أعلن أمس رضا بلحاج مستشار الرئيس الباجي قائد السبسي وعضو حزب حركة “نداء تونس” استقالته من منصب مدير الديوان الرئاسي اثر لقائه صباح امس الرئيس تمهيدا لعودته للعمل السياسي قائلا «صارحت سيادته بأنّ مهمتي كمدير لديوانه استكملت أهدافها وأني قررت أخذ مهلة تفكير تمهيدا لعودتي الى الشأن العام والعمل السياسي وقد شكرت سيادة الرئيس على تفهمه لموقفي». ولم يكشف بلحاج وهو أحد مؤسسي حزب حركة “نداء تونس”، بشكل واضح أسباب استقالته،في حين سارعت رئاسة الجمهورية في بيان لها الى تأكيد استقالة بلحاج من خطّة مدير الديوان الرئاسي مشيرة الى ان رئيس الجمهورية قد قبلها. واضاف البيان ان رئيس الجمهورية أعرب للسيد رضا بلحاج عن تقديره للجهود التي بذلها خلال فترة توليه مسؤولية مدير الديوان الرئاسي متمنيا له التوفيق والنجاح في مسيرته المقبلة. وأن رئيس الجمهورية كلّف محمد سليم العزابي المستشار الأول بالديوان الرئاسي بخطة مدير الديوان الرئاسي. ورغم غموض اسباب استقالة رضا بلحاج والعبارات المنمقة في البيانات،فالأكيد أن هذه الاستقالة تكشف عن المزيد من الخلافات والانقسامات التي تعصف بالحزب مع تصاعد نفوذ ابن الرئيس حافظ قائد السبسي، إلاّ ان محللين رجّحوا ان الباجي الأب هو من أقال بلحاج لإبعاد مؤسسة رئاسة الجمهورية عن التجاذبات الحزبية بعد ان اصبح بلحاج مدار خلافات و تجاذبات سياسية حادة جدا داخل “النداء” منذ اجتماع جربة ادّت الى قصم ظهره بجملة استقالات تزايدت اهميتها بعد “مؤتمر سوسة”. ويرى مراقبون لتطورات ازمة “نداء تونس” ان الباجي قائد السبسي أبعد رضا بلحاج بعدما حمّله مسؤولية ما آل اليه وضع “نداء تونس” وان السبسي قد فضّل ان يتم الاعلان عن خروج بلحاج من القصر الرئاسي بشكل «محترم» اي بان يتقدم باستقالته “للتفرغ للشأن العام والسياسي”-كما ورد في الاستقالة وان الحقيقة غير ذلك. ويرى ملاحظون اخرون ان استقالة/ اقالة بلحاج تأتي استجابة لرغبة “الندائيين” في ضرورة إلحاق رضا بلحاج بالصفوف القيادية في “نداء تونس”، باعتبار أنّ الحزب أصبح يشكو من ضعف واضح منذ مؤتمر “سوسة” تمظهر في سيل الاستقالات وتجميد العضويات خاصة في المناصب القيادية والنأي عن نتائج المؤتمر حتى من الذين شاركوا فيه. وفي أولى ردود الفعل، علّق المحامي عبد الستار المسعودي على استقالة رضا بالحاج قائلا ان هذه الاستقالة كانت متوقعة قائلا «سقط رضا بالحاج برمي المنديل .. تآمر على كل القياديين ب “النداء” وخوّن العديد منهم.“اما محسن مرزوق فقد علق في تصريح صحفي خاطف على خروج رضا بلحاج من قصر قرطاج بتهكم قائلا :“لا اعرف هل هي الصدفة انّ اثنين احدهما شكّك في وطنيّتي ( يقصد وزير الخارجية السابق الطيب البكوش) و الثاني نسب لي الفشل( يقصد رضا بلحاج) تتمّ اقالتهما في ظرف وجيز”. وكان محسن مرزوق قد اكد في تصريح سابق أن رضا بلحاج ليس رجل سياسة بل رجل إدارة، وذلك في تعليق على مختلف الاتهامات التي وجهها له بلحاج. وقد شغل رضا بلحاج هذا المنصب بعد تولي الباجي قائد السبسي منصب رئيس الجمهورية اثر فوزه في الانتخابات الرئاسية سنة 2014.وكان بلحاج قد شغل بعد الثورة منصب كاتب عام للحكومة وخطة وزير معتمد لدى رئيس الحكومة سنة 2011 وهو يعد من مؤسسي حركة “نداء تونس” وتولى خطة المدير التنفيذي للحركة.