قبل شهرين تقريبا من الموعد المفترض لانعقادها، لم تبح بعد الجلسة العامة الانتخابية المرتقبة لجامعة كرة القدم بما يكفي من اشارات وتلميحات تشفي غليل الجمهور الرياضي في تونس الذي عيل صبره بسبب تراجع غير مسبوق للمستوى بالنسبة للفرق والمنتخبات مع ارتفاع لمنسوب الاتهامات والاحتجاجات حول ما يسمى بسياسة المحاباة والولاءات.. الى حد اللحظة لا يبدو السباق نحو الكرسي الأول في جامعة المنزه واضحا في ظل اعتماد الجميع بين «حاكمين» و«معارضين» و«حالمين» بالخلافة على التستّر في إعداد القوائم والبرامج, ولو أن كل من تقدّموا لرئاسة الجامعة خالفوا برامجهم ووعودهم لاحقا على أرض الواقع.. في ظل هذا الوضع الحذر الممزوج بتحركات مكثفة سرّا، رصدت «التونسية» بعض الاشارات عن معالم السباق المرتقب نحو كرسي يجذب اليه الجميع.. منطقيا سيكون وديع الجريء مترشحا جديدا حتى وان لم يفصح عن ذلك علنا وتهرّب -كلما ظهر اعلاميا- من الاجابة عن الاستفسار، فالرجل فصّل قوانين وشروط في جلسة عامة خارقة للعادة جاءت على مقاسه ليشرّع لفترة جديدة من زمن حكمه، وحتى ان جاء حصاد «الشان» غير ملائم للرياح التي اشتهاها الا أنه يتحرّك كما بلغنا لإدخال بعض «الروتوشات» وتجديد نيّته في خوض فترة نيابية جديدة يشرّع من خلالها لحكمه وإحكام قبضته على كرتنا .. في نفس الخط يقف جلال تقية وهو الخبير بكواليس الجامعة والوزارة وما لفّهما، ويبحث تقية بكل الطرق عن إيجاد توليفة تجعله الرجل الأول بعد عدة خطط تولاها سابقا وكانت لا تتعدّى أمانة المال ودور المستشار.. الى جانب تقية، يتكوّن في الأثناء حلف رياضي ببهارات سياسية علمنا انه يضم كل من الرئيس السابق للترجي الجرجيسي علي الوريمي وسليل حزبه السابق (التحالف الديمقراطي) وهو محمود البارودي والى جانبهما ماهر بن عيسى الرجل الذي تنبأ له الكثيرون بأن توصله تحركاته ومساعيه الملفتة في الفترة الأخيرة الى جامعة المنزه.. في المقابل ولئن كانت بعض التلميحات أدرجت اسم زبير بية كمترشح مرتقب للخطة، الا أن مصادرنا تقول ان التهامس الحاصل حول اسمه لا يعدو أن يكون سوى بعض المحاولات لاقناعه بالتقدم..وهو ما لم يلق هوى في نفسه باعتباره يجد نفسه في موضع المحلل والمنظّر أفضل من حاكم لمقاليد الكرة في تونس.. اسم شهاب بلخيرية دار أيضا في الكواليس كقائد لتحالف بصدد النشأة مستمدا وفرة علاقاته من شمال البلاد الى جنوبها وخاصة ساحلها وهو ما قد يمنحه ثقلا انتخابيا يبدو سلاحا لا مفرّ منه لمحاربة «الوديع» المتمسّك بمنصب الرئيس.. تحركات مازالت لم تكتس بعد طابع الجدية، ولكن الثابت أن نكسة «الشان» قد تحرّك بعض الرغبات «المكبوتة» وغير المعلنة والتي قد تسفر عن خارطة جديدة نتمنى فعلا أن تنقذ شرفنا الكروي بقطع النظر عن هوية قائدها الجديد وميولاته وأحلافه وما ينجرّ عنها من متاهات بتنا نعتني بتفاصيلها أكثر من لبّ الاشكال في كرة عليلة تسير نحو موت سريري.