التونسية (تونس) أكّد صباح أمس كمال مرجان رئيس حزب «المبارة الوطنية الدستورية» لدى إشرافه بنزل الهناء الدولي بالعاصمة على اجتماع شبابي، تحت شعار «من هنا نبدأ»، التمسك بحكومة انقاذ وطني تضم كل الأطياف السياسية، و اعتماد منظومة «اقتصاد الحرب» للخروج بالبلاد من الأزمة التي تعيشها والتي قال إنّها لن تتحقق الا بتحمل أبنائها مسؤولياتهم بما يجعل لكل واحد منهم دورا ومسؤولية تجاه تونس. وقال مرجان في كلمته امام شباب «حزب المبادرة الوطنية الدستورية»: «القيادة في مثل هذه الحالة لا تقتصر على شخص، وإنما يمكن أن يؤمنها فريق كامل من الكفاءات الوطنية لأن تونس محتاجة إلى لمّ شمل جميع الأطياف والحساسيات ناهيك أنها في حرب ليس على الارهاب فقط، بل انها تحارب الفقر وغياب التنمية العادلة بين الجهات». و أبرز وزير الخارجية الاسبق و رئيس حزب «المبادرة الوطنية الدستورية» الدور الموكول للجالية التونسية بالمهجر في دفع عجلة التنمية بتونس ، قائلا: «لا يجب النظر الى ابناء تونس بالمهجر كحالة اجتماعية، بل يجب إعادة النظر في التعامل معهم، إذ لا يمكن الاقتصار على ديوان التونسيين بالخارج للعناية بهم ، لتنوع الجالية التي اصبحت تضم مختلف الشرائح ولم تعد جالية نهاية الخمسينات والستينات من القرن الماضي...»... وأضاف كمال مرجان «يجب إفراد الجالية التونسية بالمهجر التي تنوعت واصبحت قادرة على المساهمة في بناء تونس الجديدة من مختلف المواقع بكاتبة دولة تعنى بالمهاجرين تلحق بوزارة الشؤون الخارجية مثلما نادى بذلك حزب المبادرة الوطنية الدستورية لدى مشاركته في اللقاءات الخاصة بالنظر في هيكلة الحكومة». وأشار كمال مرجان الى ان لقاء امس بنزل الهناء الدولي جاء بين موعدين هامين - 14 و 18 جانفي- الذين تفصل بينهما سنوات و اشياء كثيرة و طويلة، قائلا: «تطلع الشعب التونسي كان الى ما هو أفضل»، داعيا الى استخلاص العبرة من الماضي لتكون درسا للمستقبل لاسيما ان 14 جانفي هو يوم كبير كان بمثابة تسونامي ملاحظا أنه لا يمكن نكران انتمائنا أو تناسي ما قام به الحزب «الحر الدستوري» والحزب «الاشتراكي الدستوري» والتجمع الدستوري الديمقراطي». وحول هيكلة حزب «المبادرة الوطنية الدستورية» قال مرجان : «تأخير هيكلة الحزب كانت مقصودة لانها لو تمت واصبحت نهائية لاغلقت الباب امام عديد الكفاءات والحزب مفتوح امام جميع الحساسيات المؤمنة بالمبادئ البورقيبية بالحركة الدستورية لان العالم تغير ولمّ شمل العائلة الدستورية كان هدف حزب المبادرة». وأبرز كمال مرجان الدور الكبير للشباب قائلا: «من هنا نبدأ من حيث تكون الانطلاقة ،اذ يجب التحاور مع الشباب لاتخاذ القرارات ومنحه الفرصة كاملة للمساهمة في بناء تونس ولن يتحقق ذلك الا بمنحه فرصته وتمكينه من التكوين والتمرس على تحمل المسؤولية لا سيما انه لا مستقبل لدولة بلا شبابها و مصلحة تونس مرتبطة بشبابها ونحن قادرون على تغيير مجرى التاريخ بماضينا التليد عبر تواجد حزب المبادرة الوطنية الدستورية الى جانب مختلف الاحزاب والشرائح». وأضاف «لحزب المبادرة برنامج تكويني ثريّ للشباب والمرأة لما يمثلانه من اهمية داخل الاحزاب وفي المشهد السياسي وفي الحياة اليومية للمساهمة في رفع الراية الوطنية وسنوفر لهم كل ممهدات النجاح للتواجد في مختلف جهات البلاد وفي مختلف المحطات السياسية». وعن الفترة التي تمحل فيها المسؤولية داخل الحكومة قال كمال مرجان : « اتحمل مسؤوليتي كاملة واليوم لا بد من إرادة قوية لانقاذ تونس مما تعيش». وأشار مرجان الى ان لقاءه بمنذر الزنايدي تمّ اول مرة في باريس في اول سفرة له خارج تونس بعد احداث 14 جانفي، قائلا «الزنايدي زميلي وصديقي»، مذكّرا أنّ لقاءه بمحسن مرزوق كان بطلب من هذا الاخير في شهر أكتوبر الماضي لما كان يشغل خطة أمينا عاما ل«نداء تونس» مشيرا إلى أنّ حزب المبادرة لن يتدخل في الشؤون الداخلية للأحزاب. وقال مرجان حول الساعات الاخيرة قبل خروج الرئيس السابق يوم 14 جانفي 2011 انه قضى يومه وليلته بالوزارة ولم يغادرها إلاّ يوم السبت 15 جانفي 2011، مؤكدا عدم اتصاله بأيّة جهة كانت، كاشفا : «اتصل بي المشرف على الامن بوزارة الخارجية وأعلمني بانسحاب الامنيين من مقر الوزارة بعد أن أخذوا اسلحتهم فاتصلت بوزيري الداخلية والدفاع آنذاك أحمد فريعة و رضا قريرة والجنرال علي السرياطي بوصفه المسؤول عن أمن الشخصيات والجنرال رشيد عمار لمدى الدور الذي اصبح يضطلع به الجيش الوطني ابان الاحداث وبعد ان قمت بالاتصالات المذكورة كان اتصالي بالرئيس السابق حوالي الساعة الثانية بعد الظهر فوجدته لا يعلم بما حدث وخاطبني قائلا: «C'est très grave je m'en occupe».