منذ ثلاثة أشهر تقريبا وتحديدا منذ اندلاع زوبعة إيقاف حارس المرمى سامي هلال عن النشاط بسبب استهلاك مادة منشطة، يبحث الترجيون عن بديل جيّد لمنافسة معز بن شريفية وهو ما جعل أسماء كل من علي العياري وأشرف كرير وعلي القلعي تطرح في الكواليس دون التوصل الى حلّ نهائي. وفي الأثناء جدت عدة تطورات ومنها إصابة كرير والخلاف مع نجم أولمبيك سيدي بوزيد ممّا حكم بإلغاء صفقة العياري.. ولكن الساعات القليلة الفارطة حملت تطورات جديدة صعدت بأسهم حارس اتحاد بنقردان علي الجمل وجعلته قريبا من العودة «عزيزا مكرّما» إلى الحديقة التي غادرها من الباب الصغير في شهر جويلية الفارط.. صفقة الجمل -وفي انتظار إتمامها- تحمل بين ثناياها عديد الدلالات عن الارتجال الذي وسم تعاملات الترجيين واعتمادهم شعار «سيّب الحمام واجري وراه».. فالجمل هو ابن الترجي منذ سنوات عديدة وواكبه أكثر من فنيّ مرّ بالحديقة «ب» منذ قدومه من أمل جربة.. والأكيد أن مدرب الحراس جون جاك تيزيي أكثر العارفين بخصاله وهو الذي كان يتدرب تحت اشرافه.. الجمل بات محورا لمزايدات وصراع كبير في الخفاء، ولكن التفريط فيه ثم استعادته يثبتان أن خللا ما يطبع القرارات الترجية، ويكشف بالخصوص أن تيزيي (وهو أحد العمالقة في اختصاصه عبر أرجاء القارة السمراء) لا حول له ولا قوة ولا يمتلك سلطة القرار والا ماكان ليسمح بخروج أحد أفضل حراس البطولة حاليا ثم يكون شاهدا بصفة مجدّدة على سعي كبير ولهث لاستعادة الجمل الذي سار في القافلة الى أقصى الجنوب بعد أن عجز عن اقناع أهل القرار بالبقاء في مركّب الترجي، لينجح خارجها في كشف حقيقة امكانياته ويقتلع مكانا بين عناصر منتخب المحليين.. هذه الصفقات تثبت مجددا أنه لا صحة لكل ما يقال ويحبر عن لجان فنية مختصة تقيّم الأداء وتهتم بالانتدابات وتضبط قائمة المغادرين بصفة مستقلة بعيدا عن رغبات الاداريين..وتوضّح كذلك أن الأهواء الشخصية للمسيّرين ومجرّد جرّة قلم هي من تحكم في مصير هذا اللاعب أو ذاك مع الاستناد الى قليل من الحظ عساه ينفع في كرة المتناقضات...