أن يفرض رئيس جامعة كلّ مقترحاته وكلّ رغباته في تغيير المشهد الكروي بإقحام قوانين جديدة أو منقّحة اختارها واعتمدها هو والبعض من زملائه حتى تسترجع الجامعة نفوذها على النوادي وتهمّشها في الوقت نفسه وتنتصر عليها بالضربة القاضية، فهذا يعد سابقة في تاريخ كرة القدم التونسية ويعدّ إنجازا لجماعة وديع الجريء قبل رحيلهم أو بقائهم لمدة 4 سنوات أخرى على رأس أهمّ هيكل رياضي في تونس. وديع الجريء بفضل ذكائه ودهائه (وقد يكون حفظ الدّرس وأخذ العبرة من البعض من الذين سبقوه فاتبع طريقة ذكية نجح بفضلها في آخر المطاف) عرف من أين تؤكل الكتف ومرّر كلّ ما أراده أمام ما تبقى من ممثلي الأندية الذين كانوا منشغلين بالتحوّل إلى المطعم لتناول الفطور أكثر من قراءة ومناقشة نصّ هام وهام جدّا. هذا النصّ التاريخي أصبح من صلوحيات ومشمولات المكتب الجامعي قبل انطلاق الجلسة العامة (الرابعة والنصف) وكذلك كانت النقاشات في المواضيع المطروحة لم تشمل تقسيم البطولة إلى مجموعتين ونزول 5 فرق في آخر الموسم القادم (2015 - 2016) لأنّ أمرها حسم وكلّ قرار متّخذ في الجلسة يقع تطبيقه آليا بداية من الموسم الموالي. ثمّ هناك نقطة أخرى مرّت دون أن يتفطّن لها ممثلو النوادي وهي التي تتعلق بغياب اللاعبين الدوليين عن فرقهم المدنية كلما تزامن تواجدهم مع المنتخب الأول والأولمبي مع مباريات أنديتهم في البطولة أو الكأس عقابا للأندية وخاصة تلك التي تعدّ العديد من اللاعبين الدوليين. لا مفرّ من نظام المجموعتيْن حتى وإن سمح رئيس الجامعة لنفسه بدعوة رؤساء نوادي الرابطة لإبداء رأيهم في الأيام القادمة حول مشروع بطولة بمجموعتيْن، فإن المسألة تبدو محسومة منذ يوم الأربعاء والاجتماع لن يثمر شيئا إيجابيا وحصل ما في الصدور ولا أحد بإمكانه إثناء وديع الجريء عن قراره أو تأجيله إلى موسم 2016 - 2017. كل المقترحات المقدمة من طرف المكتب الجامعي وقعت المصادقة عليها ما عدا ذلك الذي يهمّ مدّة نشاط رئيس ناد يطمح إلى دخول المكتب الجامعي أو التكفّل المباشر والآلي للجامعة ببعض القضايا. الآن بإمكان المكتب اتخاذ أيّ قرار أراده في كل وقت وإرسال مناشير كلّما أراد تغيير أي فصل من القوانين للإعلام إلي الرابطات والنوادي وتطبيقها يكون آليا. للمكتب الجامعي الحق في أن يتصرّف في القرارات كما شاء وهذا ما لم نعتده في السابق وهذا يحصل للمرة الأولى في تاريخ المكاتب الجامعية، أن يتصرّف كما شاء في القوانين الرياضية والمجلة التأديبية والنوادي صامتة جامدة لا حول ولا قوة لها إزاء ما يسلّط عليها، فهذا أمر خطير.. وخطير جدّا.