أكدت مصادر مطلعة ل«التونسية» أن اللقاء الذي جمع رئيس حركة «النهضة» راشد الغنوشي برئيسة هيئة الحقيقة والكرامة سهام بن سدرين، تمحور بالأساس حول مستقبل هذه الأخيرة بعد الانتقادات التي استهدفتها. وأفادت مصادر «التونسية» بأن حركة «النهضة» ربّما تدفع في اتجاه استقالة سهام بن سدرين من رئاسة هيئة الحقيقة والكرامة دون المساس بعضويتها صلبها تجنبا للمحاسبة التي يطالب بها العديد من خصومها. وأوضحت مصادرنا أن القيادي بحركة «النهضة» عبد اللطيف المكي هو من قام بترتيب لقاء الغنوشي ببن سدرين في محاولة لإقناع هذه الأخيرة بضرورة تقديم إستقالتها كحل أوحد وأنسب لها على خلفية الاتهامات الموجهة إليها من عدة جهات، وكذلك على خلفية تمسك حركة «نداء تونس» بضرورة ملاحقتها قضائيا وقبل ذلك إبعادها عن منصب رئاسة الهيئة. كما أكدت مصادرنا أن أربعة أطراف سياسية أخرى التقت مؤخرا ببن سدرين لدفعها نحو إعلان استقالتها من رئاسة الهيئة والحفاظ على عضوية اعتبارية وقانونية صلبها حتى لا تسقط عنها الحصانة وبالتالي تصبح عرضة للمحاسبة القضائية. وأعقبت ذات الجهة بأن بن سدرين تتجه نحو إعلان استقالتها خلال أيام، خاصة في ظل دعم «النهضة» ( في السر) للتوجه العام داخل حركة «نداء تونس» المتبني بالإجماع تقريبا لضرورة إعفاء بن سدرين من رئاسة هيئة الحقيقة والكرامة، حسب نفس المصادر. وفي هذا الإطار، قال القيادي بمجلس شورى «النهضة» محمد القلوي ل«التونسية» إن لقاء الغنوشي ببن سدرين أمس تناول بالنظر عدة خيارات مطروحة في هذا الملف، من بينها استقالتها، موضحا أن «النهضة» تحاول إقناع هذه الأخيرة بضرورة تقديم إستقالتها. وشدد القلوي على أن وضعية هيئة الحقيقة والكرامة غير سوية وذلك بإقرار جميع الأطراف، مضيفا أن تركيبة الهيئة عاجزة عن الفعل والإنجاز، لا سيما في ظل الإستقالات وقرارات التجميد التي تعرفها، مذكرا في سياق متصل بأن وجود الهيئة في حد ذاته محدد بمدة زمنية معينة لا تتجاوز الأربع سنوات مع إمكانية الإسعاف بإضافة سنة. وأضاف القلوي أنّ المؤسسة برئيسها وأنه على بن سدرين التفكير في وضع المؤسسة التي ترأسها، مبينا أن حركة «النهضة» ومن باب الديبلوماسية لم تطلب بصفة مباشرة من بن سدرين تقديم استقالتها ولكنها تباحثت معها تداعيات الوضع داخل الهيئة من خلال طرح كل الخيارات على الطاولة ومن بينها خيار الإستقالة. وأضاف القلوي أن سهام بن سدرين بين خيارين لا ثالث لهما هما: إما تعديل عمل الهيئة أو الإستقالة من رئاستها وترك المنصب لغيرها. ولاحظ محدثنا أن رئيسة هيئة الحقيقة والكرامة متمسكة بالبقاء (حتى كتابة هذه الأسطر) وفق كلامه. اتهامات بالجملة تلاحق بن سدرين يشار إلى أن هيئة الحقيقة والكرامة تواجه إشكاليات بالجملة خاصة على خلفية الإتهامات الموجهة لرئيستها حول شبهة فساد مالي وإداري. فقد وقّع 50 نائبا، منذ فترة، على نص عريضة تطالب بفتح تحقيق برلماني حول وجود شبهة فساد مالي وإداري لبن سدرين وهيئة الحقيقة والكرامة، وذلك على إثر الرسالة المسربة التي بعث بها زهير مخلوف أحد أعضاء الهيئة إلى رئيس مجلس الشعب.