اقتحم مساء الاثنين الفارط مجهولون منزلا بمنطقة «العوامرية» من معتمدية الشبيكة التابعة لولاية القيروان واعتدوا على صاحبة المنزل وابنتها و خلّفوا لهما اضرارا بدنية استوجبت نقل البنت الى مستشفى فرحات حشاد بسوسة لإجراء عملية جراحية على مستوى عينها، كما أصيبت الأم بكدمات على مستوى وجهها. و تم فتح بحث أمني من قبل اعوان الحرس الوطني بالجهة من أجل الكشف عن ملابسات هذا الاعتداء ومن يقف وراءه. مثل هذه الشكاية قدمها العديد من الفلاحين في عمادة « عبيدة الشرقية» عندما تعرض ما لا يقل عن 9 منهم الى « براكاجات» بالقوة و استيلاء على شاحناتهم وفق تحركات مضبوطة حسب أقوالهم مؤكدين انهم لاحظوا ان غرباء كانوا يتواجدون بالمنطقة كلّ مرّة قبل حدوث المكروه. و في بوحجلة تعرّض عدد من المنازل في مناطق ريفية الى عمليات سطو منظم تمثلت في اقتحامها ليلا بعد خلع الأبواب وافتكاك المصوغ من النساء وسلب الأموال والمؤونة من زيت زيتون وحبوب تاركة وراءها حالة من الرعب الامر الذي جعل الأهالي يرجّحون ان تكون هذه العصابة منظمة ولديها خلفيات ارهابيّة. و قد قام السكان بوقفة احتجاجية امام مركز الامن بالجهة قبل ان يقرر البعض منهم الهجرة و مغادرة المكان. ووصل الأمر بالبعض منهم للمطالبة بالترخيص لهم لاستعمال بنادق الصيد لحماية انفسهم بما ان الجناة انفسهم يأتون مدججين بالأسلحة النارية و السكاكين و السيوف و الهراوات. و في معتمدية نصرالله أمكن للحماية المدنية بالقيروان اخماد حريق بمنطقة « المنارة» كان قد شب في محصول سنة 2015 من التبن المخصص لتربية اكثر من ألف نعجة على ذمة الشركة الفلاحية بالمنطقة و التي تقع على مساحة 1500 هكتار تقريبا. وحسب ممثل هذه الشركة فإن العملية تمت حوالي منتصف الليل وان الحماية تمكنت من السيطرة على الحريق بعد ثماني ساعات من الساعة الثانية الى العاشرة صباحا وقد قدرت الاضرار بما يناهز العشرين الف دينار. وتم فتح محضر امني في الغرض من طرف الحرس الوطني بمنزل المهيري للكشف عن الجناة. هذه صورة لأحداث متفرقة لكنها متتالية شكلت ظاهرة غزت في المدة الاخيرة عدة مناطق من ريف ولاية القيروان و ارتفعت وتيرتها هذه الايام بشكل يوحي بأن شبح الجرائم المنظمة اجتاح ارياف القيروان باساليب و اشكال مختلفة, لكن العنوان يبقي واحد لا غير. و تساءل المتضررون عمن يقف وراء هذه العصابات و من يدعمها و لفائدة من يقومون بهذه الجرائم. مصدر أمني قال إن ظاهرة السرقة موجودة في كامل انحاء الجمهورية وأنها تعتبر من الحالات الموسمية وان نسقها ارتفع بشكل خاص هذه الايام و خاصة سرقة الأغنام نظرا لقرب موعد عيد الاضحى. و آخر ضحايا هذه الجرائم مستمثر فلاحي ( عبد القادر الذراري ) صاحب الضيعة الفلاحية التابعة للأراضي الدولية في معتمدية نصرالله (تأسست سنة 2006 ) الذي استغرب كثيرا من تصرفات الجيران الذين اقلقوه بتجاوزاتهم المتكررة كالرعي بمواشيهم في محاصيل الحبوب والأشجار التي يملكها بالرغم من التنبيه عليهم في العديد من المناسبات. في المقابل عبر الرئيس المدير العام المساعد لهذه الشركة ( علي الحامدي ) عن استيائه وغضبه نتيجة حرق كامل محصول حصاد التبن لهذا الموسم والمتمثل في حوالي 4 آلاف « بالة» من التبن كانت الشركة تنوي تقديمه كاعلاف لقطيع الأغنام وذلك من قبل مجهولين الشيء الذي دفع بالشركة لتقديم قضية واعلام السلط المحلية والجهوية و تم اعتباره عملا اجراميا في حق الشركة. الحامدي طالب بضرورة توفير حماية أمنية وتكثيف الحملات الأمنية بالجهة مثمنا المجهودات الأمنية مطالبا بمزيد الدوريات المتنقلة والقارة بالقرب من الشركة.وختم حديثه قائلا: « رغم هذه العراقيل والصعوبات فإن الشركة تسعى الى مساعدة أبناء الجهة و مع ذلك فهي تعتمد في فلاحتها على زراعة الحبوب (600 هك) والمراعي (200 هك) واشجار الفستق (60 هك) وزياتين منتجة (300 هك) وزياتين حديثة (150 هك) بالإضافة إلى غراسة كروم الهندي. كما تحتوي الشركة على 4 آبار عميقة ومستودع و ورشة و تجهيزات ومعدات فلاحية إلى جانب الري قطرة قطرة و الجرارات الفلاحية وتوفر 50 موطن شغل و بها حوالي 50 ألف شجرة زيتون وألف رأس من الأغنام و 15 رأس من البعير, كما ان الشركة تنوي تطوير برامجها الفلاحية خدمة للجهة مع إمكانية بعث مشاريع إضافية لمزيد تشغيل شباب ابناء المنطقة والمساهمة في إستراتيجية الدولة للحد من البطالة وبالرغم من الصعوبات الاقتصادية التي تمر بها الشركة الا انها بقيت « واقفة» خاصة من حيث تسديد اجور عمالها وتمتيعهم بجميع حقوقهم». علي الحامدي اوضح حقيقة الرعب الذي يعيشه الفلاحون ومربو الماشية من سطو مسلح ليلا ونهارا حتى ان البعض منهم هجر ارضه خوفا والبعض مرعوب على عرضه. و قد عقدت المصالح الامنية في بوحجلة اجتماعا ضم كل العمد في الجهة للنظر في كيفية الحد من هذه الظاهرة.