شد ممثلو الاتحاد العام التونسي للشغل والرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان وعمادة المحامين الرحال إلى أوسلو على متن طائرة فرحات حشاد التي تم تزويقها خصيصا بالراية الوطنية مع كتابة: «تونس ارادة السلام» تزامنا مع الحدث المميز في تاريخ تونس الحديث والمتمثل في تتويج الشعب التونسي اليوم بجائزة نوبل للسلام ممثلا في الرباعي الراعي للحوار الوطني. وفي تصريح ل«التونسية» قبيل مغادرة الوفد الى أوسلو، أكد بلقاسم العياري الامين العام المساعد للاتحاد التونسي للشغل ان هذه الرحلة تاريخية لتعلقها بجائزة تاريخية تسند ل«التوانسة» بمختلف مشاربهم الفكرية والثقافية والاجتماعية، مشددا على أن الوفد سيسعى الى اعطاء صورة حسنة عن تونس الاعتدال والتسامح والوفاق فيها مهما اختلفت التوجهات مضيفا: «سنقوم بدور يفضي الى دعم الاستقرار الامني والاجتماعي..والترويج خلال لقاءاتنا على هامش الحفل بكبار المسؤولين والاعلاميين لصورة ناصعة عن قطاعي الاستثمار والسياحة اللذين مازالا يعانيان من بعض المصاعب..». وأهدى العياري هذه الجائزة الى الشعب التونسي والى شهداء الوطن في مقدمتهم الزعيم فرحات حشاد وشهداء الأمن والجيش الوطني وقياديي الحركة الوطنية. وبامتياز العادة كانت «اتصالات تونس» حاضرة في الموعد حيث قامت في بهو مطار تونسقرطاج بتسليم كامل اعضاء الوفد أقراصا مضغوطة تحتوى على باقة متنوعة من الأغاني الوطنية وأعلام تونس ومطويات احتفالات بالحدث المميز في مسيرة تونس الثورة وترويجها على هامش حفل التكريم بالجائزة في أوسلو. وفي تصريح ل«التونسية» قالت سنية اللوقاني أنّ مبادرة «اتصالات تونس» جاءت بصفة تلقائية لتقاسم الفرحة مع تونس والرباعي الراعي للحوار بالتتويج بجائزة نوبل مضيفة: «السلام هو حلم كل المجتمعات واليوم تونس فازت بجائزة نوبل للسلام وهي خير دليل على اننا قادرون على التعايش بسلام..وحلمنا اليوم ان تدور عجلة الاقتصاد من جديد ونحقق الاستقرار لتزيد تونس من اشعاعها على محيطها والعالم بأسره..». من جانبه أوضح عبد السلام جراد الامين العام للاتحاد العام التونسي للشغل السابق قيمة جائزة نوبل لما قد تحمله من امل ودفع نحو الاستقرار في جميع المجالات، مذكرا بأن الجائزة لم تكن وليدة الصدفة وإنّما جاءت بفضل تضحيات «التوانسة» ومكونات المجتمع المدني الى جانب الاطراف المكونة للرباعي الراعي للحوار الوطني وتابع قائلا: «هذه الرحلة لنيل الجائزة جد مهمة وهي مناسبة لتقديم الصورة الحسنة عن تونس.. فبلادنا في حاجة لشكون يخدمها.. ربي يحمي تونس ونتمنّى أن يبتعد الجميع عن الذاتية وعن الكراسي ويشمروا الساعد للنهوض بتونس الى أعالي القمم..». أما العميد الاسبق للمحامين عبد الجليل بوراوي فقد دلّل على رمزية الرحلة وقيمة الجائزة بأنّها كانت خير رد على المشكّكين في المسار الذي مرت به تونس مقارنة بدول صديقة وشقيقة مشيرا الى ان التكريم هو تشريف لكل التونسيين بلا استثناء مضيفا: «التكريم سيرفع لدينا روح التوافق والتضحيات لخوض المرحلة الدقيقة التي نمر بها داعيا جميع الفاعلين الى تقديم التنازلات عندما يقتضي الامر من اجل تونس..». من جانبه، اعتبر الاستاذ توفيق بودربالة ان جائزة نوبل للسلام خير تاكيد على ان المشاكل لا تحل الا بالحوار وتقبّل الآخر مضيفا: «ما قامت به تونس هو خير درس للقادمين مستقبلا ولجيراننا.. هذا التتويج لم يأت محاباة أو مجاملة وإنّما تكريما لشعب جسّم المستحيل وقاد الانتقال.. هذه أول مرة تمنح دولة عربية جائزة بهذا الحجم...». بدوره بين الاستاذ بوبكر بن ثابت اهمية الرحلة لتسلم جائزة نوبل للسلام مشددا على ان هذه الرحلة لن تمحى من ذاكرة الجميع مضيفا: «أرجو أن يكون لهذه الجائزة الاثر الايجابي على معنويات التوانسة للتركيز على بناء المستقبل وللتسويق لصورة تونس الحياة.. تونس الموحدة بابنائها الطامحة للعيش الكريم..». يشار اخيرا الى أن الأمين العام لاتحاد الشغل حسين العباسي ورئيسة منظمة الأعراف وداد بوشماوي وعميد المحامين محمد الفاضل محفوظ ورئيس الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان عبد الستار بن موسى تحولوا في وقت سابق الى فرنسا حيث كرمهم الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، فيما تغيب ممثلو منظمة الأعراف عن رحلة أمس حيث اختاروا أن يتحولوا إلى النرويج بمفردهم.