اعتبرالعميد السابق في الجيش الوطني ورئيس المركز التونسي لدراسات الأمن الشامل مختار بن نصر أن العملية الأمنية التي تمت أمس الأول ببن قردان والتي أسفرت عن مصرع خمسة إرهابيين و حجز أسلحة كلاشنيكوف و ذخائر كانت نوعية و ناجحة بكل المواصفات. و أضاف أن نجاح عملية بن قردان يتمثل في كونها سريعة جدا, وأنه وقع القضاء على الإرهابيين المتسللين من ليبيا في زمن وجيز و قياسي, و ذلك وفق مراحل ثلاث هي الرصد و تقفي الأثر فالإجهاز على العناصر آنفة الذكر, مشيرا الى أن ذلك يؤكد الجهوزية و اليقظة الكبيرتين لقواتنا المسلحة المرابطة على حدودنا مع الجارة الليبية. و أشار مختار بن نصر, في حديث ل «التونسية» إلى أن تسلل العناصر الإرهابية من ليبيا يبقى مسألة قائمة بالنظر إلى اتساع و طول حدودنا مع القطر الليبي التي تمتد على 450 كلم, مبينا أن الساتر الترابي لا يغطي سوى 250 كلم منها, و بالتالي فإنه من الوارد تسلل بعض العناصر الإرهابية داخل ترابنا الوطني. و لاحظ العميد السابق في الجيش أن الشريط العازل بالجنوب محمي ويشهد استطلاعات جوية متواترة من شأنها التصدي لمحاولات الجماعات الإرهابية المتمركزة في الجبهة الليبية اختراق حدودنا الوطنية. و أكد مختار بن نصر أن علاقة الإرهاب بالتهريب ثابتة, و أن مصلحة الإرهابيين و المهربين واحدة, مشددا على أن كل من يحمل سلاحا ضد الدولة هو إرهابي و عدو وجب التصدي له. و تابع في الإطار ذاته بأن الوضع الأمني تحت السيطرة, وأن اليقظة تبقى مطلوبة لحماية أمننا القومي من كل المخاطر المحدقة به, خاصة تلك القادمة من ليبيا. توغّل الإرهاب في عمق 37 كلم من ترابنا خطير جدا أما الخبيرة الأمنية و العسكرية بدرة قعلول فقد قالت ل «التونسية» إن عملية بن قردان ناجحة وأن ذلك أمر لا غبار عليه, ملاحظة أن الخطير في هذه العملية هو تمكن العناصر الإرهابية المتسللة من ليبيا من التوغل في عمق 37 كلم من ترابنا الوطني, اضافة الى أنهم دخلوا إلى بن قردان من مكان قريب من بوابة راس جدير الحدودية. و أوضحت قعلول أن توغل العناصر الإرهابية بالكيفية المذكورة داخل التراب التونسي, و كذلك الشأن بالنسبة لحجم الترسانة الحربية التي كانت بحوزتهم, خطير جدا و يفسر بوجود عمل داخلي ساعد العناصر حتى تتمكن من ذلك. وأضافت انه من الوارد أن تكون المجموعة الإرهابية المذكورة قد توغلت في عمق ترابنا الوطني بمساعدة مهربين يعرفون جيدا المسالك و الطرق في الجهة, أو بمساعدة أنصار لهم في المدينة, مؤكدة في ذات الصدد أن الوضع الأمني تحت السيطرة. مجموعة بن قردان خططت لتنفيذ عمليات انتحارية من جهته أوضح العميد المتقاعد من الحرس الوطني علي الزرمديني أن تنقل المجموعة الإرهابية المتسللة من ليبيا بتلك الترسانة الحربية الهائلة التي كانت بحوزتها, و التي على رأسها أحزمة ناسفة لم يكن بهدف إهداء الورود للشعب التونسي بل بغاية تنفيذ عمليات انتحارية و تفجيرية داخل أطر سيادية و حيوية للبلاد. و أضاف أنه من منطلق ما تم حجزه من أسلحة و ذخيرة في عملية بن قردان يتّضح أن العناصر الإرهابية التي تم القضاء عليها كانت مقبلة على تنفيذ عمليات إرهابية انتحارية في تونس. و أعقب الزرمديني أنه من الطبيعي أن تحدث تسللات من الحدود, و أنه علينا انتظار المزيد من عمليات تسلل للعناصر الإرهابية من ليبيا إلى بلادنا و كذلك في الإتجاهين, أي من تونس نحو ليبيا, لاسيما بعد أن أعلن هذا القطر كأرض جهاد من قبل تنظيمي «القاعدة» و «داعش». و شدد محدثنا على أن الجميع مطالب بالتحلي بالحذر و الحيطة الشديدين، من ذلك المواطنين. و اعتبر الزرمديني أن عملية بن قردان سجلت نجاحا كبيرا للقوات الأمنية و العسكرية الميدانية, مستطردا أن تسلل الإرهاب إلى بلادنا من الجبهة الليبية أمر طبيعي مهما كانت مناعة التحصينات القائمة, لكن يبقى من غير الطبيعي أن يصل الإرهابيون إلى تنفيذ مخططاتهم. الدولة غير جادة في التعامل مع الإرهاب الباحث و المؤرخ عميرة علية الصغير قال من جهته ل «التونسية» إن تناقض التصريحات الرسمية حول مجريات عملية بن قردان بين المؤسستين العسكرية و الأمنية يبعث على التساؤل و يبين إمّا عدم التنسيق بين المؤسستين أو أن هناك نوايا لعدم كشف الملابسات الكاملة للعملية المذكورة لعدم ترهيب و تخويف الشعب. و أكد علية الصغير أن العملية الأمنية ببن قردان التي جدت الأربعاء ناجحة, و أن إمكانية اختراق عناصر إرهابية ترابنا الوطني واردة. و لاحظ أن الإختراق الحاصل لحدودنا أمس الأول تم بمساعدة وبتنسيق مع إرهابيي الداخل و الخلايا الإرهابية النائمة في المدينة, مضيفا أن الإرهاب يسعى إلى تهيئة الأرضية ليتوسع في الجنوب فلاحقا في الشمال, و لذلك هو يخطط للإستيلاء على بن قردان. و أشار محدثنا إلى أن الدولة لا تتعامل بالجدية المطلوبة مع آفة الإرهاب التي تهددنا, خاصة من حيث عدم تتبع خلاياه النائمة, و كذلك من حيث عدم مراقبة وتتبع العناصر المشتبه بها في الإنتماء إلى تنظيم إرهابي.