علمت «التونسية» أن محسن مرزوق الأمين العام لحركة «نداء تونس» يستعد لإعلان إنسحابه من الحزب، وأنه من المنتظر أن يعلن عن هذا القرار مباشرة بعد عودته غدا من العاصمة الفرنسية باريس التي كان قد تحول إليها نهاية الأسبوع الفارط للإشراف على اجتماع عقده الحزب مع هياكله وتنسيقياته هناك، في إطار العمل على تعزيز قنوات التواصل بين القيادات المركزية للحزب ومختلف مكوناته الأخرى في الخارج. و أكدت مصادر «التونسية» أن قرار إنسحاب مرزوق من الحزب ككل يطبخ منذ فترة على نار باردة منذ أن تم إنهاء تكليفه بخطة المستشار السياسي لرئيس الجمهورية ثم تعيينه على رأس الأمانة العامة للحزب الذي اعتبره هذا الأخير والدائرة المقربة منه خطوة أولى في طريق الدفع نحو إقصائه على خلفية ما اعتبر «طموح غير مشروع» منه نحو الحكم. ذات الجهة، أفادت أن أياد داخل قصر قرطاج تدفع في طريق إبعاد محسن مرزوق عن مواقع القرار في الحزب، وذلك عبر إختلاق أزمة داخلية عاصفة بين الهياكل «الندائية» وأساسا بين المكتب التنفيذي للحزب وهيئته التأسيسية لسحب البساط من تحت أقدام الأول، وإستبعاد الأمين العام الذي يمثل الرقم الصعب في معادلات الصراع داخل الحزب الحاكم، وخاصة بالنسبة لمعادلة الإستحقاقات الإنتخابية المقبلة التي ستعيشها البلاد. وأضافت مصادرنا أن أحداث العنف التي شهدها إجتماع المكتب التنفيذي للحزب بالحمامات بتاريخ 1 نوفمبر 2015 ، مثلت بدورها القشة التي قصمت كل إمكانية لرأب الصدع بين «الندائيين»، حيث تمت مناقشة إحتمال تأسيس حزب جديد يجمع أعضاء المكتب التنفيذي المحسوبين على شق الأمين العام سويعات فقط بعد هذه الأحداث. وأكدت مصادرنا أن «نداء تونس» قبل تاريخ 1 نوفمبر لن يكون أبدا نفسه بعد ذلك، وأن إنسحاب الأمين العام ومن معه نهائيا من الحزب مسألة وقت فقط قد تكون حتمتها الأوضاع الدقيقة التي تعيشها البلاد. ذات الجهة أوضحت أن قرار مرزوق مغادرة الحزب أصبح قرارا لا بد منه خاصة بعد إعلان السبسي تشكيل لجنة من 13 عضوا للإشراف على الإعداد للمؤتمر المقبل، مما فهم أنه إقصاء أو إستبعاد لعدد من القيادات التي تغرّد خارج السرب، ربما ، والذين قال عنهم السبسي إنهم 4 أو 5 أشخاص يرفضون التمشي التوافقي، وفق كلامه. الموقف من أداء الحكومة الحالية ومن تموقع الحزب الأغلبي فيها وفي المشهد السياسي العام، وخاصة من حيث الإلتزام بتكريس الخط الوطني البورقيبي الذي تأسس عليه «النداء» من عدمه، هو بدوره نقطة محورية خطت إلى جانب ما سبقها التوجه العام الذي قرر مرزوق السير فيه وهو الإنسحاب من الحزب الحاكم. وحسب ذات المصادر، فإن مشاورات مكثفة ستجمع بين الأمين العام ل«نداء تونس» وعدد من نواب وقيادات الحزب في الداخل والخارج خلال الأيام القادمة قبل إعلان قرار الإنسحاب للرأي العام.