الناطق باسم ابتدائية تونس يوضح التهم الموجهة لبرهان بسيس ومراد الزغيدي    انقطاع في توزيع الماء بهذه المنطقة    ر م ع الصوناد: بعض محطات تحلية مياه دخلت حيز الاستغلال    صفاقس تتحول من 15 الى 19 ماي الى مدار دولي اقتصادي وغذائي بمناسبة الدورة 14 لصالون الفلاحة والصناعات الغذائية    في الصّميم ... جمهور الإفريقي من عالم آخر والعلمي رفض دخول التاريخ    أخبار الأولمبي الباجي: تركيز على النجاعة الهجومية    سوسة : إيداع بالسجن في حق أكثر من 60 مهاجرا إفريقيا    سبيطلة.. الاطاحة بِمُرَوّجَيْ مخدرات    سيدي بوزيد.. اختتام الدورة الثالثة لمهرجان الابداعات التلمذية والتراث بالوسط المدرسي    المالوف التونسي في قلب باريس    الناصر الشكيلي (أو«غيرو» إتحاد قليبية) كوّنتُ أجيالا من اللاّعبين والفريق ضحية سوء التسيير    صفاقس جوان القادم الستاغ تركز اولى العدادات الذكية    مواجهة نارية منتظرة للإتحاد المنستيري اليوم في الدوري الإفريقي لكرة السلة    إصدار القرار المتعلّق بضبط تطبيق إعداد شهائد خصم الضريبة من المورد عبر المنصة الإلكترونية    نتائج استطلاع رأي أمريكي صادمة للاحتلال    حضور جماهيري غفير لعروض الفروسية و الرّماية و المشاركين يطالبون بحلحلة عديد الاشكاليات [فيديو]    حوادث: 07 حالات وفاة و اصابة 391 شخصا خلال يوم فقط..    انشيلوتي.. مبابي خارج حساباتي ولن أرد على رئيس فرنسا    الأونروا يكذب ادعاء الاحتلال بوجود مناطق آمنة في قطاع غزة    سيدي بوزيد: رجة أرضية بقوة 3,1    اليوم: إرتفاع في درجات الحرارة    الاحتفاظ بالاعلامي مراد الزغيدي مدة 48 ساعة    مظاهرات حاشدة في جورجيا ضد مشروع قانون "التأثير الأجنبي"    حالة الطقس ليوم الأحد 12 ماي 2024    وزير الخارجية يلتقي عددا من أفراد الجالية التونسية المقيمين بالعراق    عاجل : برهان بسيس ومراد الزغيدي بصدد البحث حاليا    أولا وأخيرا: نطق بلسان الحذاء    مصادر إسرائيلية تؤكد عدم وجود السنوار في رفح وتكشف مكانه المحتمل    تطاوين: إجماع على أهمية إحداث مركز أعلى للطاقة المتجددة بتطاوين خلال فعاليات ندوة الجنوب العلمية    عاجل/ تنفيذ بطاقة الجلب الصادرة في حق المحامية سنية الدهماني..    مع الشروق .. زيت يضيء وجه تونس    6 سنوات سجنا لقابض ببنك عمومي استولى على اكثر من نصف مليون د !!....    سوسة: أيّام تكوينية لفائدة شباب الادماج ببادرة من الجمعية التونسية لقرى الأطفال "أس أو أس"    حل المكتب الجامعي للسباحة واقالة المدير العام للوكالة الوطنية لمقاومة المنشطات والمندوب الجهوي للشباب والرياضة ببن عروس    النادي الافريقي - اصابة حادة لتوفيق الشريفي    بطولة الاردن المفتوحة للقولف - التونسي الياس البرهومي يحرز اللقب    الدورة 33 لشهر التراث: تنظيم ندوة علمية بعنوان "تجارب إدارة التراث الثقافي وتثمينه في البلدان العربيّة"    تنظيم الدورة 35 لأيام قرطاج السينمائية من 14 إلى 21 ديسمبر 2024    مهرجان الطفولة بجرجيس عرس للطفولة واحياء للتراث    قيادات فلسطينية وشخصيات تونسية في اجتماع عام تضامني مع الشعب الفلسطيني عشية المنتدى الاجتماعي مغرب-مشرق حول مستقبل فلسطين    مفتي الجمهورية : "أضحية العيد سنة مؤكدة لكنها مرتبطة بشرط الاستطاعة"    مدير مركز اليقظة الدوائية: سحب لقاح استرازينيكا كان لدواعي تجارية وليس لأسباب صحّية    عاجل/ الاحتفاظ بسائق تاكسي "حوّل وجهة طفل ال12 سنة "..    نحو 6000 عملية في جراحة السمنة يتم اجراؤها سنويا في تونس..    عاجل: سليم الرياحي على موعد مع التونسيين    أسعارها في المتناول..غدا افتتاح نقطة بيع من المنتج إلى المستهلك بالعاصمة    الجامعة التونسية لكرة القدم تسجل عجزا ماليا قدره 5.6 مليون دينار    عاجل : إيلون ماسك يعلق عن العاصفة الكبرى التي تهدد الإنترنت    استشهاد 20 فلسطينياً في قصف للاحتلال على وسط قطاع غزة..#خبر_عاجل    صفاقس: الإحتفاظ بشخصين من أجل مساعدة الغير على إجتياز الحدود البحرية خلسة    لتعديل الأخطاء الشائعة في اللغة العربية على لسان العامة    الجزائر تتوقع محصولا قياسيا من القمح    بعيداً عن شربها.. استخدامات مدهشة وذكية للقهوة!    تونس تشدّد على حقّ فلسطين في العضوية الكاملة في منظمة الأمم المتّحدة    الكريديف يعلن عن الفائزات بجائزة زبيدة بشير للكتابات النسائية لسنة 2023    في تونس: الإجراءات اللازمة لإيواء شخص مضطرب عقليّا بالمستشفى    منبر الجمعة .. الفرق بين الفجور والفسق والمعصية    دراسة: المبالغة بتناول الملح يزيد خطر الإصابة بسرطان المعدة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



سليم الرياحي ل «التونسيّة» :الجريء يحتمي ب «النهضة» !
نشر في التونسية يوم 10 - 03 - 2016


«الوحيشي كبّر راسو وغلط في روحو»
«المال السّايب يعلّم السرقة»
أنا وصيّ على الجمعية ولن أسلّم فيها للمتمعّشين
الهزيمة ضدّ النجم «توجع» لكنها مفتعلة
حاوره: العربي الوسلاتي
يبدو أنّه كتب على النادي الإفريقي أن يحتكر أهمّ العناوين الرئيسية مع كلّ صفّارة للبطولة الوطنية. وإذا كان مفهوما ان يكون فريق «الشعب» على واجهة الأحداث في الموسم الماضي كونه أنهى السباق بملاحظة حسن جدّا بعد أنّ حاز مرتبة البطل وترك عديد المؤشرات التي توحي بأنه يسير على الطريق الصحيحة فإنّ الحبر المسكوب على جدران حديقته في هذا الموسم جاء بعناوين مغايرة وأظهرت أنّ البطل غارق في الوهن. كيف لا وهو يواصل هبوطه الاضطراري من جولة الى أخرى وصار حبيس المواقع الخلفية بعد أن كان في الواجهة الأمامية؟
وضعية زادت تعقيدا بعد هزيمة «الكلاسيكو» ضدّ النجم الساحلي خاصة بعد ثورة الجماهير التي باتت تنادي بالتغيير وهو ما أثار حفيظة رئيس النادي سليم الرياحي الذي أطلّ نهاية الاسبوع على غير عادته بتصريحات نارية نالت من كل الهياكل الرياضية. «التونسية» تحدّثت الى رئيس الافريقي حول وضعية النادي والظروف الصعبة التي يمرّ بها في هذا الموسم وحول جملة المسائل التي تشغل بال الجماهير وحقيقة الانقسامات الحاصلة صلب الفريق هيئة وأحباء نترككم تكتشفونها تباعا في الحوار التالي: من أين نبدأ ؟
- في الحقيقة قد يكون الظرف غير ملائم حاليا للحديث عن الشواغل الرياضية في ظلّ التطورات الاخيرة التي تعرفها البلاد وتحديدا بن قردان التي تقف على خطّ المواجهة في حربنا على الارهاب لذلك لا يفوتني الترحم أوّلا على شهدائنا الأبرار من قوات الأمن والجيش والمواطنين الذين دفعوا دماءهم الطاهرة ثمنا لوحدة تونس وصمودها... من موقعي هذا سيكون لزاما علينا جميعا التحلّي بالهدوء والرصانة وعدم الدخول في صراعات جانبية، فالكرة في الوقت الراهن ليست أولوية وكل ما يشغلنا هو أمن تونس واستقرارها والقضاء نهائيا على آفة الإرهاب...لكن لأننا تونسيّون لا نعرف الخوف سوف لن نرمي المنديل وسنخوض حروبنا مرفوعي الرأس وسنتحدّث للدفاع عن مواقفنا حتى إن كان الظرف لا يسمح...
حسنا لنعد الى ملعبنا... مباراة «الكلاسيكو» حملت هزيمة جديدة للنادي الافريقي لكن الأهمّ من ذلك هو ردّة فعل سليم الرياحي بعد المباراة وخاصة التصريحات النارية التي صدرت عنه والتي كشفت عن حالة غضب وتوتّر كبيرين لم نعهدهما عنه في مناسبات سابقة.
- لا.. ليست حال انفعال أو توتّر لكننا شعرنا بأنّ الأمور خرجت عن السيطرة وعن المعقول. الهزيمة ليست نهاية العالم وأنا في قاموسي أعترف بقانون اللعبة و«مرّة غالب ومرّة مغلوب» لكن أن تكون الهزيمة مفتعلة فهذا هو الاشكال بالنسبة لي. الحكم اختار ان يرجّح كفّة النجم وكالعادة الافريقي يدفع ثمن مواقفه ويكون ضحيّة مؤامرات تحكيمية أصبحت مألوفة منذ انطلاق البطولة.
لكن الكلّ أجمع على أنّ الحكم لم يؤثّر على نتيجة المباراة بما فيهم غالبية جمهور الافريقي؟
هذا ما يظهر للعيان...نحن جزء من هذه المنظومة الرياضية ونعرف جيّدا كيف تسير الأمور والحكم الذي يتلاعب بالميثاق الرياضي ويبحث عن نصرة فريق على حساب آخر ليس مجبرا على إلغاء هدف صحيح أو الإعلان عن ركلة جزاء وهمية حتى يقال أنّه أثّر على نتيجة المباراة.هناك بعض الجزئيات البسيطة التي تحوّل وجهة المباراة منها الاستفزاز والتصفير في اتجاه واحد والتغافل عن بعض القرارات وهذا يفقد اللاعبين أعصابهم ويخرجهم من سياق المباراة.
حتى تكون الصورة أوضح، لمصلحة من يُضرب النادي الإفريقي. نعرف جميعا أن رهان البطولة مفتوح على كل الاحتمالات بوجود الترجي والنجم والصفاقسي على خط المنافسة، فمن هو المستفيد حسب رأيك من ضرب الإفريقي؟
- نحن على خلاف مع المكتب الجامعي وهذا معلن للجميع, والجامعة لا تعاقب أيّ فريق هكذا دون غايات معلومة, تقارب المصالح بين الجامعة والفرق المنافسة جعل الافريقي ضحيّة. الغاية الاولى هي في البداية ضرب النادي الافريقي وإبعاده عن اللقب لأنّ رئيس الجامعة لا يقبل ان يكون الافريقي بطلا للمرّة الثانية على التوالي خصوصا أنّه على أبواب انتخابات ولا يساعده ان تتواصل خصوماته وخلافاته مع الأندية الكبيرة والتي تفاقمت السنة الفارطة. لا يجب ان ننسى حجم الضغوطات التي مورست على المكتب الجامعي الموسم الفارط لذلك كان من الاستحالة تواصل حالة العداوة والحلّ كان في خلق عدوّ جديد يكون عنوان المصالحة بين الجامعة من جهة والترجي وخاصة النجم من جهة ثانية وهذا ما لاحظه الجميع في الجلسة العامة التنقيحية للجامعة.الجميع كان ضدّ الجامعة في الموسم الفارط والكل كان يعتقد ان الافريقي حليف للجامعة لذلك كانت التضحية بفريقنا في هذا الموسم تفاديا لكل التأويلات. هنا لا بدّ من الإشارة الى أننا لم نكن على علاقة طيبة بالجامعة فقد كانت الأمور تسير بشكل طبيعي لكننا استثمرنا خصومات المنافسين والهفوات التي وقعوا فيها لإنهاء الموسم كبطل.
نفهم من كلامك أنك لن تصوّت لوديع الجريء في انتخابات المكتب الجامعي المرتقبة؟
- هذا الكلام قلناه منذ الموسم الفارط, نحن سنمنح ثقتنا للبرامج وليس للأشخاص, سنرى ما الذي سيأتي به «الجماعة» ومن ثمة لكل حادث حديث لكن الأكيد أننا ضدّ ممارسات رئيس الجامعة الحالي الذي أًصبح يمارس السياسة علنا بدليل التحالفات الجديدة التي قام بها سواء مع الأندية أو مع الاشخاص.
وصفت الجامعة بالفاسدة، فهل لديك أدلّة وبراهين على ذلك؟
- هي فاسدة وهذا لا شكّ فيه ولا اختلاف, وأنا على بيّنة ممّا يحاك في الكواليس لكننا لا نوّد الدخول في هذه الألاعيب لأنه لا مصلحة لنا في ذلك. أنا على تواصل مع عديد الاشخاص الفاعلة في الكرة التونسية ويكفي أن أقول ان هناك فضائح بالجملة في البطولة وهذا يعلمه الجميع فالبيع والشراء والتلاعب بنتائج المباريات باتت حقيقة واضحة للعيان بدليل التصريحات التي تطالعنا من حين لآخر والتي يتجاهلها البعض حتى لا تطير عديد الرؤوس.الحكم كريم الخميري صفّر للنجم أربع مباريات وهذا كاف لتأكيد صدق تخميناتنا ومخاوفنا.
لكنك فتحت النار على سلطة الاشراف وحمّلت الوزير ماهر بن ضياء جانبا كبيرا من مسؤولية اخفاق النادي الافريقي؟
- النادي الافريقي لم يخفق,مررنا بهزات عرضية وسنتجاوزها, بالنسبة لماهر بن ضياء لم يكن في مستوى انتظاراتنا ولم ينجح في الوظيفة التي جئنا به لأجلها.
لكن هل يبّرر هذا وصف الوزير ب«الجبان» خاصة وأنّ الكلام صادر عن رجل له وزنه في الساحة السياسيّة؟
- طبعا... عندما تشعر ب«القهر» فكلّ الكلام مباح طالما أنه حقيقة...لم أجد وصفا آخر ليعبّر عن الوضعيّة والمظلمة التي تعرضنا لها...ماهر بن ضياء كشخص هو «نفس مومنة» ولا أقصد الإساءة الى شخصه لكنه كوزير هو «جبان» ويديه مرتعشتان. طلبنا منه فتح تحقيق بشأن تجاوزات الجامعة لكنه تغافل عن ذلك وخضع الى الإملاءات. بن ضياء تعرّض الى ضغوطات كبيرة لذلك لم يعد قادرا على الاصلاح وهو ليس الرجل المناسب لهذا المنصب.
لكنه وزير من حزبكم وأنتم من قدّمتموه الى الساحة السياسية وهو محسوب عليكم فكريا وأدبيا
- غير صحيح, نحن حزب فتّي وجئنا بمشاريع وزراء ولم نكن في السابق وزراء في امريكا أو بريطانيا, توسّمنا فيه الخير وكنا نتوقع منه السير ضمن مشروعنا الرياضي الشبابي الثوري لكنه فشل وخاف من المواجهة والمحاسبة ونحن نعتبره منذ فترة وزيرا مستقلا ولا يمثّل الحزب...
هل صحيح أنّه يحظى بدعم حزب آخر كان وراء تثبيته في التحوير الوزاري؟
- هذا غير صحيح, المقصود هنا حركة «النهضة» التي قيل إنّها وراء تثبيت ماهر بن ضياء في الوزارة وهذا ما يروّجه حتى رئيس الجامعة نفسه وديع الجريء الذي دفع بن ضياء للوقوف في صفّه مقابل تقديم ضمانات له من حركة «النهضة» التي يزعم انها تسانده وهذا كلام خاطئ بكل المقاييس أوّلا لأنّ «النهضة» لا تستثمر سوى في قيادييها وإذا راهنت على اسم خارج تيّار الحركة فإنها فقط تستعمله وتستغله ظرفيّا لكن دون المراهنة عليه سياسيا ثمّ «تلوّحو». بالنسبة لبقاء ماهر بن ضياء في الوزارة فقد نادى «الاتحاد الوطني الحرّ» بإعفائه من مهامه ورشّحنا علي بالإخوة لخلافته ثمّ في بداية التحوير الوزاري اتجهت النيّة لتعيين شكري التارزي كاتب الدولة لكني رفضت ذلك وتمسكت ببقاء بن ضياء بعد ان جاءني الى مكتبي ووعدني بتصحيح مساره الإصلاحي في الوزارة. ثمّ الخلاف بين الحزب وبين ماهر بن ضياء دليل على براءتنا من كل التهم التي وجهت لنا كوننا نستغل الوزارة لخدمة جمعيتنا وهي تهمة مردودة على أصحابها لأنّه لو كان الأمر صحيحا لكان بن ضياء أداة طيّعة بين أيدينا.
هذه القطيعة أصبحت معلنة بعد استقالة ماهر بن ضياء من الحزب.
- هي استقالة سبقت الإقالة لأن بن ضياء يعلم أنه لم يعد يتماشى مع مشروع الحزب لا فكريّا ولا سياسيا.هناك ملاحظة لا بدّ أن يطلع عليها الجميع, وزارة الشباب والرياضة لم يقبلها أيّ حزب ونحن رفعنا التحدّي بقبولها على أمل القيام بإصلاحات تمسّ الجوهر الرياضي لكننا نعتبر أن وزيرنا السابق فشل في مهمّته وهذا لا ينقص شيئا من رهانات الحزب الذي توفّق وزراؤه في القيام بمهمّاتهم على أكمل وجه.
تصريحاتك لم تستثن رئيس الحكومة وقلت إنه غير قادر على فعل أّي شيء وأنّك قدمت له ملفا يشمل جملة من التجاوزات لكنه لم يحرّك ساكنا... فهل الى هذه الدرجة أصبح الافريقي مستهدفا من الجميع؟
- رئيس الحكومة لم يعط الملف قيمته, ربّما يرى ان الكرة ليست أولوية لذلك تجاهل الملف برمته. سنقول إنّ الوضع الراهن جعل رئيس الحكومة منشغلا بأمور أهمّ من الافريقي والكرة.
وصفك للمشهد يضع الافريقي في خانة المستهدف لكن في المقابل ألا ترى أنك بارع في صناعة أعداء من حولك...مع كل جولة تمرّ ومن موسم الى آخر يزداد معارضو سليم الرياحي وكأنّك تتلذّذ الأمر؟
- «يحبّونا ناس طيّبة»... النادي الافريقي «عشرين سنة وهو ناس طيّبة والناس تفكّلو وتسرقلو و ديما الرابعين والناس لكل تحبنا...ويفكّولنا ملاعبيتنا...ياخي يحبّونا هكّة ؟؟؟»... اليوم لا أحد يقدر على التطاول علينا ولا التعدي على حقوقنا ولا يهمنا من في صفّنا ومن يعادينا...نحترم الجميع ونجبر الكل على احترامنا حتى لو صار الجميع أعداء لنا... هذا ليس تعال أو غرور لكننا نمثّل جمعية كبيرة ومن المفروض أن يهابها الجميع ثمّ تذكّر كيف كان الناس ينظر الى الترجي سابقا وستفهم قصدي. طبيعة الحياة تفترض أن يكون «الكبير» مكروها من منافسيه لذلك تجد تحالفات وتشكلات لمحاولة الحدّ من هيمنته.
لكن تعالي وغرور سليم الرياحي نالا كذلك من جماهير الافريقي التي وصفتها بالمرتزقة...
- هذه محاولات بائسة للتشويش على علاقتي بجمهور الافريقي... لم أًصف جمهور الافريقي بالمرتزقة ولا أحد يجرؤ على وصفه بذلك أو النيل من كرامته... أنا تحدّثت عن فئة قليلة مأجورة تستغل الظرف الحالي لزعزعة استقرار الفريق وهم معروفون للجميع وسنلاحقهم قضائيا لأنّ الوضع لم يعد يحتمل مزيدا من التروّي.
حالة الانقسام في جمهور الافريقي لم نعهدها في السابق والمسؤول عن ذلك هو خطاب سليم الرياحي المستفز أحيانا...
- ليس هناك حالة انقسام... كل «الكلوبيستية» وراء الافريقي، صحيح ان الهزيمة «ضدّ النجم توجع» لذلك تأثّرنا جميعا فنحن خسرنا ضدّ القيروان ولم نقم بأيّة ردّة فعل لكن سيناريو «الكلاسيكو» كان مجهزا لايصال الافريقي الى هذه الحالة وضربنا معنويا حتى تثور ثائرة الجماهير وهو ما كان فعلا والفئة الضالة التي تحدثت عنها هي التي كانت وراء توتير الاجواء...هؤلاء هم أتباع المسؤولين الذين طردناهم الموسم الفارط من الافريقي لذلك يسعون بكل الطرق لخلق البلبلة في الفريق حتى تتسنى لهم العودة الى الجمعية.
من تقصد من المطرودين بالضبط؟
- المدير الرياضي ومن معه...أنا أشرت لهم بكلام صريح ولا أحد تجرّأ على نفي الأمر... هل سمعت يوما بأنّ مسيرا سابقا في الافريقي تهجّم على الفريق وعلى هيئته؟؟؟ فقط هؤلاء هم من يتحركون لإرباك الفريق...تابع صفحات الفتنة وستعرف من يقف وراءها وما هي طلباتها...ليست الانتدابات أو التتويجات... فقط عودة فلان وعلان.
لنتحدّث بوضوح أكبر...لماذا لم تحاول الابقاء على منتصر الوحيشي بما أنه نجح في مهمته مع العمل على تفادي الأخطاء التي ارتكبها عوض ترك الجمعية تعاني من حالة فراغ تسييري؟
- بالطريقة والسياسات التي اتبعها الوحيشي لم يكن بالإمكان المحافظة عليه. سيّئاته أكثر من حسناته...هو لم يقدّر طبيعة الوظيفة التي جاء من أجلها ثمّ هو يتقاضى راتبا شهريا منّي وليس متطوّعا حتى «يركب راسو» هو «كبّر راسو وغلط في روحو» وخرج عن الطريق الذي رسمناه.
هل لك مآخذ أخلاقية على الرجل؟
- لا أودّ الخوض في هذا الجانب لكن رياضيا أعتبره فشل في مهمّته.
لكن الجميع يرى أنّه وفّق في مهمته وأعاد الفريق الى سكة التتويجات؟
- وهل هذه مهمة المدير الرياضي ؟ أين علاقاته مع الرابطة ؟ مع الجامعة؟ مع «الكاف»؟ مع الفرق الأخرى؟ مع اللاعبين والمسؤولين؟ هو عزل نفسه في مكتبه وحوّل مركّب الحديقة الى مرتع للسماسرة... المدير الرياضي هو حلقة وصل بين كامل مكونات الفريق من شبان الى لاعبين الى مسؤولين الى هيئة لكنه ركّز فقط على الفريق الاوّل وكأنّه مدرّب... ميزانية بأكثر من 20 مليون دينار وبطولة كانت تفلت منا لولا امتناع النجم عن لعب مباراة حمام الأنف. طيّب لكنك أصلحت الخطأ إذا كان وجود الوحيشي فعلا خطأ بخطإ أكبر بما انك تركت المنصب شاغرا؟
ليس صحيحا,المنصب لم يعد شاغرا لأنّنا ألغينا المنصب جملة وتفصيلا ويكفي وجود مدرّب كفء ليقوم بما كان يقوم به الوحيشي فاختيار اللاّعبين في «الميركاتو» ليس صناعة قنبلة نووية... هل تعتقد أني سعيد بتحمل كل هذه المسؤوليات بمفردي؟ لقد أضعت التزاماتي المهنية والسياسية وتفرّغت للافريقي وأنا «واقف على كل كبيرة وصغيرة» في انتظار ان أجد الرجل المناسب للمكان المناسب.
لكن سليم الرياحي قد يفهم في البترول وفي العقارات ولكن ليس في انتقاء اللاعبين ؟
- «ما نحبّش نفهم»
لكنك انت من هندست «الميركاتو» الفارط؟
- «خايب» ؟؟؟
«خايب» بدليل النتائج التي تحقّقت الى حدّ الآن؟
- لا... كلامك فيه الكثير من الاجحاف. أولا وضعية الفريق حاليا تعود إلى جملة من العوامل التي اتينا عليها منها التحكيم ثم لا ننسى الاصابات التي عانى منها الافريقي كذلك أخطاء الموسم الفارط على مستوى تدعيم الرصيد البشري ببدلاء في المستوى ثمّ من شاهد مباراة الافريقي والنجم يدرك ان الافريقي «لاباس» وقادر على التحسن أكثر فقط «شويّة صبر» من الجماهير وسيرون قادم الافريقي.فقط أقول الوقت ليس وقت حساب لننتظر الى جوان ثم سيكون لكل حادث حديث. «شوف راني مانيش فرحان نعمل في حوار على الكورة أنا نحبّ نتفرّج ونشيخ على جمعيتي ونروّح»... كنت أتمنّى ان يكون هناك من يمسك المشعل ويتكفّل بالمهمة عوضا عني لكنّي لم أجد... «أعطيني اسم واحد يرغب في دخول الحديقة».
هذا العزوف مفهوم لأنّ البعض يعتبر الرياحي رجلا متقلّب المزاج ويميل إلى التغيير والإقالات بدليل ما حصل مع الوحيشي؟
- «موش صحيح»... رجال الافريقي الأوفياء والذين لا يختفون وراء صفحات الفايسبوك يدركون أن جمهور الافريقي «صعيب برشة» لذلك هم يخافون من تحمّل المسؤولية. تحدّثت مع كمال ايدير لأني أثق في شخصه وفي كفاءاته لكنه اعتذر لالتزامات مهنية...وغيره كثر ممّا يرفضون مجابهة الجمهور. الذين أعربوا عن استعدادهم العمل معنا لهم غاياتهم الشخصيّة والذين نريدهم الى جانبنا من أبناء النادي «هربوا بجلدهم على غرار عادل السليمي وقيس اليعقوبي» بعدما تحرّكت صفحات الفايسبوك لتشويه ماضيهم. أنا أطوّق الجمعية لأنّي «نخاف عليها وما نحبّش فيها» وإلاّ لكنت رميت المنديل... فما الذي يجبرني على تحمّل «السب» والضغط؟
كلامك هذا كان في وقت من الأوقات مصدر تشويش على الفريق فتلويحك بالانسحاب والاستقالة جعل الفريق يعيش فترة شكّ وكأنّ الأمر مفتعل منك وهو ما أثّر حتى على مردود اللاّعبين؟
- وما الذي يجبرني على فعل ذلك؟ حتى لا تكون الذاكرة قصيرة أنا وصلت الى الافريقي و «بديت معاه من جديد من الصفر...لا لقيت هيئة ولا ألقاب على الاقّل في العشرة سنين لخّرة». أنا جئت لغايات معلومة...أردت خدمة جمعيّتي وصناعة اسم خاص لنفسي والحمد للّه الأهداف تحقّقت... حصدت 13 تتويجا وهذا نجاح باهر والإفريقي أصبح الفريق الأغنى في تونس ويحسب له ألف حساب... ثم لو كانت تجمعني علاقة مصلحة بالإفريقي لكنت استقلت بعد موجة «السبّان» التي طالتني لكنّي لن أغادر الافريقي وسأواصل معه الرحلة إلى حين تركه بين أياد أمينة... من ينتظر استقالتي أو انسحابي فهو واهم ومن ينتظر سقوط الافريقي فهو يخادع نفسه. سننتظر مباراة «الدربي» التي نرجو أن تكون انطلاقتنا الحقيقيّة وسنحاول لمّ الشمل من جديد فقط مع أبناء النادي وليس مع المتمعّشين.
على ذكر الفريق الأغنى في تونس... النادي الافريقي يمرّ في بعض الفترات بهزات مالية وعدم استقرار ويتحدّث البعض عن «افلاس الرياحي» ما هو تعليقك ؟
- (ضاحكا) «ياخي أنا عندي صندوق تحت الفرش نجبد منّو في مصروفي وباش يجي نهار ويوفى ؟؟؟» لنتحدّث بأكثر عقلانية... أنا أسيّر جمعية مصاريفها الشهرية تقارب مليارين، فهل أنا شخص مجنون لأصرف مالي في ما لا يعني؟؟؟ كلّ ما في الأمر أنّي أتعمّد ذلك حتى يشعر اللاعبون والجميع بمسؤولياتهم ثمّ إنّ «المال السايب يعلّم السرقة»... وبالنسبة لجمهور الافريقي أقول إنّ المال آخر اهتماماتنا وبالنسبة لفريقنا سيعود الى سالف مستواه وسترون العام القادم...
هل ستكرّر مقولة «ماعاد يهزّو معانا شي» ؟
- (ضاحكا)... في الموسم الفارط الكّل تكلّم في سليم الرياحي وفي شخصه ومع ذلك لم نغتظ من أحد وكانت لحظة التتويج فارقة في مسيرتنا بعض غصرة الجولات الأخيرة وأخذتنا نشوة النصر لنقول هذا الكلام فهل يستكثرون علينا فرحتنا ؟ أنا لم أقصد ذلك حرفيّا لكني سايرت فرحة الانتصار ولِمَ لا «ان شاء الله العام الجاي ما يهزّو معانا شي».
بعد ثلاث سنوات ونصف على رأس الإفريقي هل تعتبر أنّك نجحت في المهمّة؟
- «ناجح ونص»... علينا ألّا ننسى الماضي سواء في السياسة أو في الرياضة ولا أتحدّث عن المال. الإفريقي عاد إلى موقعه الطبيعي مع الكبار سواء بالأرقام أو بالتتويجات.
ماذا عن الجلسة الانتخابية التي أعلنتم عنها وحددتم لها موعد 27 فيفري الفارط؟
- لم يتقدّم أحد
لكن لم تقع الدعوة إليها؟
- لقد أساء البعض فهمنا ووقعوا في اللغط... نحن دعونا لعقد جلسة انتخابية لمعرفة هوية الأسماء التي تنوي رئاسة الفريق لأنّه لا يمكن لنا أن نسلّم الجمعية لأيّ أحد هكذا دون بحث وتدقيق...
وكأنّك وصيّ على الجمعية ؟
- طبعا أنا وصيّ على الافريقي...ولن أسلّم النادي لمن هبّ ودبّ...لن آتي بشخص مفلس وسمسار ويتلاعب باسم النادي و«يبيع ويشري في الملاعبيّة» ويعقد الصفقات في المقاهي...هذا مستحيل وإذا عثرت على شخص تتوفّر فيه حتى نصف المواصفات سأطرق بابه بنفسي. ثمّ أنا لم ولا أنوي المغادرة خاصة في الظّرف الحالي فبعد ان أعدنا الفريق الى مداره الطبيعي هل من المعقول أن أغادر الافريقي وهو في هذه المرتبة حتى تبقى وصمة عار في تاريخي؟ الناس لا تتذكّر سوى الخواتيم لذلك أحرص على أن تكون خاتمتي مع الافريقي «مسك».


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.