عن جدارة واستحقاق ودون هدايا من أحد على عكس ما يريد البعض أن يسوقه، نجح النادي الإفريقي في الفوز بدربي الحسم ليقطع بذلك خطوة عملاقة نحو رفع لقب البطولة التي ينتظرها عشاقه على أحر من الجمر. أبناء الفرنسي دانيال سانشاز تسيدوا الملعب طولا وعرضا وفرضوا كلمتهم على منافسهم الذي كان حاضرا بالغياب وتخلى طواعية عن دور الفاعل ليتقمص وبامتياز دور المفعول به. زملاء صابر خليفة كانوا أسودا عشية الثلاثاء وأثبتوا أنهم في حجم المسؤولية الملقاة على عاتقهم وأنهم قادرون على رفع اللقب رغم حملة التشكيك التي طالتهم في الفترة الأخيرة. مؤشرات إيجابية الفوز بالدربي يعد بطولة في حد ذاته ومن الطبيعي أن تكون فرحة الأفارقة به كبيرة و«مهبولة» ولكن ما يلفت الانتباه هو واقعية اللاعبين والإطار الفني حيث أكدوا في تصريحاتهم التي تلت المواجهة أن أمر البطولة لم يحسم بعد وأن مباراة ترجي الجنوب أصعب بكثير من مباراة الأجوار، يجب الاستعداد لها جيدا حتى تكتمل الفرحة. واقعية تعد مؤشرا ايجابيا قد يساعد زملاء خليفة على حسم أمر اللقب الذي يستحقونه عن جدارة حيث يحتل الفريق صدارة الترتيب منذ بداية الموسم مع أفضل خط هجوم ب48 هدفا وأحسن خط دفاع ب17 هدفا مع أفضل هداف وهو صابر خليفة ب14 هدفا وهي أرقام بطل بامتياز. رسالة «الرياحي» أشرنا في مقال تقديم «الدربي» إلى الزيارة التي أداها الرئيس سليم الرياحي إلى مقر إقامة الفريق والتي كان لها الأثر الكبير في تحفيز اللاعبين، مصادرنا أكدت أن الرياحي توجه لأبنائه قائلا «مباراة اليوم ليست مباراة دربي وليست مباراة بطولة فحسب، هي باختصار مباراة سليم الرياحي كذلك وأريدكم أن تنتصروا فيها على خاطري» كلمات قليلة ولكن وقعها كان كبيرا على المجموعة التي لم تخيّب ظنّ الرئيس وأهدته فوزا ثمينا عبّد الطريق لتتويج جديد.الرياحي كان سعيدا جدا بالنقاط الثلاث وهو ما جعله يرصد مكافأة هامة للاعبين وصلت حسب ما بلغنا من أخبار إلى 50 ألف دينار لكل لاعب في انتظار منحة أكبر بمناسبة الفوز باللقب. «الوحيشي» يكسب الرهان عند تقديمه للمنتدبين الجدد في الصائفة الماضية، رفض المدير الرياضي منتصر الوحيشي التعليق على صفقة انتداب عماد المنياوي مشيرا إلى أن الإجابة ستكون على الملعب بعد حملة الانتقادات الواسعة التي رافقت وصول إبن المتلوي إلى العاصمة، الوحيشي كسب الرهان عندما انفجر «العمدة» نهاية الموسم وكان وراء الانتصارات الأخيرة لفريقه، المنياوي اجتهد وتعب كثيرا وتحمل لسعات النقد اللاذعة وأثبت في الجولات الأخيرة علو كعبه وعوض كأحسن ما يكون زميله عبد المومن جابو وزهير الذوادي ولم يخيّب توقعات الوحيشي. أداء المنياوي كان محل إشادة من المدرب دانيال سانشاز الذي أكد عقب نهاية المباراة أنه لم يتفاجأ بما يقدمه لاعبه مشيرا إلى أنه على علم بما تكتنزه أقدامه من مؤهلات ولكن تواجده وسط مجموعة كبيرة من النجوم والمواهب عطل ظهوره ولم يمنحه فرصة كبيرة للعب والبروز وأضاف سانشاز بأن «العمدة» استغل فرصة غياب جابو والذوادي كأحسن وجه متمنيا أن يتواصل نجاحه في بقية المواجهات. دفاع من حديد للمباراة السابعة على التوالي لم تقبل شباك فاروق بن مصطفى أهدافا وهو ما يقيم الدليل على صلابة دفاع الإفريقي التي كان لها دور كبير في النتائج الإيجابية المحققة، العيفة وبالقروي والحدادي والعقربي شكلوا سورا عاليا عجز هجوم المنافسين على تجاوزه وكل ما يتمناه جماهير الأحمر والأبيض أن تتواصل هذه الصلابة في المباراة الأخيرة ضد ترجي جرجيس. «خليفة» يريد البقاء نجم الفريق الأول وصانع أفراحه هذا الموسم ونعني صابر خليفة أعرب عقب نهاية «دربي» الأجوار عن سعادته بالانتماء إلى فريق عريق بحجم الإفريقي مشيرا إلى أنه أصبح «ولد جمعية» نتيجة الحب الكبير الذي تكنه له كامل مكونات النادي، هداف البطولة أكد أنه يشعر براحة كبيرة في الفريق وهو ما سيجعله يمدد إقامته في الحديقة. قرار خليفة سيحرك مسؤولي الإفريقي من أجل إنهاء مسألة شراء عقده من فريقه الأصلي أولمبيك مارسيليا. ... والآن إلى الأهلي بعد الاطمئنان على نتيجة الدربي انطلق الأفارقة في التفكير في مباراة ذهاب ثمن نهائي كأس الاتحاد الإفريقي الذي ستجمعهم مساء الأحد القادم في السويس بالأهلي المصري، بعثة الإفريقي ستطير اليوم وتحديدا في تمام الساعة السابعة صباحا إلى القاهرة. زملاء خليفة سيقيمون هناك يومي الخميس والجمعة وسيجرون حصتين تدريبيتين بأحد الملاعب هناك على أن يتم التحول يوم السبت إلى مدينة السويس لإجراء حصة تدريبية أخيرة على أرضية الملعب الرئيسي الذي سيحتضن المواجهة. ومباشرة وبعد نهاية المباراة تعود البعثة إلى القاهرة لقضاء الليلة هناك على أن يكون وصول البعثة إلى تونس عشية الإثنين. هذا وسيقود يوسف العلمي رئيس فرع كرة القدم البعثة على ان يلتحق سليم الرياحي بالفريق قبل موعد المباراة.