أصبح في حكم المؤكد أن يرحل المكتب الجامعي الحالي نهاية شهر مارس القادم أو مطلع شهر أفريل على أقصى تقدير بعد أن أعلن رئيس الجامعة أنور الحداد عن عقد جلسة انتخابية في التاريخ المشار اليه أعلاه... استسلام جامعة الحداد قابلته تحركات حثيثة من بعض الأطراف التي كانت تترصد هذه الفرصة منذ فترة طويلة والحديث الآن حول أسوار الجامعة يشير إلى وجود تحالفات ومشاورات مكثفة من أجل تشكيل قوائم انتخابية ستتنافس في ما بينها من أجل خلافة الحداد والتربع على عرشه غير أن اللافت في الأمر هو أن مشروع الخلافة لن يكون بالضرورة بعناوين جديدة أو مغايرة لما سبق طالما أن الوجوه المتنافسة أو التي كشفت عن نواياها في المنافسة شكّلت غالبيتها الخطوط العريضة لكرة القدم التونسية في السابق حتى قبل تفجر نسمات الثورة... الأسماء المرشحة بقوة لدخول معمعة المنافسة هي طارق الهمامي عضو الرابطة الحالي و وديع الجريء رئيس لجنة المنتخبات بجامعة الحداد وكذلك علي الحفصي الجدي الرئيس السابق لجامعة الكرة وأيضا الوجه الرياضي المعروف زياد التلمساني الذي رغم تكتمه الشديد عن خطواته المرتقبة فانه يبدو هو الآخر قريبا من الكشف عن ملامح قائمته الانتخابية المقبلة ويبقى الاسم الوحيد الذي يتأرجح بين النفي والتأكيد هو اسم الرئيس السابق للترجي الجرجيسي علي بعبورة الذي لم ينف رغبته في ترؤس الجامعة رغم افتقاده لشروط المنافسة الانتخابية التي تنصّ عليها القوانين الداخلية للجامعة التونسية لكرة القدم... مبدئيا تلوح هذه الأسماء متساوية الحظوظ بما أنها لم تبدأ فعليا في تصدير حملتها الانتخابية لكن وبالتعرض لثقلها المادي والتسييري طوال نشاطها الرياضي في عالم الكرة يبدو أن المنافسة قد تنحصر بين علي الحفصي الجدي وزياد التلمساني دونا عن غيرهما لاعتبارات عدة لعل أهمهما أن الرجلين سبق لهما وان مارسا التسيير الرياضي عن قرب بما يجعل منهما حجري أساس في كرة القدم التونسية في السنوات الأخيرة ثم أن الاسمين لهما من العلاقات الداخلية و الخارجية الواسعة ما يمكنهما من تحصين نفسيهما في صورة وصولهما إلى دفة التسيير,من جهة أخرى يعتبر زياد التلمساني مؤهلا أكثر من غيره ليقود المجموعة بالنظر إلى كفاءة الرجل ومستواه الدراسي الذي يتفوق به عن بقية منافسيه في حين سيكون من الصعب على البقية مجاراة السيولة المادية الهامة لعلي الحفصي و نجاحه في توفير موارد مالية قارة للجامعة الأمر الذي عجز عنه أنور الحداد وجماعته... على الورق وكما سبق واشرنا يبدو علي الحفصي وزياد التلمساني وكأنهما الأوفر حظا لارتداء "برنس" الرئاسة رغم أن لعبة الصناديق تخفي دوما الكثير من المفاجآت كتلك التي أفرزتها انتخابات 23 أكتوبر, لذلك من السابق لأوانه الحديث عن أفضلية لهذا الاسم أو ذاك وقد تكون القوائم الانتخابية وتركيبتها الاسمية محددة بشكل كبير لنتيجة السباق الانتخابي ذلك أن قائمة طارق الهمّامي وبحسب الأسماء التي تضمها قد تعجز عن الفوز بتأييد الأغلبية طالما أن صناع القرار فيها هم من مسيري الصف الثاني في تونس مما يجعلنا نترقب إلى حين الكشف عن ملامح القائمة الانتخابية لزياد التملساني وكذلك لعلي الحفصي في انتظار التأكد من نوايا "علي بعبورة"... زياد التلمساني مسيّر بدرجة أولى وخطواته الأولى في عالم التسيير مع الترجي التونسي تؤكد ذلك كما أن هذا الرجل كان ذات يوم محل إشادة من القيصر فرانس بيكنباور مما يقيم الدليل على علو كعبه في دنيا الرياضة في المقابل يتمتع علي الحفصي بشعبية واسعة في صفوف الأندية التونسية وهو العامل الذي قد يلعب لصالحه بقوة خصوصا وانه يجيد استمالة المقترعين بما انه ابن السياسة ويفقه جيّدا أدبياتها... نسمات الحرية وغياب الوصاية التي عهدناها في السنوات الفارطة ستجبرنا على انتظار اللحظات الأخيرة في عمر المعمعة الانتخابية للتعرف على فارس المرحلة القادمة ومن يدري قد يلغي قانون الصناديق كلّ ما سبق ويقدم لنا ربانا جديدا نرجو فقط أن لا يكون "نهضوي" الفكر و الهوى حتى لا تسيّس الرياضة ونعود أدراجنا إلى النقطة صفر...