تتجه الأنظار عصر الغد انطلاقا من الساعة الثالثة زوالا الى الملعب الأولمبي بسوسة الذي سيكون مرة أخرى مسرحا لحدث رياضي كبير يحبس الأنفاس ويخفي من التشويق والإثارة ما يتجاوز حدود المتعة ليلامس القلق والتوجس طالما ان الرهان موضوعه كأس افريقية قد تنضاف الى رصيد كرة القدم التونسية... اليوم النجم الرياضي الساحلي سيضرب موعدا متجددا مع التاريخ وهو الذي يملك سجلا حافلا بالانجازات القارية التي مازالت محفورة في الذاكرة الرياضية الجماعية... اليوم سيكون الجميع وراء نجم تونس صفا واحدا النجم الذي سيتحمل مرة أخرى المسؤولية لرفع وإعلاء الراية الوطنية وتشريف كرة القدم التونسية... اليوم سيكون الموعد مع الشوط الثاني للدور النهائي لكأس الاتحاد الافريقي أمام أورلاندو بيراتس الجنوب افريقي بعد نجاح فريق جوهرة الساحل في العودة من جوهنزبورق بتعادل ايجابي في طعم الفوز توفق في كسبه زملاء عمار الجمل بفضل ما تميزوا به من روح معنوية عالية وإرادة كبيرة في تحدي القراصنة على ميدانهم وأمام ما يناهزا الخمسين ألف من جماهيرهم... وبعد تلك المشطرة البطولية وذاك الأداء الغزير لا نظن أن النجم الساحلي وهو على ميدانه وأمام أحبائه وبمتابعة من كل التونسيين سيحيد عن هدفه الأوحد عبر تقديم أفضل ما لديه لإدراك منصة التتويج وتحقيق المبتغى كي تنام مدينة سوسة وكل الجهات المحبة للنجم الساحلي على الفرح بمناسبة التتويج باللقب الإفريقي السابع... «كلنا النجم الرياضي الساحلي»... هكذا سيردّد كل تونسي عشية اليوم ونجم اليوم لن يكون ساحليا فقط بل سيكون تونسيا بامتياز وهو الذي تعوّد على ألاّ يخيّب الآمال كلما تعلق الأمر براية الوطن. تحضير ذهني ذاتي نوعية المباريات التي هي من فئة وحجم مقابلة عشية اليوم في إطار إياب دور نهائي رهانه التتويج بكأس الاتحاد الإفريقي لا يحتاج فيها المدرب فوزي البنزرتي والطاقم المساعد له بذل جهد كبير لإعداد لاعبيه ذهنيا وتهيئتهم نفسيا لوضعهم في صميم المناسبة المرتقبة. لأن المتتبع لتحضيرات فريق جوهرة الساحل لا يمكنه أن يلاحظ غير العزم الوطيد والرغبة الأكيدة لدى زملاء الحارس أيمن البلبولي في نيل ود الأميرة الإفريقية وإسعاد الجماهير في موسم التسعينية بلقب بذل من أجله النجم الساحلي الغالي والنفيس ومن غير المعقول ألّا تكون «الكاف»تونسية في حدود الخامسة من عشية اليوم. «البنزرتي» يرفع «الكلفة» في سياق متصل بحالة التركيز والضغط الذي عاشه لاعبو النجم الساحلي مع اقتراب موعد المباراة كان المدرب فوزي البنزرتي في الموعد بخبرته وتجربته وفراسته العادية عندما رفع «الكلفة» في الحصة التدريبية لأول أمس بأن حرص على تخفيف الضغط على لاعبيه بمحتوى متنوع ويسيرالهضم ولم يتأخر الجنرال في مشاركة لاعبيه لعبة المربعات في أجواء متحررة من كل أشكال الضغط وفي مناخ معنوي متميز سهل على زملاء عمار الجمل الإقبال على المباراة بعزيمة كبيرة من أجل الفوز وإحراز اللقب السابع على الصعيد القاري. ستظل «الكتلة» عالية بحسب الحصص التدريبية وما اشتغل عليه الجنرال من رسوم تكتيكية فإن الرجل يميل نحو المحافظة على نفس التصور الذي واجه به أورلاندو على ميدانه فالحظوظ المتقاربة وارتفاع الكتلة ال«BLOC» سوف لن ينقص مع الهجمة السريعة واعتماده قاعدة أن أول مهاجم في تشكيلة النجم الساحلي اليوم سيكون أول مدافع وأسلوب الستائر «Les Rideaux» الألماني الصنع سوف يكون من ثوابت النجم في مواجهته القراصنة لأن التفكير لاينصبّ فقط على كيفية الوصول الى شباك الحارس «أوفونو» بل في أسلوب قطع الطريق أمام الهجومات المعاكسة لأورلندو الذي يلوح للناظر الى مردوده بأنه يملك عدائي سرعة أكثر من لاعبي كرة قدم وعين الواقعية ألّا يتلعثم تكتيكيا نجم تونس أمام منافسه الجنوب إفريقي الذي يملك السلاح الأخطر وهو المباغتة لذك فإن التركيز منذ أول دقيقة حتى نهاية الوقت البديل هو قطعا مفتاح ادراك الغاية وتحقيق الأماني التونسية في لحظة وجع نأمل أن يحوّلها النجم الساحلي عشية اليوم الى بركان فرح مصدره ملعب مجبول على الأفراح والانجازات التاريخية. «الجنرال» من أجل ثالث ألقابه القارية المدرب فوزي البنزرتي الذي يخوض سابع دور نهائي افريقي في مشواره يحلم حتما بلقب إفريقي ثالث والثاني من نوعه مع النجم الساحلي وفي جرد لتفاصيل النهائيات القارية للجنرال نجد المعطيات الآتي ذكرها: 1990 نهائي الأندية البطلة مع الإفريق ضد قلوب الأسود النيجيري وخسر اللقب 1994 نهائي الأندية البطلة مع الترجي الرياضي وكسب اللقب على حساب الزمالك المصري 1999 نهائي كأس الكؤوس مع الإفريقي وخسر اللقب ضد أفريكا سبور الإيفواري 2006 نهائي كأس «الكاف» مع النجم الساحلي وفاز باللقب أمام الجيش الملكي المغربي 2010 نهائي كأس رابطة الأبطال مع الترجي الرياضي وخسر اللقب أمام مازمبي الكونغولي 2011 نهائي كأس «الكاف» مع الإفريقي وخسر اللقب أمام المغرب الفاسي بضربات الجزاء الجنرال قاد الإفريقي في ثلاثة أدوار نهائية خسرها جميعا ولعب مع الترجي الرياضي نهائيين كسب الأول وخسر الثاني ومع النجم الساحلي لعب نهائيا وحيدا وأحرز لقبه والطريف أن البنزرتي خاض نهائي المسابقة ذاتها مع الأندية الثلاثة مع الترجي رابطة الأبطال ومع الافريقي «الكاف» وكذلك الشأن مع النجم الساحلي الذي يسعى اليوم إلى قيادته نحو ثالث ألقابه الإفريقية الشخصية ويذكر أن شقيقه لطفي فاز مع النجم بكأس «الكاف» سنة 1999 أمام الوداد البيضاوي المغربي. «بن يونس» واللقب الأول كمدرب صورة عماد بن يونس علقت بالذكريات الجميلة في أذهان أحباء النجم الساحلي كيف لا وهو صاحب ثنائية الفوز بأول لقب إفريقي أمام كالوم الغيني في مباراة تاريخية بطلها زبير بية وبن يونس بتكاملهما وانسجامهما وبعد «الكاف» الأولى أحرز المدرب المساعد الحالي لفوزي البنزرتي كأس الكؤوس سنة 1997 ضد الجيش الملكي المغربي والكأس الممتازة على حساب الرجاء البيضاوي واليوم ينتظر عماد بن يونس لقبه الإفريقي الأول في مشواره كمدرب والرابع في سجله الشخصي. ماعدا «البلبولي» و«الجمل» جميع لاعبي النجم الساحلي وباستثناء أيمن البلبولي وعمار الجمل في انتظار أول لقب افريقي في مسيرتهم وإذا ما كان البلبولي يملك الرقم القياسي بأربعة ألقاب قارية يأتي بعدده الجمل بثلاثة تتويجات افريقية أمّا البقية فهم في انتظار لقب أول يأمل الجميع في أن يكون عشية اليوم من نصيب فريق جوهرة الساحل. في الحادية عشرة تفتح الأبواب حرصا على ضمان أعلى درجات التنظيم المحكم لنهائي عشية اليوم تقرر أن يفتح الملعب الأولمبي بسوسة أبوابه أمام الجماهير انطلاقا من الحادية عشرة صباحا أي قبل 5 ساعات من موعد المقابلة. «الطرابلسي» ظهيرا أيسر لئن كان هناك تكتم على ملامح التشكيلة الأساسية حتى آخر حصة تدريبية فإن المعطيات المتوفرة لدينا تشير الى أن نية الجنرال متجهة نحو الاعتماد على أيمن الطرابلسي في خطة ظهير أيسر مقابل التعويل على مروان تاج في نفس الرواق لضمان التنشيط الهجومي وقد سبق للطرابلسي ان لعب في هذه الخطة وتميز باتقان دوره خاصة في مستوى الصلابة الدفاعية. التشكيلة المحتملة أيمن البلبولي - حمدي النقاز - أيمن الطرابلسي - زياد بو غطاس - عمار الجمل - فرانك كوم - حمزة لحمر - علية البريقي - مروان تاج - ايهاب المساكني - بغداد بونجاح.