أكد وزير السياحة الجزائري عمار الغول أمس خلال ندوة صحفية مشتركة مع نظيرته التونسية سلمى اللومي الرقيق بمناسبة توقيع اتفاقية بين تونسوالجزائر لتطوير التعاون السياحي بين البلدين منتوجا وتكوينا وترويجا وتسويقا إلى جانب الاستثمار والتهيئة السياحية أنه سيتم العمل على فك العزلة عن المناطق الحدودية بين البلدين، مبينا أن هذه المناطق ذات وضعية هشة وأنه لذلك سيتم تفعيل برنامج ضخم ومفصل بين الجانبين التونسيوالجزائري في المجال السياحي بغاية توفير مرافق الحياة الكريمة بهذه المناطق وتنشيطها إقتصاديا وذلك في إطار مقاومة الإرهاب والعنف وتهريب المخدرات والأسلحة، مشددا على أن مجابهة الإرهاب لا تكون فقط عبر المكافحة الأمنية بل كذلك بالتنمية الاقتصادية وتحسين ظروف عيش مواطني المناطق الحدودية المشتركة للحفاظ على أمن وإستقرار البلدين والمنطقة عموما. و أضاف عمار الغول أن رفع مستوى المعيشة في المناطق الحدودية بين البلدين وإستحداث أسباب الثروة من خلال توفير مناطق الشغل فيها يمثل ضمانة لاستقرار ووحدة كل من تونسوالجزائر، مستطردا أنه وفقا لهذا التمشي ستصبح هذه المناطق آمنة وعازلة لكل المخاطر التي يمكنها تهديد أمن البلدين. الجزائر لم ولن تتخلى عن تونس و شدد الغول على أن أمن وإستقرار تونس هو من أمن وإستقرار الجزائر حاضرا ومستقبلا وأنّ العكس صحيح، مذكرا بعمق العلاقات التاريخية الوطيدة التي تربط بين البلدين والتي تجسدت في ملحمة معركتي إستقلال البلدين. وأكد أن بلاده لم ولن تتخلى عن تونس حتى وإن تخلى عنها الجميع، مطالبا وسائل الإعلام التونسيةوالجزائرية بتثمين التعاون السياحي والاقتصادي بين البلدين اللذين قال إنه وجب دعمهما خاصة في ظل وجود إرادة سياسية قوية من حكومتي البلدين في هذا الخصوص. وأعقب الغول أن البعد الاقتصادي عامل رئيسي وركيزة من الركائز الأساسية لحماية أمن كل من تونسوالجزائر وإستقرار كامل المنطقة. تدابير لتطوير الأوضاع بالمعابر الحدودية ودعم قطاع النقل وأشار الغول إلى أنه من خلال الإتفاقية المبرمة بين البلدين في المجال السياحي سيتم رفع الإحراج والبيروقراطيات بين تونسوالجزائر لتحسين قنوات التواصل بين الشعبين الجارين. وتابع بأنه سيتم اتخاذ عدة تدابير على مستوى المعابر الحدودية لتحسين مستوى التأطير والاستقبال والتنقل إلى جل المدن سواء الجزائرية أو التونسية.و بخصوص إحياء الخط الحديدي الرابط بين تونسوالجزائر، قال الغول إن هناك برنامجا متكاملا لدعم قطاع النقل بين البلدين سيتم تعزيزه ليشمل كامل المناطق الحدودية في الجنوب وكامل الشريط الساحلي وذلك في إطار الترويج للسياحة بتونسوالجزائر وتعزيز آفاق التعاون بين البلدين. تمديد العمل باتفاقيات التوأمة من جانبها، قالت وزيرة السياحة سلمى اللومي الرقيق إنه سيتم بمقتضى هذه الاتفاقية إعداد برنامج تنفيذي قطاعي بين تونسوالجزائر خلال 2016 موجه إلى تدعيم العمل المشترك في مجال الترويج والتسويق والإتصال السياحي وبلورة منتوجات ومسالك سياحية بين البلدين، إضافة إلى تحسين ظروف وخدمات إستقبال السواح الجزائريين على مستوى المعابر الحدودية وخاصة البرية منها وكذلك تنظيم دورات تكوينية لفائدة المكونين التونسيينوالجزائريين على أن يتم الاتفاق على محاور الدورات وآجال تنفيذها أثناء زيارة الوفد التونسي إلى الجزائر خلال شهر جانفي 2016. و أكدت سلمى اللومي الرقيق أنه تثمينا لما تم إنجازه سابقا في إطار التعاون السياحي بين البلدين، تم بعث لجنة لتبادل النصوص التشريعية والتنظيمية والإستئناس بالإستراتيجيات في المجال وتنظيم ملتقيات تكوينية بكلا البلدين في المجالات المتعلقة بتطوير المنتوج السياحي التونسيوالجزائري ينشطها خبراء تونسيون تنطلق خلال النصف الثاني من شهر ديسمبر المقبل. وأضافت اللومي أنه تم الإتفاق على تمديد العمل بإتفاقيات التوأمة المبرمة بين مؤسسات التكوين السياحي والفندقي بين البلدين لثلاث سنوات أخرى (من بداية 2016 إلى نهاية 2018) وغيرها من النقاط التي تتعلق بتدعيم وتعزيز التعاون السياحي بين بلادنا وجارتها الجزائر. السياحة التونسية في تحسن كما أعلنت وزيرة السياحة أنه سيتم العمل على دعم التعاون التونسيالجزائري في مجال النقل الجوي وتحسين وتهيئة ظروف استقبال الوافدين الجزائريين بمعابرنا الحدودية. وفي الإطار ذاته أوضحت اللومي في تصريح ل«التونسية» أن وضع القطاع السياحي في تونس بصدد التحسن، مؤكدة وجود مؤشرات إيجابية لتجاوز مخلفات تراجع القطاع السياحي على خلفية هجومي باردو وسوسة. ولاحظت أن تونس استقبلت مليون و200 ألف من السياح الجزائريين حتى موفى سبتمبر 2015. تغطية: سنيا البرينصي