مباراة الترجي التونسي والمستقبل الرياضي بالمرسى التي احتضنها اليوم ملعب المنزه كانت وفيّة لتقاليدها ولم تبح بأسرارها ونتيجتها الختامية سوى في دقائقها الأخيرة وإذا كان الترجي التونسي يستحق فوزه قياسا بحجم الاداء الذي قدمه رفاق طه ياسين الخنيسي على امتداد ردهات المباراة فإنّ الامتياز لم يكن حبيس الألوان فقط وإنّما كذلك كان من نصيب صفّارة الحكم وليد البناني الذي سبقت حساباته كلّ قراراته بدليل ضربة الجزاء الخيالية التي منحها لمهاجم الترجي ادريس المحيرصي مقابل تغاضيه عن الاعلان عن ضربة جزاء للمستقبل ان لم تكن صحيحة فهي على الاقّل أكثر وضوحا من «سقطة» المحيرصي. لن نخوض كثيرا في شخصية الحكم وفي دوافعه وفي قراءاته التحكيمية وسنقول أنه اجتهد لكنه لم يصب ولن نحاسب النوايا لأنّ بعض الظن إثم ولو أنّ كل الظن في الصّفارة التونسية حلال حلال بفتوى أولاد الحلال الذين يرابطون خلف ورقات التعيينات تمهيدا لإطلاق صفّارة الانتخابات. سيقول البعض اننا نصطاد في المياه العكرة وأننا نتربّص بحكامنا الاعزاء لغاية في نفس فلان وخدمة لعلان لكن دعونا نتدبّر قليلا ونسترجع بعض نشاز الصفّارة التونسية وشطحاتها في النصف الاول من سباق البطولة...سندرك وقتها حتما أنّ كل المياه عكرة وأنّنا جميعا في برك من الوحل الملطّخ بالشبهات والمحاباة تتصاعد رائحته النتنة مباراة بعد مباراة... حروفنا قد تزعج البعض وكثير من الكلام أحيانا قد يؤلم حتّى أكثر من الركل تحت الحزام وكما قلنا أعلاه الخوض في نوايا الحكام شبهة من الحرام لكن بعض الهفوات التحكيمية هي كذلك «حرام» حتى لو كانت عن حسن نيّة خاصة إذا كان دائما الضحيّة بنفس الهويّة...سلام