لم تكن بداية الموسم الجديد موفقة بالنسبة للملعب التونسي بعد أن انحنى عشية أول أمس برباعية كاملة ضد النادي الإفريقي. وعلى الرغم من مرارة الهزيمة وصعوبة هضمها فإنها لا يمكن أن تكون مبررا بأي حال من الأحوال لتلك الحملة الشعواء التي شنها بعضا ممن تعودوا التمتع بعثرات الفريق، ضد المدرب لسعد الدريدي مطالبين برحيله في حركة تعكس تنكر هؤلاء للتضحيات الكبيرة التي قدمها للنادي في السنتين الماضيتين. هؤلاء انتقدوا اختيارات الإطار الفني وحملوه مسؤولية الهزيمة الأخيرة ونسوا أو بالأحرى تناسوا أن هامش الاختيارات أمامه ضئيل وأن المنتدبين الجدد لم يجهزوا بعد لتقديم الإضافة لأنهم ابتعدوا لفترة كبيرة عن الملاعب وانتدابهم كان نتيجة لقلة الموارد لا لقناعات شخصية من الإطار الفني. كما أنه من الصعب على الفريق أن ينجح في تعويض رحيل سبعة من ركائزه الأساسية( العواضي – الاكس – بن سالم – الكسراوي – الدريدي – كوليبالي وارناست). وحتى أسامة البوغانمي الذي نجح في إعادة التوازن لخط الوسط منذ دخوله في الفترة الثانية لم يكن جاهزا ليبدأ اللقاء بما أن تأهيله من الناحية القانونية لم يتم إلى قبل خمس ساعات من المواجهة الأمر الذي دفع الدريدي إلى التعويل على الهيشري في خطة لاعب ارتكاز. الدريدي الذي عبر عن رغبته في المغادرة بعد نهاية المباراة أفادنا بأن الحملة التي يتعرض لها ليست نتيجة الهزيمة الأخيرة التي تعرض لها الفريق وإنما نتيجة رفضه السماح للاعبين بالإضراب نكاية في أنور الحداد مشيرا بأن فرط في فرصة حقيقة لتدريب النادي البنزرتي خلفا لشهاب الليلي من أجل فريقه الأم فكانت المكافأة حملة مغرضة لتشويهه والتنكر للعمل الجبار الذي أنجزه منذ وصوله. «الحداد» يسير عكس التيار الجماهير التي لم تتقبل الهزيمة الأخيرة وهذا من حقها طبعا لم تكتف بالتهجم على الدريدي في المواقع الخاصة بالفريق بل أن عددا كبيرا منها اتصل مباشرة برئيس النادي أنور الحداد وطالبوه بالتخلي عن المدرب بل أن بعضهم هدده بعدم السماح للفريق بالتدرب اليوم. الحداد لم ينسق وراء هذه التهديدات وأكد لهم ثقته الكاملة في لسعد الدريدي وأنه ليس مستعدا للتفريط فيه في أول عثرة للفريق. الحداد من المنتظر أن يكون قد اجتمع عشية أمس بالدريدي لتحليل الهزيمة الأخيرة والوقوف على بعض الهفوات التي ستتم مراجعتها ليستعيد الفريق توازنه انطلاقا من الجولة القادمة ضد مستقبل القصرين والتي سيكون فيها الدريدي حاضرا على دكة البدلاء في انتظار ما ستؤول إليه الأمور بعد الجلسة الانتخابية. لاعب دون إجازة و«الدريدي» يستنجد بلاعب «مصيّف» الأمور الإدارية لا تسير بالشكل المطلوب داخل فريق «البايات» وهذا مفهوم نظرا لانشغال أكثر أعضاء الهيئة الحالية بالتحضير للانضمام إلى القوائم التي ستترشح للانتخابات القائمة، وضعية انجر عنها إدراج اسم اللاعب هيثم البغدادي على ورقة المباراة ليتضح فيما بعد أنه لا يمتلك الإجازة التي تمكنه من المشاركة في المباراة مما اضطر لسعد الدريدي لاستنجاد بعباس الغضباني الذي كان يستمتع بوقته في أحد شواطئ العاصمة ولم يتمكن من دخول ملعب رادس إلى قبل ربع ساعة من انطلاقة المواجهة. اكتفينا بسرد الواقعة ونترك لكم حرية التعليق !!! «بالعكرمي» بريء لم يرتق أداء الظهير الأيسر للفريق سيف الدين بالعكرمي خلال مواجهة الأحد إلى المستوى المطلوب مما جعل الإطار الفني يستغنى عنه قبل نهاية الشوط الأول ويعوضه بزميله شرف الدين الكشطي. تعويض ربطه أحد الإعلاميين الموجودين في منصة الملعب إلى تخاذل بالعكرمي وعدم رغبته في مواجهة فريقه السابق واستند في ذلك إلى حديث جانبي مع الكاتب العام للفريق ايات الله حليم الذي نفى علمه بالموضوع مؤكدا بأنه لا يمكن له أن يطلق هذه التصريحات الخطيرة التي مست اللاعب والفريق ككل. من جانبه أفادنا الدريدي بأن لاعبه بعيد كل البعد عن مثل هذه الممارسات وأن تعويضه كان نتيجة عدم جاهزيته وهذا أمر عادي في كرة القدم. تغييرات قادمة هزيمة الفريق العريضة ضد الإفريقي وإن طويت صفحتها فإنها تركت بعدها عديد الملاحظات والهفوات التي سيعمل الإطار الفني على تداركها في اللقاء القادم ضد مستقبل القصرين حيث من المنتظر أن يعود وليد الهيشري إلى مركزه الطبيعي في المحور وسيحل محل حمدي رويد مبدئيا على أن يكون أسامة البوغانمي أساسيا في وسط الميدان. استقالة بعد مكالمة هاتفية جمعته بالحداد، أعرب عبد اللطيف مقطوف رئيس اللجنة المكلفة بالإشراف على الجلسة الانتخابية القادمة عن رغبته في الاستقالة من مهامه معللا ذلك بأنه لا يرغب في أن يكون شاهدا على مهزلة قد تعيد الفريق سنوات إلى الوراء. مقطوف أكد لنا بأن ما حدث من تجاوزات أثناء الجلسة الخارقة للعادة والتي كان ورائها أحد المرشحين لخلافة الحداد بتمكينه لمجموعة من الأشخاص الغير محسوبين على النادي من بطاقات انخراط لإسقاط شرط «الباك» في مرحلة أولى والتصويت له في الانتخابات القادمة لا تبشر بالخير وتوحي بأن الفريق لن يكون في أيادي أمينة في المرحلة القادمة وبالتالي فهو يرفض أن يكون أداة تؤدي بالفريق الذي يعشقه إلى الهاوية. هذا وسينظر الحداد في هوية الشخص الذي سيخلف عبد اللطيف مقطوف الذي أشرف على الجلسة الانتخابية التاريخية التي أوصلت الهيئة الحالية إلى الرئاسة.