كان أخر المغادرين لبهو المطار حيث تحدث مطولا مع وسائل الإعلام الحاضرة قبل أن يختطفه بعض الأحباء ويرفعوه فوق الأعناق اعترافا منهم بقيمة العمل الذي أنجزه والذي أثمر تتويجا بالبطولة في انتظار كسب ورقة العبور إلى دوري المجموعتين من مسابقة كأس الاتحاد الإفريقي. الوحيشي كان كذلك آخر الصاعدين إلى الحافلة بعد احتفال مطول مع الأنصار. «الخنتاش» في الاستقبال استقبال أبطال الموسم لم يقتصر على الجماهير والإعلاميين حيث سجلت الجامعة التونسية لكرة القدم حضورها ممثلة في عضوها الطاهر الخنتاش الذي كانت له محادثات مطولة مع كامل البعثة حيث هنأ اللاعبين والرئيس وكل المسؤولين متمنيا للفريق مزيد التألق محليا وقاريا. وكلاء اللاعبين في الموعد مطار تونسقرطاج الدولي كان ليلة أول أمس حاضنا لكل من ساهم في تتويج الإفريقي بالبطولة، حيث سجلنا حضور وكيل أعمال كل من صابر خليفة ودانيال سانشاز ووكيل أعمال شهاب الزغلامي الذي كان وراء ضربة الجزاء التي حسمت أمر اللقب.الرجلين كان سعيدين بنجاح منظوريهم في تحقيق الإضافة إلى الفريق. وللأمانة فإن منتصر الوحيشي أحسن وعلى غير عادة سابقيه التعامل مع هذا الملف الحساس، حيث منح ثقته لوكلاء أعمال معروفين بدماثة الأخلاق ونظافة السيرة فكانت النتيجة إيجابية عكس المواسم الماضية التي سيطر فيها بعض المتمعشين على ملف الانتدابات فلم يجن الإفريقي سوى الويلات. «جابو» والجزائر حاضران بالغياب نشوة الاحتفالات وفرحة التتويج لم تنس جماهير الإفريقي ولاعبيه نجمهم الأول الجزائري عبد المومن جابو حيث أهدى اللاعبون والإطار الفني التتويج ل«ماموش» الذي يواصل عملية التأهيل البدني في مسقط رأسه بسطيف. كما سجل العلم الجزائري حضوره في المطار حيث وشح صدر المدافع هشام بالقروي الذي أهدى لقب البطولة لعائلته وإلى أحباء الإفريقي بالقطر الشقيق. رصانة كبيرة رغم إلحاح ممثلي وسائل الإعلام في الحصول عن ردود ساخنة وقوية عن تصريحات مسؤولي النجم الساحلي التي نالت صراحة من حرمة النادي، فإن مسؤولي الإفريقي أظهروا رصانة كبيرة ورفضوا الوقوع في فخ التصريحات المضادة التي من شأنها مزيد شحن الأجواء. صناع القرار في الإفريقي ركزوا في كل تصريحاتهم على تأكيد استحقاقهم بالبطولة دون الخوض في متاهات لا فائدة ترجى منها. أرقام بطل رغم كل ما قيل ويقال حول تتويج الإفريقي فإن الفريق أثبت من خلال الأرقام التي سجلها أنه بطل بامتياز حيث تصدر زملاء التيجاني بلعيد صدارة ترتيب الدوري برصيد 65 نقطة بعد 20 فوزا وخمسة تعادلات ومثلها هزائم، كما أنهى نادي باب الجديد الموسم كصاحب ثاني أفضل خط هجوم برصيد 50 هدفا وأحسن خط دفاع ب18 هدفا في شباك بن مصطفى مع تتويج مهاجمه صابر خليفة بلقب هداف البطولة ب15 هدفا. وبالتالي فإن استحقاق الإفريقي وتتويجه بالبطولة لا يمكن التشكيك فيه. ... وصدقت توقعات «الوحيشي» قبل انطلاقة الموسم أكد منتصر الوحيشي أن فريقه وفي حال تمكن من جمع 65 نقطة في نهاية الموسم فإنه سيتوج بطلا لتونس وها أن الأيام تؤكد توقعات الرجل حيث أنهى الإفريقي البطولة متصدرا وبرصيد 65 نقطة كما خطط وسطر مديره الرياضي، الوحيشي لم يكتف بهذا الحد بل توقع في بداية الموسم أن يكون عماد المنياوي أحد مفاتيح نجاح الإفريقي في هذا الموسم، فلم يخيّبه اللاعب الذي كان حاسما في الجولات الأخيرة وساهم بقسط كبير رفقة بقية رفاقه في التتويج بالبطولة... تسليم الرمز يوم الأحد خوض الإفريقي للمباراة الأخيرة في جرجيس لم يمكن الجامعة من تسليمه رمز البطولة مباشرة بعد نهاية المواجهة، وقد علمنا أن هيئة الإفريقي طالبت بتسليمها رمز البطولة يوم الأحد القادم أي خلال مباراة الفريق ضد النادي الأهلي المصري لحساب إياب ثمن نهائي كأس الإتحاد الإفريقي حيث يحتفل اللاعبون بالرمز وسط جماهيره التي ستكون حتما في الموعد. هيئة سليم الرياحي طالبت السلطات الأمنية بالترفيع في عدد الجماهير المسموح لها بدخول الملعب حتى يكون الاحتفال في مستوى الحدث وحتى يكون الفريق مسنودا بقوة في مباراة صعبة سيكون تحقيق بطاقة التأهل فيها مؤشرا آخر على موسم ناجح بكل المقاييس. «سليم الرياحي» (رئيس النادي): «شعور لا يوصف» « أن تشاهد حشدا جماهيريا بهذا المستوى وأن ترى الدموع في أعين الأحباء، لا يمكن إلا أن تكون فخورا بأن تكون منتميا إلى عائلة الإفريقي، حقيقة لا يمكنني أن أصف شعوري في هذه اللحظات الفارقة والتاريخية والتي لم تكن من محض الصدفة وإنما نتيجة عمل كبير على امتداد السنوات الثلاث الأخيرة. الحمد لله أننا كنا عند وعدنا وأحرزنا اللقب عن جدارة واستحقاق وأجبنا من خلال مباراة أول أمس كل من شكك فينا واتهمنا بأشياء لم نتعود عنها في الإفريقي. هي خطوة مهمة دون شك ولكن لا بد أن تتلوها خطوات مماثلة ومتلاحقة لأننا أنهينا مرحلة البناء ودخلنا مرحلة الحصاد وما على منافسينا سوى النسج عن منوالنا إذا ما أرادوا أن يكون لهم نصيب في التتويجات على الرغم من إقراري بصعوبة منافسة فريقنا الذي سبقهم بأشواط كبيرة». «دانيال سانشاز» (مدرب الإفريقي): «العمل هو كلمة السر» «إنه لا شيء جميل أن أتوج بلقب البطولة في أول موسم لي مع الفريق، التتويج كان مستحقا وكان نتاجا طبيعيا لمجهودات كبيرة ومضنية طوال الموسم الرياضي، لقد اجتهدنا وعملنا وتحملنا عديد الانتقادات ولم نشك ولم نتكلم لأننا نؤمن بأن النتيجة ستكون حتما لصالحنا. أهدي هذا اللقب إلى هذه الجماهير الغالية التي رافقتنا في كل المحطات وكانت خير سند لنا في الأوقات الصعبة. سنطوي بسرعة صفحة البطولة لأنه تنتظرنا نهاية الأسبوع مباراة صعبة ضد الأهلي المصري نتمنى أن نحقق التأهل فيها حتى ننطلق في الإعداد للموسم القادم في ظروف مريحة». «منتصر الوحيشي» (المدير الرياضي للفريق): «القادم أفضل» «الحمد لله أننا وُفقنا في النهاية في التتويج باللقب الغالي والذي يعد انجازا كبيرا على اعتبار وأنه من الصعب أن تتوج في الموسم الأول بفريق جديد وباللاعبين جدد لم يسبق وأن لعبوا مع بعضهم البعض. لقد وفرنا كل ظروف النجاح وعرفنا كيف نتعامل مع الأوقات الصعبة التي عشناها في الموسم وأغلقنا أذاننا عن كل الأحاديث الجانبية فكانت النتيجة في صالحنا في النهاية وهذا فضل من الله. المسيرة لم تتوقف وفريقنا لم يبلغ بعد درجة الكمال علينا إصلاح بعض النقائص قبل مواجهة الأهلي والتي في حال فزنا بها فإن مهمتي ستكون ناجحة مائة بالمائة». «مراد الهذلي» (لاعب الإفريقي): «بطولة الرجلة» «الحمد لله، لم نخيب أمال جماهيرنا العريضة وأسعدناهم بلقب غال بذلنا من أجله كل شيء، لقد كنا رجالا وقاتلنا في كل المباريات ووفقنا في النهاية في التتويج عن جدارة واستحقاق، أهدي هذا الانتصار لشعب الإفريقي ولعائلتي وإن شاء الله ستتواصل أفراحنا مستقبلا». «شهاب الزغلامي» (لاعب الإفريقي): «فرحة لا توصف» «صدقوني لا يمكن أن أصف لكم فرحتي بهذا التتويج ، بطولة غالية في أول موسم لي مع الإفريقي ولقب مستحق ألجمنا به أفواه «النبارة» وأكدنا من خلاله أننا الأقوى وأننا لا نستحق هدايا من أحد. ربي يدوم فرحتني والأكيد «أنو كي يبدا وراك جمهور بهذا الحجم وبهذه العقلية ما تنجم كان تهديه التتويجات». تغطية: خالد الطرابلسي