في ضربة قاصمة للمجموعات الإرهابية، أعلن أمس فرحات الحرشاني وزير الدفاع، في ندوة صحفيّة، عن آخر حصيلة للعمليّة الأمنيّة والعسكريّة المتواصلة ببن قردان منذ فجر أمس عن القضاء على 35 إرهابيّا والقبض على 7 آخرين فيما استشهد 18 بين مدنيين وأمنيين وجرح 13 آخرين وذلك إثر الهجوم الإرهابي الذي استهدف منشآت عسكرية وأمنية في بن قردان. وقال وزير الدفاع انه «لا مكان لل«دواعش» وللإرهابيين على أرض تونس» مؤكدا على جاهزية الوحدات الامنية والعسكرية في التصدي لمثل هذه العمليات الارهابية مشددا على أن الحدود التونسية الليبية آمنة . وتوجه الوزير بالتحية والشكر لأهالي مدينة بن قردان بعد ان اثبتوا شجاعتهم في التصدي لكل خطر إرهابي يهدد أرض الوطن. من جهته أكّد بلحسن الوسلاتي أن منطقتي الحرس والأمن الوطنيين وثكنة الجيش الوطني ببن قردان، تعرّضت إلى هجمات متزامنة من قبل مجموعات إرهابية مسلحة، تعاملت معها القوات الامنية والعسكرية بكل سرعة وحرفية. فيما انتشرت مختلف التشكيلات العسكرية في مدينة بن قردان، لملاحقة وتعقب العناصر المحتمل مشاركتها في العملية، وتأمين مداخل المدينة بقوات عسكرية وأمنية مشتركة، مع تكثيف الدوريات الجوية بكامل المناطق الجنوبية. كما تمكّنت قوات الامن والجيش من اكتشاف مخزن أسلحة في منطقة الخروبة بمعتمدية بن قردان يحتوي على ترسانة ضخمة من رشاشات الكلاشنيكوف وقذائف الآر.بي.جي RPG وصواريخ من نوع «ستنغر» روسية الصنع إلى جانب العثور على بندقية قنص من نوع دراغانوف. من جهتها، تمكّنت مدفعية قوات الجيش الثقيلة من تفجير منزل الإرهابي عادل الغندري المفتش عنه (على بعد حوالي 5 كلم من بن قردان) الذي كان يتحصّن به إرهابيون وسط أنباء عن مقتل حوالي 7 ارهابيين، حسب حصيلة أولية. الحكومة تغلق المعابر وفي أول رد فعل، قررت الحكومة إغلاق المعابر الحدودية مع ليبيا برأس جدير وذهيبة ووازن واعلان حظر التجوال ليلا في المدينة وجرت مطاردة وتعقب المجموعات الارهابية من طرف وحدات مشتركة، مع تأمين مداخل المدينة والنقاط الحساسة فيها، وتكثيف الدوريات الجوية في المنطقة، وعلى مستوى الشريط الحدودي. واكد عمار الجريء ناشط في المجتمع المدني ببن قردان أن جثث الارهابيين المنتشرة في شوارع المنطقة هي لأشخاص من أبناء الجهة وأن هوياتهم معروفة بالأسماء والوجوه مضيفا أن مطاردات لعناصر أخرى تحصنت بالأماكن المهجورة وغابات الزياتين جرت في أطراف المدينة. في المقابل، كلّف الحبيب الصيد رئيس الحكومة وزيري الدفاع الوطني والداخلية بالانتقال إلى بن قردان، لمتابعة الوضع والعمليات العسكرية والأمنية. وخصّص الاجتماع الذي جمعهم لتقييم تطور الوضع الأمني في بن قردان، ومناطق الجنوب الشرقي إلى جانب تأمين المواطنين والمنشآت الحيوية والممتلكات العامة والخاصة وتكثيف الدوريات البرية والجوية والقيام بتمشيط شامل ودقيق لكامل المناطق الجنوبية. وقالت مصادر من الديوانة ل«التونسية» إنّ عونا من الديوانة استشهد، خلال المواجهات، وهو الوكيل أول حسن المنصوري، من سكان مدينة بن قردان بينما كان في طريقه إلى العمل بالمكتب الحدودي في جزيرة جربة السياحية، بعد إيقاف سيارته من طرف الإرهابيين، وبعد التحقق من هويته والتأكد من انتمائه لسلك الديوانة تم قتله. أما عون القمارق الثاني المصاب، فهو رامي المكشر، وقد أصيب بطلقة نارية في رجله. وقال مصدر امني ل«التونسية» أن الوضع تحت السيطرة في المدينة، وأنّه طلب من المواطنين ملازمة منازلهم، وملازمة الحذر، والابتعاد عن منطقة المواجهات، مشيراً إلى أنه تم وضع رقم أخضر للاتصال بوزارة الداخلية، والإبلاغ عن العناصر الفارة وتقديم أية معلومات عنهم. كما حذر من أن وجود المواطنين في هذه الأماكن، يعرضهم للخطر ويعطل عمل قوات الأمن فيما أوردت إذاعة تطاوين أنه تم القضاء على 8 ارهابيين داخل أحد المنازل في منطقة الخروبة في بن قردان. خلايا نائمة من جهتهم، رجح أغلب الخبراء الأمنيين أن المجموعة الإرهابية التي قامت بمهاجمة ثكنتي الحرس والجيش التونسيين ببن قردان لم تتسلل من ليبيا وأن عناصرها تابعون لخلية نائمة بالجهة. وقال الخبير الامني علي زرمديني أنّ الذي حصل في تونس عمل مبرمج ومخطط له منذ مدة، مبينا أنّ الارهابيين خزّنوا في مرحلة أولى ما تيسّر من الأسلحة ومن ثمة وفّروا عنصر الاسناد البشري والاستخباراتي عبر تركيز خلايا في مدينة بن قردان بهدف تأسيس إمارة في هذه المنطقة داعيا الى وضع كل الاحتمالات لأنّ الارهاب يعيش بيننا واليقظة مطلوبة. وأكّد زرمديني أنّ العملية فشلت على مستوى المخطّط الكبير ملاحظا أنّ وجود ارهابي وحيد يشكل خطرا على أمننا، داعيا في هذا الصدد الأهالي إلى مساندة جهود رجال الأمن عبر التزامهم بمنازلهم وعدم تشتيت جهودهم. في المقابل، أكد الاعلامي والصحفي مكي هلال استشهاد إبن عمّه عبد العاطي عبد الكبير رئيس فرقة مقاومة الارهاب التابعة للحرس الوطني ببن قردان على يد العناصر الارهابية المسلحة التي كانت قد تسللت إلى منزله فجر امس. كما شدد مكي هلال خلال مداخلة له على موجات «راديو كلمة» على أن من تسللوا إلى بيت ابن عمه فجرا وقاموا باغتياله قبل ذهابه إلى عمله هم من أبناء الجهة وليسوا قادمين من ليبيا. مسيرة في القصرين وقد كان من المقرر أمس تنظيم مسيرة للمعطلين عن العمل بمعتمدية ماجل بالعباس من ولاية القصرين للمطالبة بالشغل لكن المستجدات الحاصلة في بن قردان غيرت شعارات المسيرة المبرمجة لتتحول الى مسيرة داعمة للمؤسستين الامنية والعسكرية في حربهما على الارهاب داعية للالتفاف حولهما ومساندتهما. ورفع المشاركون في هذه المسيرة شعارات مناهضة للإرهاب ومتحدية له فحواها أنه لا مكان للعصابات الدموية الظلامية على التراب تونس من اقصى شمالها إلى اقصى جنوبها. تلاحم رائع واشادت كل وسائل الاعلام المرئية والمسموعة بأداء قوات الامن والجيش الوطنيين وحنكتها في التعامل مع مجريات الاوضاع حيث امتزجت دماء المدنيين بدماء العسكريين والأمنيين في تلاحم رائع لأبناء الشعب من أجل أن تبقى تونس عصية على الخونة والمرتزقة. هذه القوات كانت في قمة الجاهزية والشجاعة رغم قلة الإمكانات متحدية فلول ال«دواعش» شعارها في ذلك أن من يرفع السلاح في وجه تونس يحفر قبره بيده و«الرصاص بالرصاص.. قصاص». أسماء الشهداء بلغ عدد الشهداء في العملية الارهابية التي شهدتها مدينة بن قردان منذ صبيحة أمس وإلى حدّ طبع هذا العدد من «التونسية» 19 شهيدا في حصيلة أولية بين أمنيين وعسكريين ومدنيين. وفي ما يلي قائمة إسمية أولية بالشهداء: العسكريون والأمنيون: عماد الماسوري: عون حرس عبد العاطي عبد الكبير: رئيس فرقة مكافحة الإرهاب ببن قردان عبد الباسط المرعي: عسكري عبد السلام السعفي: عون حرس وطني محمد عفيف: طلائع الحرس الوطني سفيان بن أحمد: طلائع الحرس الوطني حسين المنصوري: عون ديوانة المواطنون: محمد السياري سارة بوقديمة لسعد الجريء عبد الكريم الجريء علي القادري محمود الطيب عبد الجواد الشافعي وليد الشتوي أسامة كمون محمد المباركي محمد بن مختار التايب محمد المباركي مهدي الشملالي علي لقديري: موظف في المعتمدية