في تصريح خاص ب«التونسية» أكد رئيس اللجنة المستقلة التي ستشرف على الإعداد لمؤتمر «نداء تونس» المقبل وكاتب الدولة للصيد البحري يوسف الشاهد أن الوضع الداخلي للحزب الحاكم صعب ومتأزم، موضحا أن «نداء تونس» يمر بأزمة خانقة منذ مغادرة مؤسسه الباجي قائد السبسي إلى قصر قرطاج على إثر فوزه في الإنتخابات الرئاسية الفارطة. و تابع يوسف الشاهد بأن تأزم البيت الداخلي للحزب الأغلبي تزامن كذلك مع الوضع الدقيق الذي تشهده البلاد خلال هذه الفترة، ومشيرا إلى أن ذلك ما جعل الأزمة الداخلية للنداء تتجاوز مقر الكواليس الداخلية بالبحيرة ليتم تصديرها إلى البرلمان وتمثلت في إعلان مجموعة ال31 نائبا استقالتهم من الكتلة البرلمانية للحزب، مشددا في الأثناء على أنه ليس من المقبول بأية حال من الأحوال أن يكون الحزب الحاكم في البلاد معطلا أو مشلولا باعتبار أن ذلك سيؤثر على أداء البرلمان والحكومة والمشهد السياسي العام في البلاد، مبينا أن الأزمة الداخلية ل«النداء» أصبحت قضية وطنية. و أوضح الشاهد أنه نظرا للأسباب المذكورة آنفا، تدخل رئيس الجمهورية بإعتباره مؤسس الحزب لحلحلة الخلافات الداخلية بين شقي الصراع، وأنه لذلك اختار تكليف 13 عضوا من الندائيين للعمل على إنهاء الأزمة العاصفة داخل حزبهم، مؤكدا أن رئيس الجمهورية هو من اختار كلاّ من رئيس اللجنة وأعضائها 12 (6 نواب من كلا الشقين) للإضطلاع بمهمة إنقاذ الحزب من الإنقسام والتشظي، وذلك عبر الإشراف على إعداد مؤتمره المقبل. وأضاف أنه شخصيا وكذلك جميع أعضاء اللجنة المستقلة للإعداد للمؤتمر لم يطلبوا تكليفهم بهذه المهمة، ملاحظا أن هدفهم يتمثل في توحيد الصفوف حتى ينهض الحزب الأغلبي إستعدادا للإستحقاقات القادمة. خارطة طريق للخروج من الأزمة و بين محدثنا أن اللجنة المستقلة التي ستشرف على الإعداد لمؤتمر «نداء تونس» المقبل انطلقت في عملها منذ ليلة أول أمس الأحد، وأنها عقدت إجتماعا صباح أمس، وذلك لتقديم مقترحات والتشاور من أجل إعداد خارطة طريق عملية وواضحة المعالم لإخراج «نداء تونس» من أزمته. وأعقب بأن اللجنة ستستمع إلى مقترحات وآراء طرفي الصراع وستفتح أبوابها لكل الندائيين من نواب وقيادات مركزية وممثلين عن الهياكل والتنسيقيات الجهوية وقواعد من أجل بلورة خارطة طريق جامعة تشخص الوضع الداخلي للحزب الحاكم وتقدم الحلول التوافقية والتوفيقية بين الشقين، وتعمل على إنهاء الأزمة في إتجاه الاستعداد للاستحقاقات القادمة التي من المنتظر أن يخوضها «النداء». وأكد رئيس اللجنة المستقلة للإشراف على إعداد مؤتمر «نداء تونس» القادم أن خارطة طريق إنهاء الصراع بين شقي الأمين العام محسن مرزوق ونائب رئيس الحزب حافظ قائد السبسي ستكون جاهزة خلال الأيام القريبة المقبلة. وبخصوص إمكانية الحسم في الخلاف بين شقي «النداء» المتنازعين على القيادة، والمتعلق بطبيعة المؤتمر القادم من أن يكون انتخابيا أو تأسيسيا، قال يوسف الشاهد إن هذه النقطة الخلافية تمثل لب الأزمة الندائية، مشيرا إلى أنه يوجد حل توفيقي في هذا الخصوص. واعتبر الشاهد أن 99 % من الندائيين مع ضرورة إيجاد حلول توافقية لأزمة حزبهم، مؤكدا أن «نداء تونس» سيسترجع تماسكه وأنه ستتمّ حلحلة كلّ الإشكاليات التي تواجهه عبر إيجاد توافقات ترضي الجميع، منهيا كلامه بأنه على الطرف الذي لن يرضى بالتوافقات القادمة تحمل مسؤولياته كاملة أمام الرأي العام الوطني. وكان رئيس الدولة قد أعلن ليلة أمس الأول قائمة أعضاء اللجنة ال13 الذين سيشرفون على الإعداد للمؤتمر المقبل للندائيين، وهم كل من يوسف الشاهد (رئيس اللجنة) وعبد الرؤوف الشريف وحسونة الناصفي وعبد الناصر شويخ ورضا شرف الدين وأحمد العباسي والعروسي الميزوري وبوجمعة الرميلي وهدى تقية وسماح دمق وحسن العمري وعزيزة حتيرة ومحمد صوف. طريق مسدود وقال السبسي إن«الأزمة في«نداء تونس» تفاقمت إلى أن وصلت إلى طريق يبدو مسدودا، وأن بعض فرقاء الحزب حكموه لفض النزاع بينهم»، ملاحظا في الإطار ذاته أن الخلاف بين الشقين ليس جوهريا. و اعتبر السبسي أن ما يحدث في«نداء تونس» هو أزمة قيادة تفاقمت وانعكست سلبا على التزامات وصورة تونس في الخارج، موضحا أن ثقافة التحاور غابت عن عدد من القيادات الندائية غابت عنها ثقافة التحاور ولم يراعوا وضع تونس المتأزم وصورتها في الخارج، ولا سيما أنهم لم يضعوا في اعتبارهم أن شعار «نداء تونس» هو «الوطن قبل الأحزاب». وشدد السبسي على أنه لا يوجد أي قيادي في الشقين المتصارعين منتخب بل أن جميعهم تم تعيينهم بالتوافق، مبينا أن أعضاء اللجنة ال13 يتمتعون بالوطنية والكفاءة والقدرة على التجميع ولمّ الشمل، وأن مهمتهم تتمثل في إيجاد حلول توافقية بين الفرقاء، وأنهم في حال فشلهم في هذه المهمة، فإنه ستتم دعوة المجلس الوطني للحزب للإنعقاد للحسم في طبيعة المؤتمر المقبل للحزب، محور الخلاف بين الشقين.