التونسية (تونس) من المنتظر أن يلتقي رئيس الحكومة الحبيب الصيد اليوم بممثلي عدد من الأحزاب السياسية وخاصة الرباعي الحاكم للانطلاق الرسمي في مشاورات التعديل الوزاري الذي سيحدثه قبل موفى العام الجاري حيث سيستقبل ممثلي مجموعة من الأحزاب ليبين لهم رؤيته للهيكلة الجديدة للحكومة وخاصة مقترحه القاضي بالتقليص في عدد الوزراء و دمج عدة وزارات واعتماد سياسة التقشف التي ستنتهجها الحكومة من أجل دعم سياسة مقاومة الإرهاب . وفي هذا الإطار يوجد تخوف كبير من طرف «آفاق تونس» و «الاتحاد الوطني الحر» تجاه عمليات الدمج وإمكانية خسارة عدد من الحقائب الوزارية بل هناك توجس كبير لدى الحزبين تجاه تقلص التشاور معهما وغياب التنسيق الرباعي . وتتحدث عدة جهات عن إمكانية تمكين حركة «النهضة» من مقعد وزاري جديد مع اعتماد بعض الوجوه المستقلة من التكنوقراط وإعفاء عدد من الوزراء الذين لم ينجحوا في مهامهم. وستعبر الأحزاب عن مواقفها من التحوير الوزاري ومن الهيكلة الجديدة التي قد يتم رفضها في صورة تباينها مع مصالح الأحزاب الحاكمة . والملاحظ في معادلة الرباعي الحاكم أن الحبيب الصيد سيجد صعوبة في إيجاد محاور وحيد من «نداء تونس» باعتبار كثرة القيادات وخاصة الخلافات التي تشق الحزب حاليا والتي قد تجعله أكبر الخاسرين في التحوير الوزاري القادم بالرغم من أنه الحزب الأول في تونس. وتوجد أمام الصيد عوائق كثيرة أهمها أن الأحزاب الحاكمة ستضع شروطا للتحوير أبرزها الإبقاء على المحاصصة الحزبية ووضع برامجها الحزبية داخل برنامج الحكومة كما يوجد فيتو داخل جملة من الوزارات على غرار الداخلية والعدل والشؤون الاجتماعية والدينية . كل هذه الصعوبات قد تجعل الصيد ينتهج التحوير الوزاري الجزئي بعيدا عن المس بعدد كبير من الوزراء للاحتفاظ بدعم الأحزاب الأربعة . ومن المنتظر أن ينطلق «البرايم» الحكومي بداية من اليوم السبت و سيكون للأحزاب والتنظيمات الوطنية موقف واضح من التشكيل الحكومي القادم.