التونسية (تونس) رباب دلاّلي (26 عاما) من سيدي عمر منوبة ،كانت حياتها عادية وتستعد للزواج،ولأن ظروفها الإجتماعية صعبة فقد كانت تعمل في قاعة أفراح بمنوبة تشرف نهارا على تقبّل الحجوزات وفي الليل تعمل في قاعة الأفراح حيث يشعلون «المباخر» لاستقبال العروس ويتولى الشباب إشعال النيران. تقول رباب إنّها عملت يوم 29 نوفمبر 2014 في الاستقبال كالعادة ثم غيرت ملابسها للعمل في قاعة الأفراح ليلا، ملاحظة أنّ صاحب القاعة طلب منها يومها تعويض زميل متغيّب لتمسك الشعلة بدله. ورغم ان هذا العمل هو من اختصاص الشباب فإنّ رباب لم تكن لترفض طلب مؤجرها مبينة ان لقمة العيش صعبة وعليها القيام بتضحيات.وأضافت رباب انه من سوء حظها يومها أنّ العصا التي أمسكت بها لم تشتعل جيدا، فأضاف مؤجرها الكحول لتشتعل اكثر وأكثر ... ولكن فجأة اشتعلت النيران في وجهها لتلتهم يديها وبطنها . وأكدت رباب انّها بقيت فترة طويلة في قسم الإنعاش بين الحياة والموت،تصارع من أجل البقاء خاصة أنّها أصيبت بحروق من الدرجة الثالثة ،مبينة انّ مؤجرها تعاطف معها في البداية وساندها، ولكنّه بعد فترة قصيرة تخلى عنها ليتركها تواجه مصيرا غامضا .رباب ورغم هول ما ألّم بها، كانت تحبس دموعها في محاولة منها لاستجماع قواها،مضيفة انّ الحادثة قلبت حياتها رأسا على عقب وغيرتها كثيرا مشيرة إلى أنّها كانت فتاة عادية ولكنها اليوم فتاة مشوهة، تعاني من الآلام مبينة ان لون جلدها تغير كثيرا وأصبح أسود ويابسا وكأنه لا يشبه جلد آدمي وكشفت محدثتنا بمرارة أنّها لم تعد قادرة على النوم من فرط الآلام التي تنتابها ليلا ومن شدة القهر، ملاحظة أن الأطباء اضطروا الى نزع الجلد من بطنها الذي تحوّل إلى جملة من الفقاعات تكاد تكشف أحشاءها.وأكدت رباب ان ما زاد في آلامها أن مؤجرها لم يكتف بالتخلي عنها في محنتها بل هدّدها متحدّيا إيّاها بأنّها لن تتمكن من إظهار حقها وبأنه سيحطمها ان فعلت على حدّ تعبيرها.وأشارت إلى أنّ هناك من العاملين من عبروا عن مساندتهم لها وأنّ بعضهم تلقى تهديدات بالابتعاد عن الموضوع.وكشفت محدثتنا أن أمورا غامضة حدثت في الشكوى قائلة إنه في البداية ابلغ مؤجرها في محضر لدى الشرطة عن الحادثة و روى فيه ما حصل مستغربة كيف انه لم يتم الاستماع الى شهادتها وأقفل الموضوع... وقالت إنّها رفعت شكوى اخرى في الغرض وان عدد المحضر هو 1258 ولكن بعد فترة تبخّر المحضر ولم تجده وفق تعبيرها .وقالت انها ستعمل جاهدة على إظهار حقها رغم إمكاناتها البسيطة، وأوضحت ان حياتها دمرت، فهي الآن فتاة مشوهة تعاني عدة تشوهات وبطنها مشوه كما انها لم تعد قادرة على العمل ومساعدة أسرتها لأنها شبه عاجزة عن القيام بأبسط الحركات كترصيف علب في مغازة او تنظيف مكان ما ،زد على ذلك فإن خطيبها تخلى عنها بمجرد أن دخلت الى الإنعاش وشاهدها مشوهة، فقد كانت تستعد لإقامة حفل الزفاف ولكن الحادث بعثر كل أمانيها.وأضافت أنّ علاجها ممكن بواسطة عمليات تجميل ولكن الإمكانات المادية تحول دون ذلك، مبينة انها انقطعت عن اقتناء الأدوية لأنها باهظة وتصل الى 900 دينار.وأكدت رباب أنّ أملها الوحيد ان تظهر الحقيقة وان تأخذ العدالة مجراها وان ترى الشخص الذي حطم حياتها يحاسب على فعلته ويعترف بأنه أخطأ في حقها، وعبرت عن أملها أيضا في أن يأخذ المختصون بيدها ويساعدونها في الشفاء من هذا الداء.