بكل المقاييس لم تكن الساعات القليلة الفارطة عادية قرب مركب الطيب المهيري بصفاقس اذ تزامنت أزمة نتائج نادي عاصمة الجنوب مع حالة احتقان جماهيري، زد على ذلك تواتر الحديث عن مساع عديدة لافراغ النادي من ركائزه وهو ما ولّد ظرفا عسير المخاض على الفريق ساعات قليلة قبل مواجهته المرتقبة مساء الأحد ضد أورلاندو بيراتس الجنوب افريقي في لقاء مصيري ضمن كأس الكنفدرالية. وفي هذا الاطار اتصلت «التونسية» بالناصر البدوي المدير الرياضي للنادي لمعرفة حقيقة ما يجري في كواليس «البيانكو نيري» خاصة أن التطورات أزعجت كثيرا محبّي النادي. في هذا السياق لم يخف البدوي استياءه مما جرى، خاصة في ظلّ وصول الأمر الى حدّ تهديد اللاعبين مما أدّى الى انسحاب عدد منهم من التمارين، ولكن محدثنا اعتبر الحادثة الاخيرة سحابة صيف عابرة وأمرا عاديا للغاية في بلد صارت فيه الرياضة متشنّجة ومتوترة ولم يعد هنالك مناخ ملائم لممارسة «الكورة للكورة» كما قال البدوي. وفي ذات الاطار قلّل المدير الرياضي لنادي عاصمة الجنوب من حجم ما جرى معتبرا الطرف الذي هاجم اللاعبين «شاذا يحفظ ولا يقاس عليه» ..ولم يستبعد حتى فرضية تحريضه من بعض ممن أسماهم البدوي ب«الأطراف التي لا تريد خيرا للنادي»، وأكد البدوي أنه تمت حلحلة الأزمة العابرة بتنظيم حفل مضيّق بين أفراد من مجموعات الأحباء واللاعبين وبحضور رئيس النادي وسط تعاهد جماعي للاقلاع بالفريق من جديد انطلاقا من مواجهة الأحد. وبخصوص المآخذ والاحترازات الجماهيرية التي توجّهت رأسا الى اختيارات الهيئة وضعف تحركاتها في هذا الميركاتو، أجاب البدوي بوضوح قائلا انه تم التعامل مع الميركاتو بواقعية عبر انتدابات موجّهة لأسماء شابة بالتنسيق مع الاطار الفني.. وأضاف أن رئيس النادي ضحّى كثيرا ومازال يجتهد لاتمام بعض التعاقدات التي تقوّي الرصيد البشري. وختم البدوي بالتنبيه الى ما اعتبره نقطة هامة في مسار النادي وهي الغياب شبه التام للمدعّمين عدا من أسماهم ببعض الغيورين الحقيقيين على النادي الصفاقسي الذين ما انفكوا يقدمون الدعم للطفي عبد الناظر..فيما احتجب البعض الأخر ممن اعتبر البدوي أن «مصالحهم الظرفية» انتهت على ما يبدو بالنادي الصفاقسي فنفضوا عنه أيديهم...مشيرا الى أن الجماهير على أتم الوعي بذلك.. وبقليل من الصبر ستلبّي لهم الهيئة المديرة انتظاراتهم.