بعد منع عرضه بعديد الدول العربية بما في ذلك المغرب، تمت برمجة الفيلم المغربي «الزين اللي فيك» لنبيل علوش في الدورة الساسدة والعشرين لأيام قرطاج السينمائية رغم ما أثاره من جدل وما أساله من حبر، وهو ما يحسب لإدارة التظاهرة. ورغم الحادثة الارهابية التي جدت مؤخرا بالعاصمة والتي استشهد خلالها 12 من الأمن الرئاسي وجُرح آخرون، ورغم تداعياتها وإعلان حالة الطوارئ، وفرض حظر التجول، فقد تم عرض هذا الفيلم بقاعة «الكوليزي» بالعاصمة وسط اجراءات أمنية مشددة وبحضور جماهيري قياسي، وكانت الرغبة واحدة تقريبا، وهي معرفة أسباب منع عرض الشريط في الدول العربية والتمسك بحق حرية التعبير والابداع ومواصلة تحدي التطرف والارهاب ومقاومته بالفن. الفيلم يطرح بجرأة كل المسكوت عنه في عالم الدعارة وتجار الجنس في نقل للأحداث كما هي وبأسلوب ابداعي ووفق رؤية اخراجية حداثية. كما يركز على مشاهد العرى في تقريب الصورة على اعتبار أن ما تم طرحه في هذا العمل هو واقع تعيشه كل البلدان بما في ذلك العربية منها. الا أن العادات والتقاليد والقيود الاجتماعية حالت دون طرحها كما هي، وكان لزاما أن يقدم على ذلك أحد المخرجين العرب، فكانت المبادرة من المخرج المغربي نبيل علوش الذي اعتمد في فيلمه على الكثير من النفس التوثيقي لإضفاء المصداقية من جهة، وحتى لا يثقل على العمل بما لا يستوجب من إضافات قد تفسده أو تشوهه. وتبقى الجرأة في طرح مثل هذه المواضيع سينمائيا مطلوبة، وهذا ما آمن به عديد المخرجين التونسيين من خلال أعمال سينمائية شهيرة.