التونسية (تونس) يبدو أن اجتماع الباجي قائد السبسي الرئيس الشرفي لحركة «نداء تونس» ورئيس الجمهورية بقيادات حزب «نداء تونس» في قصر قرطاج ظهر أمس الأول لن ينهي الخلافات بين «الإخوة الفرقاء» وفق ما أكدته مصادر «التونسية» التي قالت أن جوّا من التوتر الكبير ساد هذه الإجتماع الذي حضره كلّ من محمد الناصر رئيس الحزب وبوجمعة الرميلي المدير التنفيذي والناطق الرسمي باسم الحزب وفوزي اللومي والطيب البكوش ورضا بلحاج . وأشارت المصادر ذاتها إلى أن قيادات «النداء» لم تقتنع بدعوات الباجي لرأب البيت المتصدع والحفاظ على وحدة الحزب وأن كل شق ( شق حافظ السبسي وشق محسن مرزوق) تمسّك بموقفه بشأن اجتماع جربة الذي دعا إليه السبسي الإبن نهاية الأسبوع الجاري والذي اعتبره شق محسن مرزوق تعديا على صلاحيات الأمين العام ومحاولة لوضع اليد على الهياكل من قبل حافظ السبسي وحلفائه . واعتبرت مصادر «التونسية» أن الخلاف يتعدى إجتماع جربة مؤكدة ان سببه الرئيسي رغبة رأسي القيادة (مرزوق والسبسي الإبن) في ضمان أكبر عدد من أصوات المؤتمرين في مؤتمر الحركة المزمع عقده شهر ديسمبر القادم. مطالبة «الناصر» بالإستقالة وأفادت مصادر «التونسية» أن اللقاء الذي جمع أمس رئيس الحركة السيد محمد الناصر بأعضاء الكتلة البرلمانية ل «النداء» واصل الخوض في المسائل الخلافية داخل الحركة حيث أكد جلّ النواب أنهم لن يصطفوا وراء أي طرف للمحافظة على وحدة الحزب فيما دعت أطراف رئيس الحركة ورئيس مجلس نواب الشعب السيد محمد الناصر إلى ضرورة الامساك بزمام الأمور أو الاستقالة من منصب رئيس الحزب . وقالت المصادر ذاتها أن هذه الأطراف حملت الناصر مسؤولياته مذكّرة بأن الرئيس السابق للحزب الباجي قائد السبسي قد اختاره من خارج أعضاء الهيئة التأسيسية حتى يحافظ على وحدة الحركة معتبرة إياه قد فشل في هذه المهمة. ودعت هذه الأطراف محمد الناصر للاستقالة في غضون أسبوعين إذا لم يتمكن من إعادة ترتيب البيت الداخلي للحزب ووضع خارطة طريق واضحة للإعداد للمؤتمر تتجاوز كل الخلافات الحالية . قرارات تأديبية مرتقبة ولم تستبعد مصادر «التونسية» أن تصدر عن اجتماع المكتب التنفيذي للحركة الذي سينعقد اليوم بأحد نزل الضاحية الشمالية قرارات تأديبية ضد بعض أعضاء الحزب على خلفية التصريحات التي وصفت بالجارحة ضد زملائهم وقيادات ندائية. وقال القيادي في الحزب خالد شوكات في تصريح إعلامي أن السبسي دعا إلى «الحزم مع الذين انفلتت ألسنتهم في أعراض زملائهم من نفس الحزب»، مطالبا بضرورة الانضباط الأخلاقي صلب «النداء». أما عن ملامح الحزم التي تحدّث عنها السبسي، فقد قال شوكات : «هي آليات معروفة تطبق على الذين تجاوزوا قيم الانضباط الحزبي»، لافتا إلى أن هناك جلسة نظامية منتظرة للنظر في بعض التعديلات التي قد تحسم الخلافات صلب الحركة. وأشار شوكات إلى أن المكتب السياسي الحالي سيسقط في نفس الخطأ الذي سقطت فيه الهيئة التأسيسية، والذي أدّى إلى حلّها، معتبرا أنه من غير الممكن أن يحتكر 3 أو 4 أفراد، الحديث بإسم الحزب. من جانبه اكد القيادي في «نداء تونس» فوزي اللومي ، ان الاجتماع الذي دعا له حافظ قائد السبسي غير رسمي وان قراراته ملغاة. وقال اللومي في تصريح إذاعي « ان المكتب السياسي والمكتب التنفيذي لنداء تونس دعيا إلى مقاطعة إجتماع جربة، مضيفا أن كل القرارات تعود للمكتبين آنفي الذكر. وشدد اللومي على وجود اجتماعات رسمية للحزب لاتخاذ القرارات تنعقد بموافقة المكتب السياسي والمكتب التنفيذي. وتجدر الإشارة إلى أن المكتب السياسي سبق أن طالب حافظ قائد السبسي بعدم القيام باجتماعات دون الرجوع إليه، بينما اعتبر السبسي الابن أنّ المكتب السياسي منحل منذ جوان 2015.