قال نور الدين البحيري رئيس كتلة حركة «النهضة» بالبرلمان، إن النهضويين «ليسوا ذئابا حتى ينقضّوا على الحكم أو يطالبوا بسحب الثقة من حكومة الحبيب الصيد مستغلين في ذلك انشطار «نداء تونس» إلى نداءين بعد إعلان 32 نائبا استقالتهم من الكتلة البرلمانية للحزب الأغلبي». وأضاف نور الدين البحيري في إتصال مع «التونسية» أمس أن أولويات حركة «النهضة» خلال هذه المرحلة ليست حزبية أو فئوية بل هي أولويات وطنية على رأسها إنجاح عملية الانتقال الديمقراطي التي تمر بها بلادنا، والتي تتطلب ضرورة ضمان استقرار الأوضاع على جميع الواجهات السياسية والأمنية والاقتصادية والاجتماعية وغيرها. وأوضح أن «النهضة» كانت في الحكم وتخلت عنه طواعية، وأنه لذلك لا يمكن القول إنها قد تفكر في اقتناص الفرص بغاية تولي السلطة على خلفية الأزمة الداخلية التي يشهدها «نداء تونس» بوصفها أصبحت الحزب الأغلبي بالبرلمان حاليا، مضيفا أن حزبه خير المضي في خياري التوافق و التشارك من أجل مصلحة تونس وأنه ليس في حاجة إلى اقتناص الفرص للانقضاض على السلطة، مؤكدا أن المصلحة الوطنية تقتضي توسيع دائرة التشارك بين الأحزاب السياسية التي من الضروري أن تكون أحزابا قوية. «النهضة» تريد الحكم عبر الإنتخابات واستطرد أنه على جميع الأطراف إدراك أن المرحلة التي تعيشها البلاد هي مرحلة أولويات لمتطلبات الواقع لا مرحلة تصارع على السلطة أو على ترتيب الأحزاب في سلم الأغلبية البرلمانية، مشددا على أن الخيار الوطني يقتضي ألاّ تتصارع الأحزاب السياسية أو تتصيد الفرص لبعضها البعض من أجل الحكم. وأعقب البحيري أن حركة «النهضة» تطمح إلى الوصول إلى السلطة عبر الانتخابات والمشاركة في اللعبة الديمقراطية، سواء كانت الإنتخابات البلدية المقبلة أو ما بعدها وليس باعتماد نهج أو أسلوب «الغدرة»، مذكرا في الأثناء بأن حزبه ارتضى المشاركة في الحكم بوزير واحد من أجل إنجاح مرحلة الانتقال الديمقراطي. و تابع البحيري بأن الأحزاب السياسية مطالبة بضمان استقرار الوضع في البلاد وعدم إرباك المشهد الحكومي والعمل على إيجاد آليات وسبل لتجاوز العقبات. ولاحظ أن استقالة نواب من كتلة «نداء تونس» لم تنعكس سلبا إلى حد الآن على العمل النيابي أو الحكومي، مضيفا أن مجلس الشعب يتابع عمله بنسق طبيعي وسريع للقيام بما هو منوط بعهدته. و بخصوص الإتهامات الموجهة ل«النهضة» بالوقوف وراء انقسام «نداء تونس»، قال نور الدين البحيري إن من يطلق هذه الإتهامات هو عبارة عن حالة شاذة والشاذ يحفظ ولا يقاس عليه، مبينا أن «النهضة» تشعر بالاعتزاز بدرجة الثقة المتبادلة التي تجمعها ب«نداء تونس»، وخاصة بدرجة الثقة العالية الموجودة بين رئيسها راشد الغنوشي ورئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي. ضدّ إرباك الحكومة و لاحظ رئيس كتلة «النهضة» بالبرلمان أن الإتهامات الموجهة لحزبه بتغذية الأزمة الداخلية للحزب الأغلبي صادرة عن أطراف من «النداء» وخاصة من أطراف من خارجه تسعى إلى تعليق فشلها وعجزها على شماعة نهضوية، مؤكدا أنه لا يمكن لهذه الأطراف الحديث عن نفسها وبرامجها وأن كل مل تستطيع التحدث فيه وعنه هو إلصاق التهم بحزبه، وأنها بالتالي تتموقع تحت راية «خانها ذراعها قالت مسحورة» لأن ترويجه ينمّ عن عقلية قديمة ومتخلفة تقوم على الإقصاء والتضادّ والصراع. وجدّد البحيري دعم ومساندة حزبه لحكومة الحبيب الصيد، مضيفا أن «النهضة» ضد أية محاولة لإرباك الحكومة الحالية أو إرباك البلاد، وأنّها تعتبر «نداء تونس» شريكا لها في الحكم والوطن ولا ترجو له إلا الخير على حدّ تعبيره. سنيا البرينصي