يبدو أن الأمور لا تسير بالشكل الذي يجب أن تسير عليه أمور فريق متوج في نهاية الموسم المنقضي بالبطولة، حيث لايزال الغموض يسيطر على أكثر من محور في النادي وخاصة فيما يتعلق بمسألة الإطار الفني، حيث لم تجد الهيئة المديرة ورئيس النادي الجرأة لإعلان موقف نهائي يقضي بمواصلة التعويل على الإطار الفني الحالي أو التخلي عنه والإعلان عن هوية البديل سيما وأن الموسم الجديد على الأبواب ولم تعد تفصلنا على انطلاقته سوى ثلاثة أسابيع. ففي الوقت التي يواصل فيه دانيال سانشاز قيادة المجموعة، جلس سليم الرياحي ليلة الأحد إلى المدرب نبيل معلول في تأكيد لما كنا قد أشرنا إليه منذ ما يزيد عن الأسبوع، وقد تمّ خلال الجلسة الحديث حول كل الجوانب المتعلقة بإمكانية تسليم المقاليد الفنية للفريق ل«الكوتش» الذي تحدث عن إعجابه بمشروع الرياحي الرياضي وعن اتفاق مؤجل سيفعّل حال نجاحه في فك الارتباط مع المنتخب الكويتي وهو أمر ليس بالهين في ظل تمسّك اتحاد الكرة هناك بخدماته وارتفاع قيمة الشرط التسريحي الذي يجب عليه دفعه ليكون في حل من كل ارتباط. بالتوازي مع ذلك أكدت لنا مصادر قريبة من «الرّيس» جلوسه مع معلول ولكنها نفت أن يكون الاتفاق قد حصل بين الطرفين بل استبعدت حدوث ذلك لاعتبارات مادية بالأساس حيث لا يمكن للإفريقي توفير ما يتقاضاه في الكويت وبالتالي فإن الزيجة تبدو مستبعده للغاية إلا إذا كانت ل«الكوتش» حسابات أخرى قد تدفعه للتضحية ببعض الامتيازات المالية التي توفرها له دولتا قطروالكويت. وبين هذا وذاك تبقى جماهير الإفريقي في انتظار القرار النهائي الذي سينهي حالة الغموض والتي انعكست سلبا على تركيز اللاعبين والذين بدأ بعضهم في الخروج عن النص وأولهم المنتدب يوهان توزقار الذي رفض كما سبق وأشرنا إليه العودة إلى تونس وعبّر لبعض مقرّبيه عن رغبة حقيقية في فسخ العقد الذي يربطه بالفريق. الرياحي يريد معلول لقوة شخصيته ولقدرته على تطهير الحديقة من بعض الدخلاء والجمهور يمقت المدرب السابق للترجي ولا يريده أن يكون القائد الجديد لسفينة ناديه ولا ندري هل أن الرجل الأول في الفريق سيقيم وزنا لطلبات «شعب» الإفريقي ويعدل عن التفاوض مع معلول أم أنه سيواصل السير نحو تحقيق رغبته بمشاهدة معلول على بنك الأحمر والأبيض؟ «توزقار» أمام مجلس التأديب تعنّت المنتدب الجديد يوهان توزقار والشروط الغريبة التي يحاول فرضها على الهيئة والمتمثلة أساسا في تمكينه من مستحقاته المالية بالعملة الصعبة «الأورو» ، وعدم رغبته في العودة إلى تونس، دفع الهيئة المديرة إلى إحالته على مجلس التأديب لاتخاذ قرارات رادعة بشأنه. وفي انتظار مآل الصراع المعلن بين توزقار وهيئة الرياحي، يبدو أن الإفريقي سيعاني الأمرين من المهاجم السابق لنادي لانس الفرنسي والمعروف بمزاجه المتقلّب وقلة انضباطه وهو أمر وقف عليه الجميع بعد أن رفض دعوة المنتخب الوطني في مناسبتين قبل أن يتواضع ويسجل هدفا في مرمى منتخب دجيبوتي جعل منه «بطل زمانه» ومحور حرب ضروس بين الإفريقي والترجي كانت فيها الكلمة النهائية لسليم الرياحي الذي سيجد نفسه مطالبا بتأديب لاعبه حتى لا يخسر الفريق «الميت والكفن». وفي محاولة منه لاستباق العقوبة المنتظرة قام توزقار بإرسال شهادة طبية لإدارة النادي تبرّر عدم قدرته على العودة إلى تونس، وهي حركة تعوّد عليها اللاعب. عودة شهدت تمارين الفريق يوم أمس عودة كل من ستيفان حسين ناطر وياسين الميكاري اللذين تغيبا عن تمارين يوم الاثنين بعد أن تحصلا على ترخيص من قبل الإطار الفني، كما عاد الدولي هشام بالقروي الذي واجه بعد التعطيلات في رحلة العودة من الجزائر حالت دون تمكنه من التدرب مع المجموعة. «الصرارفي» مع الأكابر ما يحسب للمدرب الفرنسي دانيال سانشاز هو عقليته الاحترافية واحترامه الكبير لعمله، حيث لا يلقي الأخير بالا لكل الأحاديث الجانبية التي تخص علاقته بالنادي وقرب ساعة رحيله عن الحديقة، حيث واصل التركيز على العمل وتطبيق برنامجه الذي يرتكز في جانب كبير منه على منح فرصة الظهور لشبان النادي فبعد أحمد خليل ومهدي الوذرفي و«دعلوشة» والرويني جاء الدور على المنتدب حديثا من «البقلاوة» بسام الصرارفي الذي كان قريبا في صائفة 2012 من الالتحاق بنادي بيارن ميونيخ الألماني. الصرارفي والذي يتقن اللعب في وسط الميدان وعلى الرواق الأيمن، التحق عشية الاثنين بتدريبات الأكابر للتعود على الأجواء في انتظار أن تحين ساعة منحه فرصة الظهور في التشكيلة الأساسية. جدير بالذكر أن المدير الرياضي الحالي للفريق أسامة السلامي كان وراء قدوم هذه الموهبة التي تختزن بين قدميها إمكانيات فنية كبيرة سيستفيد منها الفريق في المستقبل القريب. استياء أبدى عدد كبير من ركائز الفريق استياءهم من التصرفات التي يأتيها بعض حراس الحديقة قبل انطلاق وبعد انتهاء الحصص التدريبية والمتمثلة أساسا في محاصرتهم طمعا في بعض المال أو الأزياء الرياضية أو الهدايا. وضعية أضحت تشكّل أرقا كبيرا للاعبين وخاصة لصابر خليفة وحسين ستيفان ناطر والتيجاني بلعيد وباتت تتطلب تدخلا سريعا من قبل مرافقي الفريق حتى يقلع هؤلاء عن هذه التصرفات الركيكة التي لا تليق بفريق بعراقة وحجم الإفريقي.