للأسبوع الثالث على التوالي لم تتم إقامة صلاة الجمعة بجامع اللخمي بصفاقس احتجاجا على قرار وزير الشؤون الدينية عثمان بطيخ عزل الامام الخطيب رضا الجوادي من خطته المكلف بها. ولئن حل الامام المعين ميمون الكراي بالجامع فإنه بقي بحجرته واكتفى بأداء ركعتين تحية للمسجد ثم أدلى ببعض التصريحات الصحفية قبل ان يغادر الجامع في ظلّ حراسة أمنية. وبداخل الجامع ارتفعت أصوات التكبير والشهادة ثم أدّى المصلون صلاة الظهر جماعة قبل أن يغادروا الجامع مكبّرين لينفّذوا وقفة احتجاجية في الساحة المجاورة للجامع وهي وقفة كانت قد دعت إليها المنظمة التونسية للشغل ووجهت طلبا في الغرض الى السلط الجهوية لكنها لم تتحصل على الترخيص. وقد حاول الامن مرارا تفريق المصلين المحتجين عبر اقناعهم بأن الوقفة الاحتجاجية غير مرخص بها لكن هؤلاء تمسكوا بالمكوث بجانب الجامع وايضا بجانب المقر الجهوي للمنظمة التونسية للشغل مكبرين ومنادين ب«ديقاج» لوزير الشؤون الدينية رافعين شعرات مؤيدة للإمام الجوادي ومطالبين باعادة الأيمة المعزولين. وقد لاحظنا ان الامن كان حريصا على تفريق المحتجين بشكل سلمي كما لاحظنا ان المحتجين تمسّكوا بالوقفة وأن أعضاء المنظمة التونسية للشغل أشعروهم بأنهم كمنظمة نقابية تقدموا الى السلط الجهوية بطلب الترخيص للوقفة الاحتجاجية وأنهم لم يجدوا مبّررا لرفض ذلك وقالوا للمحتجين انه ان لم يحصل ترخيص في ظرف 10 دقائق فانهم سيرفعون الوقفة داعين المحتجين الى ملازمة الهدوء والحذر من المندسين وطالبين منهم عدم الدخول في أية مناوشة مع رجال الامن. وقد رفع المحتجون لاحقا شعار «الامن والجيش والشعب صف واحد» مع توجيه التحية للامنيين على صبرهم. وبعد بعض الوقت حضر الامين العام للمنظمة التونسية للشغل محمد لسعد عبيد الذي قال انه كان له اتصال بوزير الداخلية وان هذا الاخير أعطى تعليماته للامنيين لحماية المحتجين في الوقفة الاحتجاجية وأضاف ان هذه الجموع الحاشدة الحاضرة ليست من دعاة الفوضى وأن المنظمة التونسية للشغل ليست منظمة عنف وفوضى وأن مطالبها سلمية. وأضاف محمد لسعد عبيد ان المنظمة التونسية للشغل ستقف الى جانب الشيخ رضا الجوادي والى جانب كل الايمة المعزولين ظلما وانها ستتوجه الى المحكمة الادارية والى منظمة العمل الدولية. وطالب الحكومة بفتح حوار بناءلإصلاح الشأن الديني. وتجدر الاشارة الى ان رضا الجوادي بعد الافراج عنه ليلة الخميس وجد في استقباله أمام المحكمة وقبالة قصر بلدية صفاقس وكذلك بمنزله جموعا كبيرة من المناصرين وشدد في كلماته على ان التهمة التي الصقت به كيدية باطلة.