الحراك الاجتماعي بصفاقس كبير هذه الايام سواء لمناصرة حق هذه المدينة ' المنكوبة والمظلومة والمهمشة ' من السلطة المركزية طيلة عقود ' في انجاح حظوظها في استضافة دورة الالعاب المتوسطية سنة 2021 او تمكينها من الاعتمادات المادية اللازمة لتظاهرة صفاقس عاصمة للثقافة العربية 2016 او للمطالبة بغلق معمل السياب المنتصب في قلب الساحل الجنوبي للمدينة والذي حول تلك المنطقة ومحيطها الى فضاء ملوث دمر البيئة وصحة الانسان والحيوان والنبات او تطلعات اهل المدينة للانطلاق الفعلي في انجاز مشروع تبارورة وازالة كل العقبات المعطلة له ولامتداده مع المدينة العتيقة وباب بحر .. كما من اوجه الحراك ايضا الاحتجاج على استهداف بعض رجال الاعمال على خلفية قضايا ملفقة كحادث ايقاف صاحب مصنع للحلويات وهو المعروف للقاصي والداني بحسن الخلق والاخلاق والمعدن الاصيل كما ان مصنعه معروف اوربيا وامريكيا وعربيا بالنظافة وجودة المنتوج والمحافظة على صحة المستهلك وهي راس المال الاهم ولان كل الوعود بخصوص غلق مصنع السياب الذي سبق ان تم اتخاذ قرار بشان غلقه سنة 2009 وان يتم الغلق في افق 2011 بقيت جوفاء ومن غير تنفيذ ولا تساوي حتى الحبر الذي كتب به قرار ايقاف المصنع نهائيا فان المجتمع المدني النشيط في عاصمة الجنوب لم يعد يدخر الجهد للقيام بالحملات التحسيسية والدفاع عن احقية المدينة في استرجاع مكانتها الحقيقية الاستراتيجية والاقتصادية واحقية الاجيال القادمة في مدينة حضرية وبيئة سليمة يستطاب فيها العيش في هذا الاطار تحرك المجتمع المدني بصفاقس صباح امس الاحد 14 جوان 2015 للوقوف صفا واحدا لازالة كل العراقيل امام انجاز مشروع تبارورة واسترجاع شواطئ المدينة والتصدي لكل محاولات الالتفاف على القرار القاضي بايقاف نشاط وغلق شركة السياب وبعد تجمع ووقفة احتجاجية امام قصر بلدية صفاقس تم التوجه مشيا على الاقدام الى الشواطئ القديمة للمدينة حيث كان ينتصب الكازينو للتعبير عن تطلعات اهالي صفاقس وتمسكهم بضرورة المصالحة مع البحر وفتح الشواطئ القديمة لاغراض الترفيه لا لتكديس الحاويات الحديدية الضخمة فيما يمثل توسعا غير مقبول للميناء التجاري في تلك المنطقة بالذات ' التونسية ' كانت حاضرة خلال الوقفة والمسيرة نحو منطقة الشواطئ القديمة ولاحظنا وجودا لعدة مكونات من المجتمع المدني الى جانب بعض نواب الشعب عن جهة صفاقس وكانت الاجواء التنظيمية كبيرة مع تواجد امني قائم على الثقة والتواصل الجيد مع المجتمع المدني والتحركات السلمية وشدد المشاركون في التحرك نحو الشواطئ القديمة فيما شكل عودة الى ذكريات ايام زمان حيث منطقة الكازينو وفيريو وحشاد وبحر البلدية وحيث كانت العائلات الصفاقسية وقاصديها من الزوار تتمتع بمياه بحر هذا الساحل الشمالي والنسمات الصيفية المنعشة قبل ان تطال هذه المنطقة يد الغدر والافساد الذي دمر البيئة والمحيط وحرم الجهة لعقود من واجهتها البحرية عدد من الناشطين في المجتمع المدني ومن ابناء صفاقس نزلوا امس الاحد الى البحر للسباحة في منطقة الشواطئ القديمة ولممارسة بعض الالعاب البحرية الترفيهية ليحيوا ذكريات ايام زمان وليلتقطوا الصور التذكارية بهذه المنطقة التي تحتاج الان الى معاول الخير والبناء من اجل اصلاح ما افسدته معاول الافساد والتشويه وهذه المنطقة تستدعي الان تنظيفها من فواضل البناء وقضبان الحديد الى جانب توفير كميات من الرمل لنثرها على ضفاف البحر كما ان الحاجة تستدعي تعهد حالة الطريق المؤدية الى منطقة الشواطئ القديمة وقد عبر لنا البعض عن امتعاضهم من تكديس عدد كبير من الحاويات الحديدية الضخمة في ذلك المكان