أعلن كمال الجندوبي الوزير المكلف بالعلاقات مع الهيئات الدستورية و المجتمع المدني أنه تمّ منذ الهجوم الإرهابي بسوسة تنفيذ 734 حملة مداهمة مكنت من إيقاف 127 شخصا بشبهة الانتماء إلى عصابات إرهابية، مضيفا أنه إلى حد الساعة، تم غلق عدد 41 من الأوكار المعدّة لنشر الفكر الإرهابي و تجنيد الجهاديين. و أكد الجندوبي خلال ندوة صحفية لخلية الاتصال و المتابعة برئاسة الحكومة أن الأدلة التي قدمها التحقيق في هجوم سوسة أدت إلى رفع مستوى اليقظة الأمنية، مع تواصل الحرص على تكييف طرق الاستجابة للتهديد، كما هو الحال في بقية الدول التي تعرضت لمثل هذه الظروف. و أوضح أن الجدار أو الساتر الترابي الذي سيتم إحداثه على طول الحدود مع ليبيا يمتد على مسافة 186 كلم من راس جدير الى الذهيبة وأنه بغاية تدعيم الترتيبات الدفاعية بالجنوب. و بين الجندوبي أن هذه الحواجز تشمل كذلك خنادق على طول الحدود الجنوبية الشرقية مع ليبيا و كذلك ستائر ترابية و منظومة مراقبة الكترونية تعتمد على رادارات أرضية ثابتة و متحركة لمراقبة و رصد تحركات الأفراد و العربات، إضافة إلى مراقبة جوية باستعمال الطائرات دون طيار. الملف الأمني أولوية قصوى و عن إعلان حالة الطوارئ، قال الجندوبي إن هذا القرار سيعطي للقوات الأمنية موارد إضافية لحماية التراب الوطني للمضي قدما في مقاومة الإرهاب ملاحظا أن حالة الطوارئ لا تستهدف الحريات مشددا على أن بسط الأمن أولوية قصوى و أنه لا يمكن الحديث عن تهديد لحرّيات أو لحياة التونسيين. أغلب الفارّين من رمادة متشدّدون و أعقب في الأثناء أن عملية اختفاء عدد من شباب رمادة و إمكانية التحاقهم بتنظيم «داعش» قد تكون نتيجة للضغط الذي تقوم به القوات الأمنية على هذه العناصر خاصة بعد تفعيل حالة الطوارئ مضيفا أنه تم تحديد هوية الفارين و أن أغلبهم متشددون و من بينهم عنصر خطير. تصريحات البريطانيين غير دقيقة و بخصوص دعوة بريطانيا مواطنيها إلى مغادرة تونس، قال الجندوبي إ ن المعطيات الأمنية المتوفرة لدى وزارتي الدفاع و الداخلية لا تتضمن معلومات حول وجود خطر إرهابي حقيقي يمكن ان يستهدف أمن البلاد خلال هذه الفترة. و تابع بأن دعوة بريطانيا مواطنيها إلى مغادرة تونس مبنية فقط على احتمالات لمخاطر ارهابية ملاحظا أن تصريحات السلطات البريطانية حول هذه المسألة ما زالت غير دقيقة باعتبار انها تتحدث عن مخاطر محتملة وفق تعبيره. و شدد الجندوبي على انه منذ الإعلان عن حالة الطوارىء وقع تجنيد كل الوحدات الامنية و العسكرية لضمان الأمن لكل المتواجدين على التراب التونسي. و تابع بأن رئيس الحكومة اتصل أمس الجمعة بنظيره البريطاني لمده بالإجراءات التي اتخذتها تونس لإجلاء الرعايا البريطانيين و كذلك الشأن بالنسبة لضمان سلامة البريطانيين الذين قرروا البقاء في البلاد مبينا أن تونس تتفهم الثمن الباهظ الذي دفعته بريطانيا في هجوم سوسة، إلا أن الرهان المطروح الآن هو حماية الديمقراطية التونسية الناشئة مشددا على أن التونسيين كذلك يدفعون ثمنا باهظا من أجل الذود عن حريتهم ونمطهم الاجتماعي. و عن امكانية إجراء تحويرات جذرية بوزارة الداخلية خاصة بمناصب حساسة، أوضح كمال الجندوبي أنه لا فائدة من الطعن في أجهزة الدولة خلال هذه المرحلة التي يجب أن تكون مرحلة عمل لا جدل على حد تعبيره. فتح باب المبادرة أمام الشباب أما وزير الشباب و الرياضة ماهر بن ضياء، فقد أشار من جانبه إلى أن الحكومة قررت الترفيع من الميزانية المرصودة للشباب و فتح قنوات حوار و تواصل مع الشباب التونسي في كل جهات البلاد مؤكدا أن هناك خطة لحلحلة مشكل البطالة عبر تسهيل و فتح السبل أمام المبادرة الفردية. و تابع بأن أكثر من 53 ألف شاب من المناطق الداخلية سيتمتعون بمصيفات مجانية و على نفقة الدولة. و اعتبر بن ضياء أن المشاكل التي يعاني منها الشباب هي نتاج السنوات العجاف التي مر بها في الفترة السابقة مؤكدا أن كل ما كان يروج خلافا لذلك ضمن ما يسمى ب «فرحة شباب تونس» مجرد زيف.