انطلقت أمس بكامل تراب الجمهورية امتحانات مناظرة «النوفيام» في يومها الأوّل، تقدّم لها 33725 مترشّحا على مستوى وطني, وتتواصل اليوم وغدا. «التونسية» تحوّلت إلى معهد عائشة بلاّغة بالعاصمة حيث اجتمع التلاميذ أمام المعهد البعض رفقة أوليائهم والبعض الآخر رفقة زملائهم ورصدت أجواء الامتحانات ونقلت مواقف الأبناء وآراء الأولياء من الامتحانات التي وردت في يومها الأول. التلميذ سليم النور عبّر عن رضاه لإجراء امتحانيْ الإنشاء والانقليزية رغم غموض امتحان الإنشاء بعض الشيء مشيرا إلى أنّه أنجز امتحان الانقليزية على أحسن وجه. وفي ما يتعلّق بالمراجعة قال سليم إنّها لم تقتصر على الفترة التي منحت إليهم وإنما كانت بالنسبة له على مدار السنة. وأوضح محدّثنا أنّه ركّز على مادّتيْ العلوم التجريبية والفرنسية مشيرا إلى أنّ المادتين تتطلّبان تركيزا ومراجعة أكثر من المواد الأخرى وذلك لكثرة الدورس فيهما واتصافهما بشيء من التعقيد. هشام تلميذ آخر مرشّح لمناظرة «النوفيام» حضر لإجراء الامتحان رغم حادث مرور تسبب له في صعوبة في المشي قائلا إنّ ذلك لا يمثل مشكلا بالنسبة إليه. وأضاف هشام أنّ امتحانيْ الإنشاء والانقليزية كانا في المتناول حسب تقديره ,وأنّه أنجز المادتين على أحسن وجه مشيرا إلى أنّ مشاركته في المناظرة تعدّ تجربة هامّة بالنسبة إليه من أجل التعرّف على قدراته وتقييم ذاته. أما عن فترة المراجعة فقد قال إنّها كانت صعبة وخاصّة في ظلّ الضغوط التي تعرّض لها من قبل والديه من خلال تأكيدهما له وحرصهما على المراجعة بصفة مستمرة. وأوضح هشام أنّه لم يقتصر خلالها على تحضير الدروس والتمارين والامتحانات للسنة الدراسية الحالية فقط وإنّما راجع كذلك امتحانات مناظرات السنوات الفارطة حتى تكون لديه فكرة شاملة عن طرق وأساليب الأسئلة مشيرا إلى أنّه ركّز أكثر على مواد الرياضيات والفرنسية والعربية. المناظرة تجربة هامّة من جهتها قالت التلميذة زهرة عثماني إنها أنجزت الامتحانين بطريقة جيدة مفسّرة ذلك بحرصها على التحضير بصفة مستمرة منذ بداية السنة الأمر الذي جعلها لا تجد أيّة صعوبة في الامتحانات. وأفادت زهرة أنّها سعيدة بمشاركتها في المناظرة كتجربة تتهيأ بها لاجتياز مناظرة الباكالوريا مشيرة أنّه لا فرق بين المناظرتين. وبيّنت زهرة أنّ فترة المراجعة بالنسبة إليها كانت صعبة نظرا لأن مادتيْ العلوم التجريبية والرياضيات أكثر تعقيد وتحتاجان للكثير من الوقت من أجل استيعابهما جيّدا مشيرة إلى أنّهما المادتان اللتان ركّزت عليهما أكثر.وأضافت أنّ فترة المراجعة تراوحت بين المراجعة الفردية من جهة والمراجعة الجماعية من جهة أخرى مؤكّدة أنها استفادت من المراجعة في إطار المجموعة. في نفس السياق قالت التلميذة غايدة ل«التونسية» عن إنجازها لامتحان الأنقليزية كان أفضل من مادّة الإنشاء لأنّها لاحظت أنّ مادة الإنشاء تحتاج إلى تحضير العديد من الحجج والبراهين والعديد من التفاصيل والمعلومات على خلاف الأنقليزية. وأضافت غايدة أنّ مشاركتها في المناظرة تمثل تجربة هامة تستعد من خلالها لمناظرة «الباك» ملاحظة أنّها تسعى من خلال هذه المناظرة لجعل أمّها فخورة بها في الحصول على نتائج طيبة في المناظرة لأن أمها هي أكثر الأشخاص التي شجّعتها على المشاركة في المناظرة. الأولياء متفائلون «التونسية» تحدثت أيضا مع بعض الأولياء الحاضرين، لمياء التي جلست على مقربة من المعهد لانتظار ابنتها حتى تنهي الامتحان بدت ملامح التفاؤل على وجهها,وقالت إنّها شجّعت ابنتها وساندتها جيّدا خلال فترة المراجعة مشيرة إلى أنّ هدفها الرئيسي من مشاركة ابنتها في المناظرة هو مزيد التحسين من مستواها الدراسي مفيدة أن معدلها 11 من 20. وأضافت لمياء أنّ ابنتها راجعت جل الدروس في مختلف المواد ولم تستثن دروسا عن غيرها وذلك بفضل الدعم الذي تقدّمه لها مضيفة أن ابنتها أحسنت تقسيم توقيت المراجعة. وقالت إنها ساندتها في تحضير بعض المواد لا سيما مادة العلوم التجريبية مؤكّدة أنّ دعمها النفسي لها كان أكثر. وعبرت لمياء في نفس السياق عن شعور ابنتها بالقلق ولاسيما خلال اليوم الأول وكأنّها تجتاز مناظرة البكالوريا على حدّ تعبيرها. سلوى وليّة أخرى تحدّثت عن تجربة ابنها من خلال مشاركته في المناظرة فقالت إنه كان متحمّسا بصفة غير متوقعة وأنّه كان في حالة نفسية ممتازة الأمر الذي جعلهم يستغربون ويشعرون بالخوف مكانه. وواصلت سلوى أن ابنها أحسن عملية المراجعة ولكن ذلك لا ينفي شعوره بالضغط في الأيام الأخيرة من المراجعة خاصّة في مادّة العلوم التجريبية. وأوضحت الوالدة أن ابنها راجع بمفرده وأن ابنة خالته ساندته في مراجعة مادتيْ العلوم التجريبية والرياضيات.وبيّنت سلوى أنّ هدفها الأول من مشاركة ابنها في المناظرة ليس اجتياز المناظرة في حدّ ذاتها بقدر ما هي فرصة لتقييم قدراته ومستواه الدراسي وأضافت أنها هي التي شجعته للمشاركة في المناظرة بعدما كان في البداية رافضا لرأيها وذلك تأثّرا بأصدقائه على حدّ قولها.