ينهي غدا المنتخب الوطني التونسي استعداداتها للقاء بعد غد الذي سيجمعه بالمنتخب الموريتاني لحساب إياب الدور الثاني من التصفيات الإفريقية المؤهلة للمونديال، بعد أن انتهى حوار نواق الشط بفوز زملاء الشيخاوي بهدفين لهدف واحد. تمارين عناصرنا الوطنية التي تقام على معشب ملعب المنزه شهدت التحاق محترف لخويا القطري يوسف المساكني الذي تخلف عن مباراة الذهاب بسبب أوجاع في البطن نجح في تجاوزها ليكون ورقة مهمة قد يستعين بها البولوني هنري كسبارجاك خلال حوار الغد الذي سيشهد تحويرات في التشكيلة لتحسين الأداء الذي لم يكن في القمة خلال مواجهة الجمعة الماضي. دفاع ثابت رغم الهدف الذي قبلته شباك المثلوثي في مواجهة الذهاب، فإن الإطار الفني للنسور لا ينوي إحداث تحويرات على خط الدفاع و ذلك لرضائه على الأداء الذي قدمه كل من صيام بن يوسف و عمار الجمل و حمزة المثلوثي و علي المعلول. هذا و ينتظر أن يكون أداء لاعبي هذا الخط أفضل في مواجهة الغد بما أن الظروف ستكون مغايرة حيث سيجد اللاعبون توازنهم على أرضية معشبة بقيمة ملعب رادس كما أن ظروف المواجهة ستختلف كثيرا عن ظروف لقاء الذهاب بما أن المنتخب الوطني سيكون مطالبا بفرض أسلوبه و هو ما سيقلل العبء على الخط الخلفي. «منصر» منذ البداية محمد علي منصر كان نجم حوار الذهاب و ساهم دخوله في الفترة الثانية في تغيير وجه المنتخب و في إعادة التوازن لخط وسط الميدان الذي لم يشتغل بالطريقة المثلى في ظل الاختيارات الخاطئة للإطار الفني و التي تداركها بدخول مايسترو النادي الصفاقسي الذي سيكون أساسيا في حوار الغد و سيحل محل زميله في الفريق ياسين مرياح الذي سيكون على دكة البدلاء في مباراة الإياب. بين «كامي» و «المساكني» نبقى مع التحويرات التي يمكن أن يقدم عليها هنري كاسبارجاك في خط وسط الميدان لنشير إلى إمكانية تخليه عن كريم العواضي و تعويضه إما بفابيان بشير كامي الذي يحذق المزج بين افتكاك الكرة و بناء الهجمات أو بيوسف المساكني الذي تبدو حظوظه ضئيلة في الظهور منذ البداية و ذلك لعدم اكتمال جاهزيته البدنية بما أنه لم يشارك في كامل الحصص التدريبية. خطة متوازنة تواجد المنتخب التونسي على أرضه و أمام جماهيره لا يعني دخوله مواجهة الغد بتوجه هجومي بحت بما أن المنتخب الموريتاني أظهر إمكانيات محترمة في لقاء الذهاب و خاصة في الناحية الهجومية و هو ما يتطلب انتباها كبيرا من عناصرنا الوطنية حتى لا تمكن الضيوف من مساحات في ظهر المدافعين قد يستغلونها للوصول إلى مرمى البلبولي. كاسبارجاك سيسعى إلى اختيار توليفة متوازنة تعطي الهجوم أكثر أهمية و لكن دون نسيان الجوانب الدفاعية. «بسّام» و « دياكيتي» يقلقان راحة «كاسبارجاك» بعد مباراة الذهاب، أصبح للإطار الفني للمنتخب فكرة شاملة و كاملة على المنتخب الموريتاني، حيث تمت معاينة نقاط ضعفه و المتمثلة في ثقل خط دفاعه و نقاط قوته و المتمثلة أساسا في قوة ظهيريه الهجوميين و نعني بسام مهاجم قسنطينة و اسماعيل دياكيتي المهاجم السابق لنادي حمام الأنف و اللذين مثلا محور الخطورة على دفاع المنتخب. كاسبارجاك وبحسب ما جمعنا من أخبار أثنى على الخصال الفنية للمهاجمين و أعطى تعليماته للاعبيه بضرورة مراقبتهما جيدا و عدم تمكينهما من المساحات حتى لا يتسببا في مشاكل للنسور. مساندة مطلقة الأداء المهزوز للنسور في مباريات «الشان» و «الكان» و في لقاء نواق الشط خلف عديد التعاليق بخصوص مدى نجاح الفني البولوني هنري كسبارجاك و قدرته على المواصلة في ظل الأخبار المتداولة عن قرب تعويضه بالبنزرتي، و لمعرفة موقف المكتب الجامعي في هذا الملف كان لنا اتصال مع نبيل الدبوسي الناطق الرسمي بإسمها و المكلف بالمنتخب فأفادنا بأن الحكم على البولوني لا يزال مبكرا بما أنه لم يخض سوى أربع مواجهات رسمية على رأس النسور مشيرا إلى أنّ كاسبارجاك لا يزال في رحلة البحث عن التوليفة المناسبة لتكوين نواة منتخب قوي و أن ما يحسب له هو عدم اكتراثه بالأسماء و تعويله على العناصر الأكثر جاهزية. الدبوسي أفادنا بأن المكتب الجامعي يثق في العمل المنجز إلى حد اللحظة و يدعم بقوة الإطار الفني للنسور مشيرا إلى أن تخطي عقبة موريتانيا سيمنح المدرب هامشا كبيرا من الوقت لتعديل و تحسين بعض الأمور المرتبطة أساسا بالأداء. رغم أن التأكيد على تثبيت كاسبارجاك صادر عن مصدر مسؤول في المكتب الجامعي إلا ان التجارب السابقة علمتنا أن النتائج وحدها لا تكفي دائما لترجيج كفة مدرب من عدمها بدليل أن ما حصل مع جورج ليكنز فحسب مصادرنا الخاصة تجاوز عقبة موريتانيا لم يعف كاسبارجاك من المساءلة في صورة لم تقترن النتيجة بالأداء و عليه فإن مباراة الغد قد تكون الامتحان الأول للفني البولوني قبل تجهيز «التعليلة».