التونسية (تونس) مثل اليوم أمام أنظار الدائرة الجنائية الثانية بالمحكمة الابتدائية بالعاصمة شاب في العقد الثالث من عمره بتهمة قتل نفس بشرية عمدا. واستنادا للبحث البدائي فإنّ المتهم كان قد تشاجر مع أحد أبناء جيرانه واعتدى عليه بالعنف وبعد نحو ثلاثة أسابيع تقريبا وصلته اخبار تفيد بأن ابن الجيران المذكور توعد بالانتقام منه لأنه عنّفه وسخر منه أمام الجميع فقرر اتخاذ الاحتياطات اللازمة وتسلح ب«موس بوسعادة». وفي احد الأيام بينما كان في طريقه إلى منزله بعد جلسة خمرية رفقة صديق له اعترضه غريمه وسدّد له لكمة قوية ثمّ لاذ بسطح منزله ورشقه بالحجارة إلى أن أصابه إصابة خطيرة على رأسه فانتابت المتهم نوبة غضب شديدة واقتحم المنزل بحثا عنه لكنه لم يستطع اللحاق به لأنه فرّ عبر سطوح منازل جيرانه ففتش المنزل إلى أن عثر على والد غريمه بصدد تناول العشاء وهو شيخ في السبعين من عمره وعندما فوجئ هذا الأخير بالمتهم يداهم المنزل شتمه وحاول طرده فاستلّ المتهم «موس بوسعادة» الذي بحوزته وسدّد للشيخ طعنات متتالية على مستوى رقبته فسقط الضحية أرضا فيما لاذ المتهم بالفرار. وباستنطاق المتهم بعد ايقافه أنكر أن يكون قد تعمّد قتل الشيخ قائلا أن ابن الضحية اعتدى عليه بالحجارة من فوق سطح المنزل ولاذ بالفرار وأنه دخل إلى المنزل ليشكوه إلى والده لكن هذا الأخير شتمه بألفاظ نابية وحاول تعنيفه فوجد نفسه مضطرا للدفاع عن نفسه وأنه استل سكينا كان بجانب الضحية عند، تناوله العشاء وسدّد له به طعنات خفيفة على حدّ تعبيره. أما دفاع المتهم فقد قال أن منوبّه لم يتعمّد قتل الضحية وأنه ارتكب عنفا نجم عنه الموت دون قصد مضيفا أن منوبه يعاني من أمراض نفسية وعصبيّة وأن الاختبار المجرى عليه مشكوك فيه لأنه يحمل اسما غير اسمه وأن الوضعية الاجتماعية المذكورة في الاختبار لا تتطابق أيضا مع وضعية منوبه وأن هذا الاخير يعالج بمستشفى الرازي ويتناول أدوية مهدئة مطالبا بإعادة الاختبار النفسي على منوّبه. أما دفاع ورثه الضحية فقد أكد أن جريمة القتل كانت متعمّدة والدليل على ذلك أن الضحية توفي على عين المكان وأن الطعنات التي تلّقاها كانت قاتلة اضافة إلى أن شهادات الجيران تؤكد أن الجاني قتل الضخية ب«موس بوسعادة» كان معه والدليل على ذلك أن الابن هرب من سطح المنزل لأنه كان يعلم أن الجاني بحوزته سلاح. وأضاف الدفاع أن الورثة يطالبون بالتعويض المعنوي مع اعتبار التهمة جريمة قتل متعمّدة وأن كلّ الطلبات مضمّنة في الدعوة المدنية. وقد رأت هيئة المحكمة بعد المداولات تأجيل القضية ليوم 29 فيفري لاعادة الاختبار الطبي بناء على طلب دفاع الجاني.