انطلق الحوار الوطني حول إصلاح المنظومة التربوية في تقديم مخرجاته حيث وصل إلى مستوى تقديم الإجراءات اللازمة لذلك باعداد الوثائق المطلوبة. وبينت الندوة الوطنية حول المنظومة التربوية المنعقدة بالحمامات الجنوبية بحضور وزير التربية تطور عمل اللجان . وبدأت اللجان الفنية ممثلة في وزارة التربية و اتحاد الشغل و المعهد العربي لحقوق الإنسان في تحقيق مخرجات تتمثل أهمها في القضاء على البيروقراطية في الإدارات المركزية و ستنطلق قريبا عملية إصدار تشريعات حول الحوكمة وبعث مجلس أعلى للتربية مع مجالس جهوية مستقلة . وتم التشديد في الحوار على النهوض بالموارد البشرية وبعث مسالك في التعليم العالي وضبط مرجعيات وتعهد المنتدبين الجدد بالتأطير والتكوين وتوفير متطلبات التصرف الرشيد . اما بخصوص الزمن المدرسي فقد تم التأكيد على أن 186 يوما من التدريس يمكن أن تكون بداية لتطوير المنظومة التربوية على أن تنطلق العودة المدرسية بداية من الأسبوع الثالث من شهر سبتمبر . وشددت النقاشات على ضرورة بعث مركز وطني يعنى بتنمية الحياة المدرسية والانتقال من النظام الداخلي للمدرسة إلى إنشاء الحياة المدرسية للتعايش للقضاء التدريجي على الخطاب والفكر المتطرّف وخاصة القضاء على تأثيرات المنظمات المتطرفة على الناشئة . كما تمت الدعوة الى ضرورة تفعيل الهياكل التشاركية وتطوير الخارطة المدرسية وبعث شبكة معلوماتية وربطها بشبكة الإنترنت . كما تمت دعوة وزارة التربية إلى ضرورة اقرار التربية على الاختيار و بعث مركز للتوجيه الجامعي وضرورة الانسجام بين وزارات التربية والتعليم العالي والتكوين المهني في التوجيه الجامعي . وكان وزير التربية قد حيّا العمل الذي تم القيام به مؤكدا ان المرحلة القادمة ستشهد اصلاحات مؤلمة في المدرسة التونسية مثمنا نتائج الحوار الذي يدور لأول مرة مشيرا إلى أنّه حوار جدي وتشاركي مبينا أنه تم تنظيم ا كثر من 8000 جلسة حوارية. وبين ناجي جلول أن الإصلاحات ستكون مؤلمة بهدف تطوير الخارطة المدرسية نحو جودة التعليم والاعتماد على فكرة جديدة في هذا المجال ملاحظا أن الإجراءات المؤلمة تنتظر الأولياء والنقابات و التلاميذ وأن قدر الجميع النجاح في فترة الإنجاز والإجراءات التي ستكون غير شعبية . وعدد ناحي جلول امراض التعليم كالتشغيل الهش ووضع النواب الذي لم يعد يحتمل متسائلا ما القيمة العلمية لنواب لم ينجحوا في «الكاباس» ؟ ودعا جلول الجميع إلى تحمل مسؤولياتها من وزارة ونقابات وأحزاب ومجتمع مدني وأولياء داعيا إلى العودة إلى شراكة فعلية بين الاتحاد والدولة لإنقاذ المدرسة التونسية . واقر الوزير بالصعوبات التي تمرّ بها وزارة التربية بسبب قلة الموارد مؤكدا أنها العائق الاكبر . واعلن عن قرار الوزارة انتداب مكونين جدد بداية من السنة القادمة مع تفرغ المديرين في التعليم الابتدائي وانتداب مساعدين إداريين للمديرين. ودعا جلول إلى توافق حول الزمن المدرسي وحول كل ما يهم المدرسة مشيرا الى أن قرارات جديدة سيتم الإعلان عنها اثر مجلس وزاري سينعقد يوم 9 ماي القادم .