التونسية (تونس) «وحلة المنجل في القلة»... ربما يستقيم هذا المثل مع تشعبات الازمة الحاصلة في «نداء تونس» التي تأبى الإنفراج رغم جميع محاولات الإطفاء التي بذلتها عدة أطراف ، حتى تلك التي تجلس على كرسي هزاز وتضغط على الزر للصلح بين الاخوة الاعداء ووقف سعير النيران الصديقة التي لو تواصلت قد تحرق الكل، وتؤدي الى انشطار «النداء» إلى نداءين، وبالتالي يصبح الحديث عن الأغلبية البرلمانية للحزب الحاكم مجرد فعل ماض غير قابل للصرف والتجسد النيابيين في الفترة المقبلة. و لعل السؤال الذي يفرض نفسه اليوم هو : أية سيناريوهات ومآلات سيفرزها اجتماع الهياكل الندائية تحت إشراف محسن مرزوق في الحمامات اليوم؟ وماذا في جراب الشق الندائي المحسوب على الأمين العام «المستقيل» من مفاجآت قد تغير البوصلة السياسية والبرلمانية للندائيين؟ لا سيما في ظل تصريحات إعلامية يبدو أنها يقينية لعدة قيادات ندائية من بينهم مرزوق والعكرمي ومنذر بلحاج تؤكد أن الحزب الأغلبي «انتهى ويعيش موتا سريريا»، وأن كل مقررات لجنة فض النزاع مرفوضة ولا تحل الاشكال القائم، فهل أعد هؤلاء العدة لتأسيس حزب جديد مع المحافظة على المشروع الوطني البورقيبي التقدمي الذي انبنى عليه «نداء تونس» لحظة التأسيس؟، علما أن مصادر «التونسية» تكاد تؤكد أن المشروع السياسي لشق مرزوق جاهز وعلى وشك أن تكتمل كل ردهات الإعداد للإعلان عنه. مصادر مطلعة من داخل «نداء تونس» أفادت ل «التونسية» بأن استقالة الأمين العام للحزب محسن مرزوق من منصبه نافذة، أما مسألة استقالته من الحزب فهي مفروغ منها حتى وإن تم تأجيل إعلانها اليوم أو خلال الأيام المقبلة، وأنه من المنتظر أن يعلن هذا الأخير رسميا عن اعتزامه تأسيس حزب جديد، بمعية الأطراف المحسوبة عليه. وأضافت ذات المصادر أن استقالة كل من محسن مرزوق والأزهر العكرمي ومنذر بلحاج من «نداء تونس»، وعدد آخر من النواب الندائيين الرافضين لمقررات لجنة فض النزاع «وانقلاب الهيئة التأسيسية على الهياكل والمؤسسات الشرعية للحزب» أمر مؤكد، وأن الإعلان عن ذلك مسألة وقت فقط ومتعلق بانتهاء الإستعدادات لهذا الحدث، وقد يتم ذلك اليوم أو لاحقا. وأوضحت ذات الجهة أن هناك تباينات في مواقف مجموعة ال 31، حيث لم يتوحد هؤلاء حول حسم هذا الموضوع بالذات (حتى كتابة هذه الأسطر)، إذ يوجد حوالي نصف النواب المعلقين لاستقالاتهم مع قرار الخروج النهائي من الكتلة البرلمانية للحزب الحاكم ومن الحزب برمته، في حين هناك تردد لدى البقية. و في هذا الإطار، أكدت مصادرنا أن اجتماعات وجلسات ماراطونية مغلقة احتضنتها عدة مطاعم ومقاه بالبحيرة وبالضاحية الشمالية للعاصمة، وكذلك مقر مجلس الشعب بين القيادات الرافضة لخارطة طريق لجنة ال 13 للحسم في موضوع الحزب الجديد الذي من المنتظر أن يحمل المشروع الندائي الذي تم الإعلان عنه في 2012 ، والذي سيحمل اسم «النداء الجديد» أو «بناء نداء تونس». كما عقد هؤلاء عديد الإجتماعات مع ممثلي الهياكل الندائية والتنسيقيات المحلية والجهوية بعدة ولايات من الجمهورية وكذلك الشأن بالنسبة للتنسيقيات بالخارج، إضافة إلى عدد من الفعاليات المنخرطة في «النداء» من نساء وشباب، وكذلك مع شخصيات وطنية من خارج «النداء» قد تكون عبرت عن نيتها الإلتحاق بحزب «النداء الجديد»، أو ربما هي رفضت سابقا الإنضمام إلى «النداء» الحالي بسبب عدة اعتبارات. محسن مرزوق: مقررات لجنة ال 13 مرفوضة ولن ننخرط فيها و في هذا الإطار، أكد الأمين العام ل «نداء تونس» محسن مرزوق في اتصال خاص ب «التونسية» أن كل الإحتمالات تبقى ممكنة بخصوص مخرجات اجتماع الحمامات اليوم، مبينا أن 500 ندائي وندائية سيشاركون في الإجتماع، وأن الثابت والأكيد هو أن أعضاء المكتب التنفيذي وجميع المشاركين في الإجتماع يرفضون الانخراط في مبادرة لجنة فض النزاع التي تم الإعلان عن بنودها منذ أيام. وأعقب محسن مرزوق أن القرار النهائي للندائيين من مقررات لجنة ال 13 سيكون اليوم. تصحيح المسار وكل السيناريوهات واردة أما النائب عن حركة «نداء تونس» بالبرلمان وعضو مجموعة ال31 محمد الطرودي فقد قال ل«التونسية» إن النواب الذين علقوا استقالاتهم من الكتلة النيابية للحزب الأغلبي ليس هدفهم الإستقالة في حد ذاتها بل هم يريدون تصحيح المسار داخل الحزب، مضيفا أنه من المنتظر أن يصدر النواب الغاضبين اليوم الأحد موقفا موحدا ونهائيا لإنهاء الخلافات الدائرة منذ أشهر داخل «النداء». و أكد الطرودي أن أعضاء مجموعة ال 31 تدارسوا كل الخيارات المطروحة أمامهم بغاية إصدار موقف حاسم وموحد من أزمة الحزب، موضحا أن كل الإمكانيات تبقى واردة في الغرض من ذلك الإستمرار في الكتلة البرلمانية للحزب الحاكم أو الإنسلاخ عنها. وتابع بأن عددا من النواب المحسوبين على شق الأمين العام لن يشاركوا اليوم في اجتماع الهياكل الندائية بالحمامات. تضارب في المواقف من جانبه اعتبر عضو لجنة ال 13 حسونة الناصفي في تصريح ل «التونسية» أن إعلان شق الأمين العام اليوم الأحد تشكيل حزب جديد هو إحدى الثلاث الفرضيات المطروحة لحسم الأزمة التي يشهدها «نداء تونس»، مؤكدا أن مواقف أعضاء مجموعة ال 31 متضاربة في هذا الخصوص، وان الحسم في هذه المسألة بالذات غير ممكن قبل الإعلان الرسمي عن موقف نواب الكتلة البرلمانية للحزب الأغلبي الذين علقوا استقالاتهم المنتظر اليوم. اللجان تشرع في الإعداد للمؤتمر و في سياق متصل، أعلن الناطق الرسمي باسم حركة «نداء تونس» وعضو لجنة فض النزاع بوجمعة الرميلي أمس، الشروع في الإعداد للمؤتمر المقبل المزمع تنظيمه يوم 10 جانفي 2016، مبينا أنه تم ضبط جميع اللجان التي ستعد لمؤتمر الحزب وكذلك ضبط من سيديرها، وتتوزع كالآتي: لجنة ضبط النيابات : أحمد الحباشي لجنة الإعداد المادي اللوجيستي : منير بن ميلاد وقاسم مخلوف لجنة تعبئة الموارد المالية : سلمى اللومي لجنة إعداد الأرضية والفكرية والسياسية : توفيق بوعشبة لجنة القانون الأساسي والنظام الداخلي : رافع بن عاشور لجنة اللائحة الإقتصادية : عفيف شلبي لجنة اللائحة الإجتماعية : الناصر الغربي اللجنة الخاصة بالمرأة : ليلى الحمروني اللجنة الخاصة بالشباب : شوقي التارزي لجنة اللائحة الثقافية: عبدالرؤوف الباسطي لجنة الأمن القومي ومقاومة الإرهاب : جلال غديرة لجنة التونسيين بالخارج : حاتم الفرجاني لجنة الإعلام والإتصال : رياض أم هاني لجنة العلاقات الخارجية : عبد الرؤوف الماي